غزة على صفيح ساخن.. تصعيد إسرائيلي يتحدى الضغوط الدولية

1 day ago 4
ARTICLE AD BOX

 متابعة / المدى

في ظل تصاعد وتيرة العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، تدخل الحرب مرحلة جديدة تتسم بحدة المواجهات واتساع رقعة الاستهداف، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.
وبينما تواصل آلة الحرب الإسرائيلية قصفها المكثف للأحياء المدنية والبنى التحتية، تتعدد القراءات حول دوافع تل أبيب للإصرار على استمرار العمليات العسكرية، في مقابل إجماع دولي آخذ في الاتساع يطالب بوقف الحرب.
وتتعاظم التساؤلات حول مآلات هذا التصعيد وحدود قدرة إسرائيل على الاستمرار في تجاهل نداءات المجتمع الدولي.
وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية والبرية على قطاع غزة، مستهدفة مراكز حيوية ومخيمات مكتظة بالسكان، ما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين بشكل كبير.
وتزامن ذلك مع نشر تعزيزات عسكرية جديدة على حدود القطاع، في مؤشر واضح على نية تل أبيب مواصلة الحملة العسكرية. وقد أعلنت القيادة العسكرية الإسرائيلية عن "المرحلة الحاسمة من الحرب"، في تحدٍ صريح لأية جهود تهدئة.
الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، مائير كوهين، اعتبر في تصريحات صحفية أن تل أبيب تخوض الآن حربا مزدوجة: الأولى عسكرية ضد حركة حماس في غزة، والثانية سياسية ضد المجتمع الدولي. وأوضح كوهين في تصريحاته أن "الحكومة الإسرائيلية ترى في استمرار الضغط العسكري الوسيلة الوحيدة لتحجيم نفوذ حماس، وهي لا تكترث حاليا بالضغوط الأوروبية أو حتى الأميركية، ما دام الرأي العام الإسرائيلي يدعم العمليات العسكرية".
ورغم اعترافه بوجود خلافات داخل المؤسسة الأمنية حول مدى نجاعة هذه الحملة الطويلة، إلا أن كوهين أشار إلى أن "القيادة السياسية تعتقد أن التراجع الآن سيُفهم كضعف، خصوصا في ظل أجواء التوتر الإقليمي".
من جهته، يرى الكاتب والباحث السياسي، نضال خضرة، أن التصعيد العسكري الحالي هو انعكاس لأزمة داخلية إسرائيلية متراكمة.
وأكد خضرة أن "الحكومة الإسرائيلية، بقيادة نتنياهو، تحاول توظيف الحرب لأهداف سياسية داخلية، في مقدمتها ترميم شعبيته المتآكلة، وتجاوز أزماته القضائية". وأضاف أن "الخطاب الإسرائيلي بات أكثر راديكالية، مع غياب أي صوت عاقل داخل المشهد السياسي يدعو لوقف القتال أو النظر في حلول سياسية". ولفت إلى أن "استمرار الحرب رغم المجازر المتكررة، يكشف عن غياب كامل لأية ستراتيجية طويلة الأمد لدى إسرائيل، باستثناء خيار القوة الغاشمة". أما هبة القدسي، مديرة مكتب صحيفة الشرق الأوسط في واشنطن، فأشارت إلى وجود انقسام داخل الإدارة الأميركية بشأن كيفية التعامل مع التصعيد الإسرائيلي.
وقالت القدسي إن "الرئيس ترامب يواجه ضغوطا متزايدة من الكونغرس والرأي العام لوقف الدعم غير المشروط لإسرائيل، لكن البيت الأبيض لا يزال يراهن على قدرة تل أبيب في الحسم السريع".
وأضافت القدسي أن "الدوائر الدبلوماسية في واشنطن تشعر بالإحباط من عدم تجاوب إسرائيل مع الدعوات المتكررة للتهدئة، ما دفع وزير الخارجية إلى التحذير، خلف الأبواب المغلقة، من أن استمرار الحرب قد يضر بمصالح واشنطن في المنطقة".
مع تزايد حجم العمليات في غزة وارتفاع حصيلة القتلى والجرحى، أبدت العديد من الدول الأوروبية والعربية رفضها القاطع لاستمرار العمليات العسكرية، محذّرة من تداعيات إنسانية كارثية.
كما دعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار، فيما عبّرت منظمات حقوقية دولية عن قلقها البالغ من الانتهاكات المتكررة لقواعد القانون الدولي الإنساني.
وبينما تتعالى الأصوات الداعية إلى وقف الحرب وإنقاذ المدنيين، لا تزال الحكومة الإسرائيلية تراهن على الزمن والتصعيد، لكن المؤكد أن استمرار هذه الستراتيجية لن يؤدي إلا إلى مزيد من العزلة الدولية، وربما انفجارا أكبر في المشهد الإقليمي.
ووجه وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديبول، أمس الثلاثاء، انتقادات حادة لإسرائيل بسبب تردي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. وقال فاديبول، موجها حديثه لإسرائيل: "ألمانيا لن تتضامن معكم بالإجبار".
وأضاف الوزير أنه: "من غير المقبول على الإطلاق أن لا يحصل سكان غزة على الطعام أو الدواء". كما أكد أنه سيجري "اتصالا بوزير الخارجية الإسرائيلي (جدعون ساعر) في وقت لاحق، فالوضع لا يحتمل".
واعتبر الوزير أن المرحلة الحالية "تحتم علينا التفكير بجدية في أي من الخطوات الجديدة التي يلزم اتخاذها".
وكان المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، قد قال، الثلاثاء، إن ألمانيا تشعر بأكثر من مجرد القلق إزاء الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في غزة. وأضاف ميرتس، أن ما حدث خلال الأيام الماضية ليس ضروريا لمحاربة حماس أو حماية وجود إسرائيل.

The post غزة على صفيح ساخن.. تصعيد إسرائيلي يتحدى الضغوط الدولية appeared first on جريدة المدى.

Read Entire Article