فتيات يقتلن لرفضهن الزواج في باكستان

10 hours ago 2
ARTICLE AD BOX

أثارت قضية مقتل المؤثرة ثناء يوسف (17 سنة)، التي وصل عدد متابعيها على منصة تيك توك وإنستغرام إلى أكثر من مليون متابع، ضجة في المجتمع الباكستاني، الذي عاد إلى الحديث عن تكرار حوادث القتل بداعي "الشرف" أو بسبب رفض الزواج. وتشكل التقاليد في البلاد عقبة في وجه المساعي الهادفة إلى القضاء على تلك الظاهرة، كما أن تعامل أجهزة أمن الدولة كان ولا يزال أحد أهم العوائق، لناحية ضعف ملاحقة الجناة ومعاقبتهم.
في الثاني من شهر يونيو/حزيران الجاري، كانت ثناء في منزلها في العاصمة إسلام أباد. فجأة، دخل شاب إلى المنزل، وبعد نقاش حاد معها، أطلق الرصاص عليها فأصيبت في صدرها. تمكن الجاني عمر حيات من الفرار والخروج من العاصمة، فيما اتصلت عمة الفتاة بالإسعاف، إلا أنها توفيت في طريقها إلى المستشفى. وكانت عمة الفتاة في المنزل أثناء وقوع الحادث. أما والدتها، فقد خرجت إلى السوق لشراء بعض الأغراض، بينما كان والدها في مدينة جلجت مسقط رأسهم. وتقول الشرطة إن العمة كانت في الغرفة المجاورة، وسمعت نقاشاً حاداً بين الفتاة والشاب، فخرجت لترى ماذا يحدث، لتسمع صوت إطلاق النار. ثم وضع الشاب المسدس على رأسها حتى لا تتكلم أو تصرخ، فسقطت على الأرض من هول الصدمة، وتمكن من الفرار. بعدها، صرخت وجاء الجيران ودخلوا إلى الغرفة وحاولوا نقل الفتاة إلى المستشفى.
وأطلقت الشرطة حملات مكثفة للوصول إلى الجاني، واعتقلته خلال أقل من 24 ساعة في مدينة فيصل أباد، حيث يعيش. اعترف عمر حيات (22 سنة) بالجريمة، وقال خلال التحقيقات إنه كان يريد الزواج منها، لكنها كانت ترفض فأقدم على قتلها. كان يردد أنها لن تحيا إذا لم تقبل بأن تكون زوجة له.
من جهته، قال والد الفتاة يوسف حسن، وهو ناشط اجتماعي، لوسائل الإعلام بعد مقتل ابنته الوحيدة، إن ثناء قتلت بطريقة بشعة. كانت لها أحلام وكانت تعمل من أجل ترويج التعليم والدفاع عن حقوق الإنسان، إلا أنه قتلها لأنها رفضت الصداقة والزواج، موضحاً أن الشاب حاول مراراً التواصل مع الفتاة لكنها كانت ترفض، ولم يعرف كل ذلك إلا بعد مقتلها. ويطالب الحكومة الباكستانية والمؤسسة القضائية بمعاقبة الشاب أشد عقاب، وإلا فإن القضية ستعطي الجرأة لمزيد من الشباب بقتل كل فتاة ترفض الزواج.
قضية ثناء يوسف ليست إلا قصة من بين قصص كثيرة تتحول إلى قضايا عنف، إذا ما رفضت الفتاة الزواج من شخص لا ترغب فيه. وتقول التقارير إن مئات الفتيات إما يقتلن أو يتعرضن للضرب والعنف إذا لم يقبلن الزواج بأشخاص معينين. وبحسب لجنة حقوق الإنسان، فإن حوادث العنف والقتل بعد رفض الفتاة الزواج بشخص معين وصلت إلى 677 في عام 2024. وفي معظم الأحيان، تكون أسرة الفتاة مسؤولة عن العنف، أو الرجل الذي كان يرغب في الزواج على غرار ما حصل في قضية ثناء يوسف.

وفي تعليق على الظاهرة، يقول الأكاديمي الباكستاني عبد الغني شفيق، لـ "العربي الجديد"، إن هذا الرقم المذكور في التقارير الرسمية أقل من الواقع، فالأرقام الحقيقية أكثر من ذلك، لأن الجهات الرسمية لا تتعب نفسها كثيراً أو ليس لديها إمكانات كافية للحصول على كافة الأرقام. من هنا، فإن تلك الأرقام هي جزء فقط مما يحدث في باكستان.
ويؤكّد أنه في كثير من الأحيان، خصوصاً في المناطق النائية، لا تظهر تلك الأحداث إلى العلن. ويوضح أن أحد جيرانه زوج ابنته الصغيرة التي لم تكن تتجاوز الـ 16 سنة، من رجل ثلاثيني. كانت الفتاة ترفض الزواج لكن الرجل كان ثرياً وذا نفوذ في المنطقة. لذلك، أرغم الوالد الفتاة على الزواج. وبعد ثلاثة أشهر، صممت الفتاة على متابعة دراستها ولم تكن قادرة على الاستمرار في الزواج. جاءت إلى منزل والدها ورفضت العودة إلى منزلها مع زوجها. وفي أحد الأيام بعد صلاة المغرب، جاء زوجها وحاول أن يخرجها من المنزل بالقوة ليأخذها معه. كان والد الفتاة يساعده لكن الفتاة كانت تصرخ. جاء بعض الجيران لكن الفتاة والوالد والزوج دخلوا إلى إحدى الغرف، وفجأة سمع دوي إطلاق النار، وإذ بالرجل يهرب نحو سيارته بعدما أطلق النار على الفتاة. 

Read Entire Article