ARTICLE AD BOX
كشف تقرير صادر عن لجنة حماية الصحافيين، الأربعاء، أن الحصار الإسرائيلي المفروض على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يترك آثاراً كبيرة على الصحافيين الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية، ممّا يزيد من الصعوبات المرافقة لتغطية حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 19 شهراً.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتلت قوات الاحتلال أكثر من 54 ألف فلسطيني في قطاع غزة مع استهداف ممنهج لكل المؤسسات الصحية والتعليمية والخدماتية، وبالتزامن مع فرض حصار كامل على القطاع أوصل الفلسطينيين إلى حافة المجاعة.
وقالت لجنة حماية الصحافيين في تقريرها، الأربعاء، إن الجوع يؤثر "بشكل مباشر" على التقارير التي "تُنتجها الصحافة المفككة والمنهكة"، في غزة، مشيرةً إلى أن معظم الصحافيين "يعملون في خيام، وسط قصف عشوائي، غالباً بدون كهرباء أو اتصال بالإنترنت". كما نقلت شهادات صحافيين فلسطينيين عن معاناتهم بسبب الجوع ونقص الغذاء وصعوبة الحصول على الطعام، مشيرين إلى أنهم "يعيشون على حصص غذائية بالكاد تكفي للبقاء، ويضطرون لشرب مياه غير نظيفة، ويبحثون عن الفُتات"، وفقاً للجنة حماية الصحافيين. وبيّنت شهادات الصحافيين للجنة أن نظامهم الغذائي يعتمد بشكل رئيسي على المعلبات، كما يحصلون من وقتٍ إلى آخر على طحين ذي رائحة كريهة أو خضروات متعفنة أحياناً.
واعتبرت المديرة الإقليمية للجنة حماية الصحافيين، سارة القضاة، أن "ما نشهده ليس كارثة إنسانية فحسب، بل اعتداء مباشر وغير مسبوق على حرية الصحافة"، مضيفةً: "في وقت يكتفي فيه العالم بالمشاهدة. لا يمكن للصحافيين القيام بعملهم، ناهيك عن البقاء على قيد الحياة، وهم يُجوّعون عمداً ويحرمون من المساعدات المنقذة للحياة. يجب على إسرائيل السماح للمنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام الدولية ومحققي حقوق الإنسان بدخول غزة فوراً".
ونقل التقرير عن الصحافي المستقل محمد الحجار، المتعاون مع وكالة أسوشييتد برس، قوله إن "الصحافيين يعانون كغيرهم في غزة"، مضيفاً: "لا توجد إمدادات غذائية أساسية، لا طحين ولا سكر ولا زيت طهي ولا سمن ولا أرز ولا بقوليات. ليس لدينا سوى القليل من المعلبات وبعض الخضروات المزروعة محلياً في الجزء الجنوبي من القطاع".
بدورها، لفتت مديرة شركة العين للإنتاج ومراسلة قناة فرانس 24، شروق العيلة، إلى أن الصحافيين يعانون من أجل توفير الغذاء لأنفسهم ولعائلاتهم كغيرهم من سكان القطاع. كما أشارت إلى ارتفاع الأسعار وصعوبة الحصول على النقود. أضافت: “نواجه عدة معارك: أولاً العثور على طحين صالح وآمن للاستهلاك البشري، ثانياً تحمّل ارتفاع الأسعار، وثالثاً الحصول على النقد في ظل إغلاق البنوك”.
إلى جانب الجوع، تفاقمت مشكلة شح المياه الذي أدى إلى انتشار أمراض متعددة، وقال مراسل قناة الكوفية، مجدي إسليم، للجنة حماية الصحافيين: "أصبنا بالتهاب الكبد نتيجةً لعدم توفر الطعام أو مستلزمات النظافة أو المياه النظيفة"، وتابع: "نحن الصحافيين نعمل جائعين في معظم الأيام".
وفي حين ادعت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية المسؤولة عن توزيع المساعدات الإنسانية في غزة أن جيش الاحتلال يعمل على تسهيل نقل المساعدات إلى القطاع، تجاهلت وزارتا الاتصال والدفاع الإسرائيليتين استفسارات لجنة حماية الصحافيين.
ودعت لجنة حماية الصحافيين، في ختام التقرير، المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي وجهات أخرى إلى ضمان وصول المساعدات إلى غزة، كما طالبت بالضغط على دولة الاحتلال ومصر للسماح الفوري وغير المشروط بدخول الصحافيين إلى غزة لتغطية الحرب، إضافةً إلى فرض تسهيل وصول المساعدات إلى الصحافيين في غزة والضفة الغربية المحتلة.
