ARTICLE AD BOX
قالت صحيفة صينية اليوم الخميس، إنه مع استمرار التوترات في بحر الصين الجنوبي، تظهر الفيليبين مرة أخرى استراتيجيتها "ذات الوجهين المتمثلة في قول شيء وفعل شيء آخر، وبما أن مانيلا تعامل السلام كشريحة تفاوضية، والاستفزاز في سلوك روتيني، يجب على بكين أن تشكك في حساباتها السياسية وصدقها في السعي للسلام". جاء ذلك تعليقاً على تصريحات وزير الخارجية الفيليبيني إنريكي مانالو، الأسبوع الماضي في قمة آسيان الأخيرة في ماليزيا، التي قال فيها إن بلاده مستعدة لاستكشاف أي اتفاقات إضافية مع بكين يمكن أن تساعد في الحفاظ على السلام في بحر الصين الجنوبي. وكان الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس الابن قد حث رابطة أمم جنوب شرق آسيا والصين على تسريع المفاوضات بشأن مدونة سلوك ملزمة قانوناً "لمنع أخطاء الحسابات في البحر".
وقالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية الصينية، إنه من المفارقة أنه في حين أدلت مانيلا هذه الملاحظات التي تبدو أنها تسعى إلى السلام، فإن أعمالها تخبر قصة أخرى "إذ بدأت التدريبات العسكرية المشتركة "كامانداغ 9" مطلع الأسبوع الجاري، والتي تضم قوات من الولايات المتحدة والفيليبين واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة. ويأتي هذا بعد أقل من 20 يوماً من اختتام تدريبات باليكاتان 2025 الأميركية الفيليبينية الأخيرة". وتابعت: "إذا كان الخطاب الدبلوماسي الداعي إلى السلام يمثل موقفا عاما، فإن هذه التدريبات على إطلاق النار الحي ونشر الصواريخ هي استفزازات صارخة"، مشيرة أن مانيلا "لم تكن قط ضحية أو فاعلة سلبية في بحر الصين الجنوبي. بل عملت محفزا نشطا للاحتكاك والتصعيد".
وكانت تقارير أميركية قد أفادت بأن كلا التدريبين يتضمنان نظام صواريخ NMESIS. وذكرت مجلة نيوزويك يوم الثلاثاء الماضي، أن هذا النظام الصاروخي الأرضي المضاد للسفن، القادر على ضرب أهداف تصل إلى 185 كيلومتراً، قد نُقل جواً إلى جزر باتانيس الشمالية في الفيليبين، مما يضع نقاط اختناق استراتيجية مثل: قناة باشي ومضيق لوزون في مرمى نيرانه، بل ويهدد حتى الطرق الجنوبية المؤدية إلى جزيرة تايوان. وعلى عكس مناورات "باليكاتان 2025"، التي لم يُطلق فيها نظام NMESIS نيرانًا حية، من المقرر هذه المرة إجراء تجربة إطلاق نار حي إذا سمحت الأحوال الجوية، وفقًا لمسؤول عسكري فيليبيني.
وتابعت الصحيفة الصينية، بأن ازدواجية الفيليبين في قضية بحر الصين الجنوبي أصبحت ضرباً من الهزل. فمن جهة، تُردد شعارات مثل السلام والحوار. ومن جهة أخرى، تُؤجج التوترات في المياه المتنازع عليها، وتُخفي تحركاتها المواجهة في صورة مبادرات سلمية. وتضيف: "تعتقد مانيلا أن التمسك بواشنطن يُمكّنها من جني الأرباح دون تحمّل مخاطر حقيقية. لكنها تتجاهل حقيقة جوهرية: الولايات المتحدة لن تخوض حرباً من أجل الفيليبين، وبالتأكيد لن تُحمّل الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا مسؤولية المقامرة السياسية".
وكانت بكين أثارت حفيظة دول جنوب شرق آسيا بسبب تأكيدها ملكيتها معظم الممر المائي الاستراتيجي في بحر الصين الجنوبي، على الرغم من حكم دولي صدر (عن محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي) في عام 2016 أفاد بأن هذا الادعاء لا أساس قانونياً له. وقد وضع هذا الأمر الصين في منافسة مع بروناي وماليزيا والفيليبين وتايوان وفيتنام، التي لها مطالبات جزئية في المناطق المتنازع عليها. وفي السنوات الأخيرة، شهدت بكين ومانيلا تصعيداً في المواجهات، بما في ذلك حوادث الاصطدام بالقوارب وإطلاق سفن خفر السواحل الصينية مدافع المياه على نظيرتها الفيليبينية، وقد أثارت هذه الاشتباكات مخاوف من أنها قد تجر الولايات المتحدة، حليفة مانيلا الأمنية منذ فترة طويلة، إلى صدام مسلح مع الصين.
