ARTICLE AD BOX
صنع لاعب التنس الإسباني كارلوس ألكاراز (22 عاماً)، الحدث، يوم أمس الأحد، في بطولة رولان غاروس، حين قدّم مثالاً يُحتذى به في اللعب النظيف، بعدما تنازل طوعاً عن نقطة لصالح منافسه، في لقطة نالت إشادة واسعة من الجماهير ووسائل الإعلام، وأثبت النجم الإسباني من خلالها أن قوته لا تقتصر على أدائه المذهل داخل الملعب، بل تشمل أيضاً سلوكه الراقي وأخلاقياته العالية، التي باتت تُضرب بها الأمثال في عالم التنس. ففي مباراة الدور الرابع أمام الأميركي بن شيلتون (22 عاماً)، قدّم ألكاراز مشهداً استثنائياً من "اللعب النظيف"، عكس من خلاله قيم النزاهة والاحترام، ونال به احترام المتابعين والإعلام الفرنسي، بعد أن اعترف للحكم بأن مضربه لم يكن يلامس يده، لحظة رد الكرة، مطالباً الحكم بإلغاء نقطته.
وعلّق ألكاراز بعد اللقاء قائلاً: "كنت سأشعر بالذنب لو لم أعترف، بما أنني قمت بشيء غير قانوني، فعليّ أن أصرّح به، هذه هي الرياضة، أو هكذا يجب أن تكون، الصدق مع المنافس هو أساسها"، وأكد أن شيلتون بدوره أظهر روحاً رياضية مشابهة خلال المباراة، حين اقترح إعادة إحدى النقاط بعد أن لامس إرساله الشباك ولم ينتبه الحكم.
ولا يُعد هذا الموقف استثناءً في مسيرة كارلوس ألكاراز، إذ لطالما عُرف بنزاهته وروحه الرياضية العالية، حتى مع أبرز منافسيه، وفي مقدمتهم الإيطالي يانيك سينر (23 عاماً)، فرغم الصراع المحتدم بينهما على صدارة عالم الكرة الصفراء، وكونهما من أبرز المرشحين للتتويج بأهم البطولات الكبرى، لم يتردد ألكاراز يوماً في الإشادة بمنافسه، مؤكداً مراراً أنه من بين أفضل لاعبي التنس في العالم، في سلوك نادر بين المتنافسين الذين يسعى كل منهم لفرض نفسه بصفته رقمَ واحد.
وكان ألكاراز قد سبق له أن وقف إلى جانب سينر، في أزمته الأخيرة الخاصة بقضية المنشطات، مبدياً تعاطفه مع النجم الإيطالي، ودعمه له، مؤكداً أمله في أن تُحل القضية سريعاً ليعود سينر للتركيز على مسيرته وتطوير مستواه. ويُقدّم ألكاراز في كل مرة دروساً في الأخلاق العالية والروح الرياضية، مجسّداً المثال الحقيقي لكيفية تعامل الرياضيين داخل الميدان، في إطار القانون، وبروح من التسامح والاحترام تجاه المنافسين، وهو ما يُجسّد المعنى الأسمى للرياضة.
