ARTICLE AD BOX
أعلنت وزارة الخارجية المصرية، الثلاثاء، عن تشكيل غرفة عمليات لمتابعة التطورات المتسارعة في ليبيا، في ظل التصعيد الأمني الذي تشهده الجارة الغربية خلال الأيام الأخيرة. وقالت الوزارة، في بيان صحافي، إن اللجنة الوطنية المصرية المعنية في ليبيا تتابع "باهتمام بالغ" الأوضاع الراهنة، مشيرة إلى أن غرفة العمليات ستُعقد بشكل دائم بالتنسيق بين وزارة الخارجية ووزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والسفارة المصرية في طرابلس.
وستعمل الغرفة على متابعة المستجدات وتلقي استفسارات وطلبات المواطنين المصريين المقيمين في ليبيا، وذلك على مدار الساعة، عبر أرقام هاتف مخصصة في القاهرة وطرابلس، وفقًا لما ورد في البيان. وأكدت اللجنة أنها تواصل تنسيقها مع الأجهزة المعنية في الدولة للتعامل مع الموقف، مطالبة المصريين الموجودين في ليبيا بضرورة توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، والالتزام بالبقاء في منازلهم، والابتعاد عن المناطق التي تشهد توتراً، إلى حين استقرار الأوضاع.
في المقابل، عبّر عدد من المصريين الموجودين في ليبيا عن شكواهم من صعوبة التواصل أو العودة إلى مصر، رغم الإعلان الرسمي. وكتب أحدهم، ويدعى هشام أبو جماع، تعليقاً على منشور الخارجية عبر "فيسبوك": "اتصلت بهم من مصر على الرقم الليبي، الموظف قال: لما الدنيا تهدى تهدى، مع إن أخويا كان بيصرخ (...) والضرب شغال عليهم، وكانوا مستخبيين تحت السراير".
كما كتب آخر يُدعى محمد خليل: "فين هي السفارة اللي موجودة في طرابلس؟ مندوب ومش بيقدر على حد"، في إشارة إلى ضعف التمثيل الفعلي على الأرض، مؤكدًا أن عائلته لا تستطيع مغادرة طرابلس إلى بنغازي لإنهاء الأوراق الخاصة بها. وكتب آخرون تعليقات مباشرة تطالب بفتح ممرات آمنة، حيث قال سعد بدر: "افتحوا لنا أي مجال جوي، احنا بنشوف الموت في ليبيا"، بينما أضافت شيماء عبده: "عاوزين نرجع مصر".
وظهرت سرعة الاستجابة الرسمية في ملف إعادة نجوم الكرة المصريين الموجودين في ليبيا، إذ أعلنت وزارة الشباب والرياضة عن اتصالات مباشرة أجراها الوزير أشرف صبحي مع مدرب فريق أهلي طرابلس، حسام البدري، وعدد من أفراد الطاقم الفني، بل وحددت ساعة وصولهم إلى مطار القاهرة مساء أمس الأربعاء، ما يعكس درجة عالية من الاهتمام والتنسيق الفوري. في المقابل، يشتكي مواطنون مصريون آخرون من تجاهل اتصالاتهم، وعدم وجود أي ممرات آمنة أو خطة واضحة لإجلائهم، رغم إعلان وزارة الخارجية عن تشكيل غرفة عمليات مخصصة لمتابعة التطورات.
وبدأ التصعيد العسكري في طرابلس مساء أول من أمس الاثنين، بتحشيد جهاز دعم الاستقرار عرباته المسلحة ومقاتليه في منطقة أبو سليم، معقله الرئيسي، قابله تحشيد آخر من جانب قوات وزارتي الدفاع والداخلية بالحكومة. وفي تلك الأثناء، انعقد اجتماع بين قادة المجموعات المسلحة بغرض التهدئة ووقف التصعيد. وخلال الاجتماع، قُتل قائد جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي إثر اشتباكات اندلعت بين حراسات القادة المجتمعين، وأعقب مقتله تنفيذ قوات وزارتي الدفاع والداخلية عملية عسكرية خاطفة سيطرت خلالها على كامل مقرات الجهاز في منطقة أبو سليم.
