ARTICLE AD BOX
في تطوّر جديد أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية والقضائية بالأرجنتين، قرّرت المحكمة تأجيل جلسات محاكمة الطاقم الطبي المتهم بالتسبب في وفاة أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا عام 2020، وجاء هذا القرار بعد تقديم شكاوى ضد القاضية جولييتا ماكينتاش، التي يُشتبه في مشاركتها في إعداد فيلم وثائقي عن القضية، ما أثار تساؤلات حول مدى حيادها واستقلاليتها في المحاكمة، ويُعد هذا التعليق ضربة قوية لمحاولات كشف حقيقة ما جرى في الأيام الأخيرة من حياة مارادونا، ويهدد بمزيد من التأخير في قضية تستقطب اهتماماً دولياً واسعاً منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ووفقاً للتفاصيل التي نشرها موقع راديو أر أم سي سبورت الفرنسي، أمس الثلاثاء، فقد علّقت المحكمة جلسات المحاكمة لمدة أسبوع بطلب من الادعاء العام، وذلك بعد تلقيها طلبات متكررة من محامي الدفاع لتنحية القاضية، واعتبر المدعي العام باتريسيو فيراري أن المسألة تمسّ خطورة مؤسسية في حال ثبتت صحة الادعاءات، في إشارة إلى احتمال السماح بالتصوير داخل قاعة المحكمة في اليوم الأول للجلسات، خلافاً للقانون، وقد أثار هذا القرار ردات فعل متباينة بين أطراف القضية، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه التطورات إلى انهيار المحاكمة أو إعادة إجراءاتها من الصفر.
وأضاف المصدر أن القاضية المتهمة بالتقصير، جولييتا ماكينتاش، ظهرت في نهاية الجلسة لتدافع عن نفسها أمام الحضور، مؤكدة أنها تدرك القلق العام لكنها تملك الثقة الكاملة في حيادها، ووعدت بتقديم توضيحات رسمية بشأن مشاركتها المحتملة في إنتاج وثائقي عن القضية، كما لم تستبعد القاضية أن تتنحى من تلقاء نفسها إذا رأت أن وجودها قد يؤثر على نزاهة المحاكمة، وقد تدفع هذه التطورات المحكمة إلى تعيين قاضية رابعة في حال قبول طلب التنحية، وهو ما قد يعيد المحاكمة إلى نقطة البداية ويطيل أمدها إلى ما بعد الموعد المقرر لانتهائها في يوليو/تموز المقبل.
وتوفي مارادونا الذي قاد منتخب الأرجنتين إلى الفوز بكأس العالم 1986، في 25 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2020، عن عمر 60 عاماً، وذلك أثناء فترة تعافيه من جراحة في المخ أُجريت له لعلاج جلطة دموية، وجاءت الوفاة بعد عقود طويلة من معاناة مارادونا من إدمان الكوكايين والكحول، إذ عُثر عليه ميتاً في سريره بعد أسبوعين فقط من خروجه من المستشفى، حيث كان يقيم في منزل مستأجر يقع في أحد الأحياء الراقية بالعاصمة بوينس آيرس، بعدما تقرر استكمال مرحلة النقاهة هناك. ويجدر الذكر أن التحقيقات الأولية أكدت آنذاك أن وفاة مارادونا ناتجة عن قصور في القلب وأزمة رئوية حادة، وسط تقارير عن ضعف في الرعاية الطبية التي تلقاها خلال فترة النقاهة، مع الإشارة إلى أن الادعاء العام يتهم سبعة أفراد من الفريق الطبي، من ضمنهم أطباء وممرضون واختصاصيون نفسيون، بارتكاب قتل عمد محتمل، وهي تهمة يُعاقب عليها بالسجن بين 8 و25 عاماً وفقاً للقانون الأرجنتيني.
