ARTICLE AD BOX
في مشهد يكاد يُجسّد عرضاً تلفزيونياً حياً، تابع الملايين حول العالم فصول الصدام بين رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، وأغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، مباشرة على منصة إكس التي باتت تتحول أكثر فأكثر إلى ساحة درامية مفتوحة تعكس تقلبات شخصية ماسك.
الجدل الذي دار علناً على المنصة أعاد إلى الأذهان الأيام "المرحة" التي كان يُعرف فيها الموقع باسم تويتر، مع سيل من الميمز الساخرة والتعليقات اللاذعة التي أغرقت المنصة. بعض المستخدمين عبّروا عن سعادتهم بما وصفوه بـ"عودة الروح" للمنصة، مستعينين برموز تعبيرية للفشار لمواكبة الحدث.
ورغم عدم وضوح ما إذا كانت هذه الضجة ستؤثر فعلياً بعدد المستخدمين أو النشاط الإعلاني للمنصة، فإن ماسك لم يفوّت الفرصة، إذ أعاد نشر "ميم" مساء الخميس يوحي بأن المعركة تزيد من تفاعل المستخدمين مع إكس. المديرة التنفيذية للمنصة، ليندا ياكارينو، أيّدت هذا التوجه.
في هذا السياق، تقول مديرة معهد سياسات التكنولوجيا في جامعة كورنيل، سارة كريبس، لوكالة أسوشييتد برس إن إكس أصبحت "منصة تقودها الشخصيات، وصراعات ماسك العلنية ترفع التفاعل على الأقل على المدى القصير"، مضيفة أن المنصة تعتمد على مبدأ "الفرجة" استراتيجيةً للنمو، والجدل دائماً ما يجذب التفاعل.
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فاختار الرد من خلال منصته الخاصة تروث سوشال، حيث نشر ثلاث رسائل مباشرة ضد ماسك يوم الخميس. غير أن جمهور تروث سوشال لا يزال محدوداً مقارنة بـ"إكس"، إذ يضم أقل من 10 ملايين متابع مقابل نحو 106 ملايين لترامب على "إكس"، حيث لم ينشر شيئاً منذ الثالث من يونيو/حزيران الماضي، فيما استمر حساب البيت الأبيض الرسمي بالنشاط كالمعتاد.
ورغم تفعيل ماسك لحساب ترامب بعد حظره في 2021 عقب أحداث اقتحام الكابيتول، فإن ترامب لا يبدو في وارد العودة الكاملة إلى "إكس"، إذ نشر على منصته البديلة أكثر من 10 مرات يوم الجمعة وحده. وتُعلّق كريبس: "تروث سوشال منصة محدودة التأثير خارج قاعدته الجماهيرية، وإذا انسحب ترامب كلياً من إكس فقد يؤدي ذلك إلى تشرذم جمهور اليمين، لكن المنصة لا تزال مهيمنة على الخطاب السياسي".
على الطرف الآخر من مشهد الصراع، يرقب مستخدمو منصة بلوسكاب المشهد من بعيد بسخرية، متبادلين لقطات شاشة من "إكس" و"تروث سوشال"، وتحليلاتهم الخاصة. المنصة التي جذبت جماهيراً مناهضة لسياسات ماسك تبدو، حتى الآن، غير قادرة على استقطاب أنصار ترامب المتشددين.
وتقول كريبس إن "الوقت لا يزال مبكراً لقياس تغييرات دائمة في سلوك المستخدمين"، لافتة إلى أن جمهور السياسة على "إكس" أبدى صلابة في مواجهة الجدل. "أنصار ترامب لن يهجروا المنصة ما لم تظهر عداوة مباشرة أو تغييرات في سياسة الإشراف على المحتوى، وما نراه حالياً أقرب إلى نزاع شخصي لا انقسام أيديولوجي".
أما على الصعيد التجاري، فتشير المحللة في مؤسسة Emarketer، ياسمين إنبرغ، لـ"أسوشييتد برس"، إلى أن الخلاف قد لا يُحدث فرقاً كبيراً في عائدات "إكس". وتوضح: "بعض المعلنين الذين كانوا يتعاملون بحذر بسبب تقارب ماسك من ترامب قد يعيدون النظر، لكن الخطر الأكبر لا يزال قائماً بسبب تحقيق لجنة التجارة الفيدرالية في شبهات مقاطعة إعلانية منسقة".
ووفق صحيفة نيويورك تايمز، فإن اللجنة تحقق مع نحو 12 منظمة دعائية وإعلانية حول احتمال انتهاكها لقوانين مكافحة الاحتكار عبر تنسيق حملات مقاطعة إعلانات، خشية أن تظهر العلامات التجارية بجوار محتوى بغيض أو مثير للجدل.
