طيران الجيش السوداني يفتح الطريق للسيطرة على ولايات كردفان

1 week ago 7
ARTICLE AD BOX

كثف الجيش السوداني، أمس الأحد، غاراته الجوية من طريق طيرانه المسير مستهدفاً تمركزات قوات "الدعم السريع" بعدد من المناطق بولايات كردفان الثلاث (شمال، غرب، وجنوب كردفان) لفتح الطريق لتقدم متحركاته وتعزيزاته العسكرية لإكمال سيطرته على بقية مناطق الإقليم الذي يشهد، منذ أيام عدة، معارك ضارية بين الطرفين.

وبحسب مصادر عسكرية، تمكن "متحرك الصياد" الذي يعد أبرز المتحركات الميدانية التابعة للجيش، من فك الحصار عن مدينة الدلنج ثاني أكبر مدن ولاية جنوب كردفان من الجهة الجنوبية، محرراً الطريق الرابط بينها الدلنج، ومدينة الدبيبات الواقعة في الولاية نفسها، فضلاً عن التحامه مع كل من جيش كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان واللواء 54-هجانة في منطقة السماسم. وأشارت المصادر نفسها إلى أن هذه العملية أسفرت عن تحرير مناطق الكرقل وكولي وكيقا وحجر والجواد وكركراية والسماسم وفقوسة وكلندي والكرقل والدشول والتقاطع وكيقا والكويك وبرنو وصولاً إلى كادوقلي، مما يعزز أمن وسلامة المنطقة ويقطع خطوط إمداد "الدعم السريع". في حين، شهدت مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان انفتاحاً ميدانياً واسعاً للقوات المسلحة، بقيادة الفرقة 22 مشاة، ضمن عملية تمشيط وتأمين موسعة تستهدف محيط المدينة، وامتدادات الطريق المؤدي نحو مدينة المجلد.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن وحدات العمل الخاص التابعة للفرقة، وصلت منطقة حفيرة سبدو، في خطوة استراتيجية تستبق تحركات محتملة لـ"الدعم السريع"، وتؤمن أحد أبرز محاور الإمداد والانتقال العسكري في المنطقة.

ضغط ميداني

من جانبه قال الباحث في الشؤون العسكرية العميد جمال الشهيد، إن الجيش يواصل ضغطه الميداني على "الدعم السريع" في كل نواحي إقليم كردفان بقوة وصلابة وحماس مدفوعاً بعقيدة عسكرية قتالية، "مما مكنه من تحقيق انتصارات متتالية آخرها أمس الأحد بالتحام متحرك الصياد مع قوات كادوقلي واللواء 54، فضلاً عن فك الحصار عن مدينة بابنوسة"، وتابع "هذا التحرك القصد منه التوغل غرباً لدحر هذه الميليشيات من كل ولايات كردفان وصولاً إلى إقليم دارفور وتحرير كامل أراضيه من دنس هذه القوات المتمردة التي يلحظ تراجعها يوماً بعد يوم"، وأضاف الشهيد "الجيش له خطة محددة ومدروسة بدقة ووفق معايير عسكرية، وهي مبنية على أسبقيات، وتمضي، بشكل جيد، والدليل على ذلك سيطرة الجيش وحلفائه على مسرح الحرب"، وواصل "في المقابل تشهد ’الدعم السريع’ تصدعات واضحة والآن بدأت قيادته حملات استنفار وتحشيد وسط حواضنها الاجتماعية في المناطق الحدودية بخاصة ولاية غرب دارفور، لكن لم تجد هذه الدعوات الاستجابة"، وتوقع الباحث في الشؤون العسكرية أن يحدث الجيش، في غضون الساعات المقبلة، اختراقاً بسيطرته على مدينة بارا بولاية شمال كردفان والتقدم نحو مدينتي النهود والفولة بولاية غرب كردفان والمضي من كردفان باتجاه دارفور.

محور دارفور

تشهد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال كردفان هدوءاً حذراً، على رغم القصف المدفعي الذي تصوبه "الدعم السريع" بصورة متقطعة وعشوائية باتجاه أحيائها السكنية، في حين يعاني سكان مخيم زمزم، الواقع قرب الفاشر، من تدهور الأوضاع الإنسانية.

وكانت "الدعم السريع" قد هاجمت في 10 أبريل (نيسان) الماضي مخيم زمزم، وسيطرت عليه بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات مع القوة المشتركة ومجموعات من المستنفرين، لتبدأ بعدها في شن حملة ترويع أدت إلى مقتل مئات المدنيين وفرار 406 آلاف شخص من منازلهم، طبقاً للأمم المتحدة التي تقول، إن 180 ألف نازح لا يزالون عالقين في هذا المخيم، في وقت لا تزال تداعيات هجوم "الدعم السريع" تلاحق الفارين من الهجمات، الذين نزح معظمهم إلى طويلة، بينما توزع الآخرون بين الفاشر ومناطق في وسط دارفور ومدينة الطينة في تشاد.

في الأثناء تواجه مناطق وسط وغرب دارفور أزمة خانقة في الوقود وارتفاعاً كبيراً في أسعار السلع مع انفلات أمني واسع. وتسيطر "الدعم السريع" على ولايتي وسط وغرب دارفور إلى جانب شرق وجنوب دارفور وأجزاء واسعة من شمال دارفور. وبحسب مواطنين في تلك المناطق، فإن هذه الأزمة بدأت، منذ ثلاثة أشهر، بعد توقف عبور الوقود للحدود من تشاد لأسباب غامضة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عودة الكهرباء

في أم درمان عاد التيار الكهربائي إلى عدد من أحياء المدينة بعد انقطاع دام أكثر من 10 أيام، في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها محطات التحويل الرئيسة بالمدينة، ضمن التصعيد العسكري الأخير الذي شهدته ولاية الخرطوم. وكان التيار الكهربائي قد انقطع عن معظم مناطق أم درمان إثر استهداف طائرات مسيرة تتبع لـ"الدعم السريع" محطات حيوية منها محطات كوستي، والكدرو، وبحري الحرارية، مما أدى إلى شلل تام في خدمات المياه والمستشفيات والمخابز. وخلف الانقطاع أزمة إنسانية حادة، وتعطلت شبكات المياه لغياب الطاقة عن محطات الضخ، واضطرت مراكز صحية عديدة إلى تعليق العمل لعدم توافر الكهرباء لتشغيل المعدات، في حين اعتمد السكان على حلول بدائية ومرهقة لتوفير المياه والإضاءة.

كما شهدت الأسواق شحاً في السلع سريعة التلف، بخاصة اللحوم والأدوية المبردة، كما ارتفعت أسعار الوقود لتشغيل المولدات الخاصة إلى مستويات قياسية، وسط شكاوى من استغلال بعض التجار للأزمة.

وبحسب مصادر في الشركة السودانية للكهرباء فإن فرق الطوارئ تمكنت من إصلاح الأعطال في بعض المحطات بعد تحسن الأوضاع الأمنية نسبياً، وبدأ التيار في العودة تدريجاً إلى أحياء مثل أمبدة والعباسية وبيت المال.

محاصرة الكوليرا

صحياً، حصلت وزارة الصحة بولاية الخرطوم على 175 طناً من الإمدادات الطبية لمحاصرة وباء الكوليرا الذي تفشى بصورة مخيفة، في ظل تزايد مستمر لعدد الحالات. وقدم الصندوق القومي للإمدادات الطبية، 150 طناً من الإمدادات الطبية وأدوية ومستهلكات طبية لإمداد الطوارئ بولاية الخرطوم، لمواجهة وباء الكوليرا، في وقت يخطط الصندوق لإرسال 30 طناً إضافية من المحاليل الوريدية.

وذكرت منظمة الصحة العالمية، في منشور على منصة "إكس"، أنها قدمت 15 طناً من الإمدادات لوزارة الصحة بولاية الخرطوم ومنظمة "أطباء بلا حدود"، لدعم العمليات المنقذة للحياة في الخرطوم، مؤكدة أن هذه الإمدادات ستساعد في علاج 58 ألف مريض من الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، علاوة على الذين يعانون سوء التغذية الحاد.

من جهتها، قالت لجنة الطوارئ الصحية بوزارة الصحة بالخرطوم، إن عدد الحالات المكتشفة عبر فرق الاستجابة السريعة بلغ 45 حالة، بينما استقبلت العيادات الميدانية نحو 13 حالة، وكشفت عن عزل 800 حالة بالكوليرا تخضع الآن لعلاج مكثف بمستشفيات الولاية.

وأفادت اللجنة بحدوث تدخلات واسعة تشمل تطهير وكلورة مياه الشرب وتعزيز الصحة بمحلية أم درمان الكبرى، حيث جرى تطهير 434 منزلاً وتوزيع 1089 ملجم من مادة الكلور، إضافة إلى استفادة 1736 شخصاً من تعزيز الصحة، مشيرة إلى خلو مراكز العزل بمستشفيات "البلك وأم درمان وصالحة القيعة وهجيلجية من حالات الوفاة"، وناشدت وزارة الصحة بالخرطوم المواطنين ضرورة شرب المياه المضاف إليها مادة الكلور الخاصة بتنقية المياه، والحرص على غسل الأيدي وسلامة الأغذية باعتبارها إجراءات وقائية ضرورية للحد من انتشار المرض.

من جانبه قال وزير الصحة بولاية سنار إبراهيم العوض أحمد، إن حالات الاشتباه بالكوليرا ارتفعت في سنار إلى 23 حالة، بينها ثلاث حالات وفاة، لافتاً إلى وصول فرق الاستجابة السريعة إلى كل الأحياء التي أتت منها الحالات، داعياً المواطنين لأخذ الحيطة والحذر واتباع الإرشادات.

ويتفشى وباء الكوليرا في بعض مناطق ولاية الجزيرة، وسط مخاوف من خروجه عن السيطرة في ظل تعطل عمل ما يصل إلى 80 في المئة من مرافق الرعاية الصحية في مناطق النزاع وتوقف عمل قرابة 45 في المئة من المرافق في المناطق الأخرى.

subtitle: 
تشهد مدينة الفاشر هدوءاً حذراً والتيار الكهربائي عاد إلى عدد من أحياء أم درمان
publication date: 
الاثنين, مايو 26, 2025 - 08:45
Read Entire Article