فلاديمير ميدينسكي... من هو رئيس الوفد الروسي في مفاوضات إسطنبول؟

بعد أكثر من ثلاث سنوات، يعود اسم معاون الرئيس الروسي ووزير الثقافة السابق فلاديمير ميدينسكي إلى الواجهة، بعدما عيّنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددًا رئيسًا للوفد الروسي في المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا، والتي تنعقد في إسطنبول اليوم الخميس، خلافًا لما تردد سابقًا عن أن روسيا ستكون ممثلة بوزير الخارجية سيرغي لافروف ومعاون بوتين للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف.

وبرز اسم ميدينسكي (54 عامًا)، الذي يُعد من أبرز المؤرخين الروس المروّجين لأيديولوجيا "العالم الروسي" التوسعية في فضاء الاتحاد السوفييتي السابق، في الأيام الأولى من المرحلة الساخنة من الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، حين ترأس الوفد الروسي في عدة جولات من المفاوضات الروسية الأوكرانية المباشرة، والتي عُقدت أولًا في مقاطعة غوميل الحدودية البيلاروسية، ثم في إسطنبول، قبل أن تتعثر بشكل كامل في نهاية مارس/آذار من العام ذاته.

وعُرف ميدينسكي بمواقفه الداعمة للتدخل الروسي في أوكرانيا حتى قبل 24 فبراير/ شباط 2022، حيث رحّب بإعلان موسكو الاعتراف باستقلال "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين" المعلنتين من طرف واحد، قبل أيام من بدء الاجتياح الروسي. وفي حينه، أشاد ميدينسكي بالمقدمة التاريخية التي ألقاها بوتين قبل إعلان الاعتراف، معتبرًا أنها تُمثل تأكيدًا على استمرارية "الحضارة التاريخية الروسية" التي "لا حدود لها"، واصفًا تأسيس أوكرانيا في بدايات الحقبة السوفييتية بأنه نتيجة "قرارات تكتيكية محددة لسياسيين بعينهم في ظروف خاصة".

وتولى ميدينسكي حقيبة وزارة الثقافة في حكومة رئيس الوزراء السابق دميتري مدفيديف، منذ تشكيلها عام 2012 وحتى استقالتها في يناير/كانون الثاني 2020. وبالتزامن مع إعلان بوتين حزمة من الإصلاحات الدستورية، عُيّن ميدينسكي معاوناً للرئيس. وخلال فترة توليه وزارة الثقافة، عُرف بتصريحاته المثيرة للجدل بشأن حتمية اعتماد الأيديولوجيا في كتابة التاريخ، وإشادته بتوسع الإمبراطورية الروسية، ما يقلل من احتمالات حدوث تقارب في الرؤيتين الروسية والأوكرانية للتسوية بعد ثلاث سنوات من النزاع.

وعلاوة على ذلك، ضمت تشكيلة الوفد الروسي، إلى جانب ميدينسكي، كلًا من نائب وزير الخارجية ميخائيل غالوزين، ورئيس الإدارة العامة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة إيغور كوستيوكوف، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين، دون أن تتضمن أسماء أي من الوزراء من حملة الحقائب السيادية.

وكان بوتين قد اقترح، خلال مؤتمر صحافي عقده ليلة الأحد الماضي، على السلطات الأوكرانية استئناف المفاوضات المباشرة بدون شروط مسبقة، بهدف "إزالة الأسباب الجذرية للنزاع" و"إقامة سلام مستديم"، محمّلًا كييف مسؤولية فشل الهدن التي أعلنها في المرات السابقة. من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه سينتظر بوتين شخصيًا في إسطنبول، مطالبًا بهدنة فورية مدتها 30 يومًا.