ARTICLE AD BOX
رحل عن عالمنا مساء الأربعاء الكاتب والروائي والمترجم التونسي حسونة المصباحي عن عمر ناهز 75 عاماً، بعد مسيرة أدبية امتدت لعقود، ترك خلالها بصمة مميزة في الأدب التونسي والعربي.
وُلد المصباحي عام 1950 في قرية الذهيبات الواقعة في ريف مدينة العلاء بمحافظة القيروان التونسية. درس الآداب الفرنسية في جامعة تونس، ثم انتقل إلى ألمانيا، حيث أقام في ميونيخ لأكثر من عشرين عاماً، عمل خلالها في الصحافة الثقافية، منها مجلة "فكر وفن" التي كانت تصدر باللغة العربية. عاد إلى تونس عام 2004 ليستقر في قريته، حيث أسّس منزله كمركز ثقافي مفتوح لأبناء المنطقة والكُتّاب الزائرين.
بدأ المصباحي الكتابة في سنّ مبكرة، وتنوّعت أعماله بين القصة القصيرة والرواية وأدب الرحلة والمقالة النقدية. عُرف بأسلوب سردي يهتم بالتفاصيل النفسية والاجتماعية، وميله إلى التجريب في الشكل والمضمون. من أبرز أعماله الروائية: "هلوسات ترشيش" (1995)، و"الآخرون" (1998)، و"وداعاً روزالي" (2001)، و"نوّارة الدفلى" (2004)، و"لا نسبح في النهر مرتين" (2020)، إضافة إلى العديد غيرها. كما أصدر مجموعات قصصية، مثل: "حكاية جنون ابنة عمي هنية" (1985) و"السلحفاة" (1997)، التي اختيرت ضمن أفضل خمس مجموعات قصصية أفريقية في جائزة "كاين" عام 2000، إضافة إلى العديد غيرها.
عُرف المصباحي بمواقفه النقدية المستقلة وجرأته في التعبير عن آرائه الثقافية والسياسية، وقد بدا ذلك واضحاً في كتبه النقدية ودراساته التي تناول فيها موضوعات في الأدب العربي والعالمي على حد سواء، من أبرزها: "إشراقات الثقافة الغربية" (2022)، و"أنوار الثقافة العربية" (2022). إلى جانب ذلك، عمل في الترجمة، ونقل من الفرنسية إلى العربية عشرات المؤلفات، منها: "أصوات مراكش" لإلياس كانيتي، و"قصص للأطفال" لجاك بيرفير، و"الحب هو البراءة الأبدية: منتخبات من الشعر العالمي".
نال المصباحي عدة جوائز، أبرزها جائزة "محمد زفزاف" للرواية العربية عام 2016، تقديراً لإسهاماته الأدبية. وكان معروفاً بكتاباته التي تعكس الواقع التونسي، خاصة الريف المهمَّش، حيث قال في إحدى مقابلاته: "حرصت منذ البداية على أن تكون قصصي ورواياتي نابعة من القرية الصغيرة التي فيها وُلدت ونشأت، ومن واقع بلادي وتاريخها القديم والحديث".
يُذكر أن المصباحي كان يعيش في السنوات الأخيرة في مدينة الحمامات، حيث واصل الكتابة إلى أيامه الأخيرة، وقد نُقل إلى المستشفى قبل رحيله إثر وعكة صحية مفاجئة.
