ARTICLE AD BOX
حذر قادة في المنطقة وحلفاؤهم الغربيون من خطر عودة تنظيم "داعش" الإرهابي إلى الساحة في سورية والعراق، مستغلاً حالة الفراغ الأمني التي خلفها إسقاط نظام بشار الأسد في سورية في ديسمبر/كانون الأول الماضي. ونقلت وكالة "رويترز" أمس الخميس أنه وفقاً لأكثر من 20 مصدراً شملت مسؤولين أمنيين وسياسيين من سورية والعراق والولايات المتحدة وأوروبا، بالإضافة إلى دبلوماسيين في المنطقة، بدأ "داعش" بالفعل في إعادة تفعيل خلاياه، وتحديد أهداف جديدة، وتوزيع الأسلحة، وتعزيز جهود التجنيد والدعاية في كلا البلدين.
وأشار تقرير "رويترز" إلى أنه رغم هذه التحركات، إلا أن نتائجها العملية ما تزال محدودة حتى الآن، وصرح مسؤولون أمنيون في سورية والعراق بأنهم تمكنوا من إحباط ما لا يقل عن 12 مخططاً إرهابياً كبيراً منذ بداية العام الجاري. ومن أبرز العمليات التي تم إفشالها ما جرى في ديسمبر الماضي، تزامناً مع تقدم قوات المعارضة السورية آنذاك نحو دمشق من أجل إسقاط نظام الأسد. حينها أرسل قادة تنظيم "داعش" المتمركزون قرب مدينة الرقة، عنصرين إلى العراق محملين بتعليمات لتنفيذ هجمات هناك. إلا أن قوات الأمن العراقية ألقت القبض عليهما عند نقطة تفتيش في شمال العراق في الثاني من ديسمبر/كانون الأول، بحسب خمسة مسؤولين عراقيين في مجال مكافحة الإرهاب.
وبناء على المعلومات التي أدلى بها العنصران، تمكنت القوات العراقية بعد 11 يوماً من تعقب مشتبه به كان يخطط لتنفيذ تفجير انتحاري في مطعم مزدحم في بلدة داقوق شمال البلاد، وتمكنت من القضاء عليه قبل أن يفجر حزامه الناسف. وأكد العقيد عبد الأمير البياتي من الفرقة الثامنة في الجيش العراقي لـ"رويترز" أن هذه المحاولة الفاشلة عززت المخاوف من عودة نشاط التنظيم، قائلاً: "بدأ عناصر داعش في إعادة التفعيل بعد سنوات من التخفي، مستغلين الفوضى في سورية".
ورغم المخاوف، تشير بيانات مجموعة SITE الاستخبارية إلى تراجع ملحوظ في عدد الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها منذ إسقاط بشار الأسد، إذ تبنّى "داعش" 38 هجوماً في سورية خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2025، ما يضعه على مسار لتنفيذ نحو 90 هجوماً فقط هذا العام، أي أقل من ثلث الهجمات التي أعلن عنها عام 2024. وفي العراق، تبنى التنظيم أربع هجمات فقط في الفترة ذاتها، مقارنة بـ61 هجوماً في العام الماضي. ويؤكد مراقبون أن التنظيم الإرهابي يسعى لاستغلال حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني في كلا البلدين لإعادة بناء قدراته، إلا أن اليقظة الأمنية والتنسيق الإقليمي والدولي ما تزال حتى الآن تشكل عائقاً أمام عودته إلى قوته السابقة.
ولفت الباحث السياسي محمد المصطفى في حديثه لـ "العربي الجديد" إلى أن خطر تنظيم "داعش" موجود لكن يجب عدم المبالغة في تقدير هذا الخطر، مشيرا أن الحكومة السورية تحت الاختبار في التعامل مع التنظيم، وأبعد من مواجهة مباشرة معه بوصفه كيانا مستقلا. وأشار أن هذا التهويل يدعم رواية قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي وجدت لمحاربته، مشيرا إلى أن محاربة التنظيم مرهونة بتفاهمات القوى العسكرية في المنطقة بما فيها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.
