عضو بالكونغرس الأميركي: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا لتهجير سكان غزة

اتهم العضو في مجلس الشيوخ الأميركي جيف ميركلي، خلال جلسة استماع اليوم الثلاثاء، إسرائيل باستخدام "استراتيجية ممنهجة لتدمير غزة ووسائل الحياة فيها"، بهدف دفع السكان إلى الرحيل تحت غطاء "الهجرة الطوعية"، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجية تشمل التجويع، وهدم المنازل، ونقل السكان، ما يُعد شكلًا من أشكال التهجير القسري.

وأضاف السيناتور الأميركي أن هذه الممارسات ليست مجرد نظرية، بل تنفّذ بشكل فعّال منذ شهور، مستشهدًا بصور الأقمار الصناعية التي تُظهر أن غزة باتت أنقاضًا، وبأكثر من 2000 طفل يتلقون العلاج من سوء تغذية حاد، إضافة إلى تقرير صدر قبل يومين عن منظمة الصحة العالمية يؤكد استشهاد 57 طفلًا بسبب مضاعفات سوء التغذية. وأوضح أن عدد الشاحنات التي بدأت بالدخول إلى غزة لا يتجاوز 1% من الكمية المطلوبة لتأمين المكملات الغذائية اليومية، وأن خطط إدخال 100 شاحنة يوميًا لا تغطي سوى 20% من الاحتياجات الفعلية، متسائلًا عن موقف الإدارة الأميركية إزاء هذا الوضع.

في المقابل، دافع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، عن إسرائيل، قائلاً: "نحن سعداء برؤية تدفّق المساعدات مجددًا. أتفهّم أن الكميات لا تكفي، لكننا نرى تحسنًا في إدخالها، ونتوقّع زيادة عدد الشاحنات في الأيام المقبلة. خلال زيارتي الأخيرة إلى روما، التقيت ممثلي برنامج الغذاء العالمي لبحث الخطط والآليات الممكنة للتوزيع على الأرض، ونأمل أن يتحقق الحل النهائي عبر القضاء على حركة حماس، لأن شعب غزة يستحق مستقبلًا أكثر ازدهارًا وسلامًا".

وسأل عضو الكونغرس الوزير روبيو عن موقف الولايات المتحدة من "التدمير الإسرائيلي الممنهج لما تبقى من المنازل في غزة لجعل البقاء هناك مستحيلًا"، وإن كانت واشنطن تحاول منع إسرائيل من المضي بهذه الاستراتيجية. فأجاب روبيو: "لا نرى أن هذا هو هدفهم. إسرائيل تقول إنها تستهدف عناصر حماس، وقد أكدت لنا ذلك، وهي ترى أن وجود هذه العناصر يعيق التوصل إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار".

وعند سؤاله عما إذا كانت هناك مناقشات أميركية بشأن تهجير سكان غزة إلى ليبيا، نفى روبيو وجود أي خطط من هذا النوع، وقال: "لم أشارك في أي نقاشات حول ليبيا، وما نتحدث عنه مع بعض الدول هو احتمال استقبال أفراد، بمحض إرادتهم، لفترة مؤقتة، إذا كانوا يريدون المغادرة لأسباب إنسانية أو تعليمية. ولكنها ستكون قرارات طوعية".

غير أن السيناتور الأميركي عاد ليجابه الوزير متسائلًا: "هل تكون قرارات طوعية فعلًا في ظل القصف وانعدام الطعام والمياه النظيفة؟". فأجاب روبيو: "هذا لا يعني أنهم سيُمنعون من العودة لاحقًا. قد يرغبون في العودة مستقبلًا، لكنهم لا يستطيعون الآن. وإذا كانت هناك دولة مستعدة لاستقبالهم مؤقتًا، فذلك سيكون خيارًا إنسانيًا، وقد تواصلنا مبدئيًا مع بعض الدول لبحث هذه الإمكانية"، مضيفًا: "ليبيا؟ ليست لديّ معلومات بهذا الشأن".

وأكد السيناتور في ختام مداخلته أن "على الولايات المتحدة مسؤولية أخلاقية لإبلاغ حكومة نتنياهو أن استخدام الغذاء سلاح حرب أمر غير مقبول، ويمثل انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي، ويُعد شكلاً من أشكال العقاب الجماعي"، مضيفًا: "نحن نشهد مجاعة حقيقية، فهل يمكن للإدارة الأميركية دعم سياسة لتأمين الغذاء؟". وردّ روبيو: "نعم، لقد أوضحنا هذه النقطة، وأعتقد أننا لولا مشاركتنا ومشاركة أطراف أخرى، لما شهدنا دخول أي مساعدات في الأيام الأخيرة. إسرائيل حليف قوي، ونحن ندعمها، ونتفهّم مخاوفها الأمنية، لكننا نأمل أن يستمر تدفق المساعدات".