ARTICLE AD BOX
وجه أكثر من ثلاثمئة وثمانين كاتباً ومنظّمة وشخصية ثقافية في بريطانيا وأيرلندا رسالة مفتوحة، ينتقدون فيها الحكومة الإسرائيلية لارتكابها جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة المحاصر، ويطالبون بوقف فوري لإطلاق النار.
شارك في رسالة الكُتّاب الصادرة يوم الأربعاء، التي نظّمها هوراشيو كلير وكابكا كاسابوفا ومونيك روفي، مؤلفون بارزون مثل زادي سميث، وإيان ماك إيوان، وراسل تي ديفيز، وحنيف قريشي، وفرانك كوتريل بويس، وإرفين ويلش، وويليام دالريمبل، وجانيت وينترسون، وبريان إينو، وكيت موس، وجورج مونبيوت، وأليف شافاق، وجوناثان كو، وسوزي أورباخ، وكيفن باري، وبنجامين مايرز، وأندرو أوهاجان، وسارة بيرنشتاين، وفيليب مارسدن، وفياميتا روكو، ولوسي جونز، ومونيك روفي، وإنديا ونايت، ونيك ليريد، ونينا ستيبي، وشون هيويت، وشياولو جو، وكريس باور، وجو دونثورن، ومارينا وارنر، ومنظمة القلم الاسكتلندية.
تبدأ الرسالة بدعوة موجهة إلى شعب بريطانيا وجمهورية أيرلندا والعالم، مشيرةً إلى أن التصريحات العلنية للوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير "تُعدّ تعبيراتٍ صريحة عن نية الإبادة الجماعية"، مضيفةً أن منظمات حقوق الإنسان، ومنظمة العفو الدولية، ومنظمة أطباء بلا حدود، وهيومن رايتس ووتش، والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والعديد من المتخصصين والمؤرخين الآخرين، قد حددت بوضوح الإبادة الجماعية أو أعمال الإبادة الجماعية في غزة على يد الجيش الإسرائيلي بأوامر من الحكومة.
رفَض الموقعون موقف "المُوافق المُتفرج" أو إقرار الإبادة بالصمت عنها
وتُشير الرسالة إلى أن أكثر من أربعين من المقررين الخاصين والخبراء المستقلين التابعين للأمم المتحدة خلصوا أخيراً إلى أنه "بينما تناقش الدول المصطلحات - هل هي إبادة جماعية أم لا؟ - تواصل إسرائيل تدميرها المتواصل للحياة في غزة من خلال الهجمات البرية والجوية والبحرية، ما يؤدي إلى تشريد السكان الناجين وذبحهم من دون عقاب". وأشاروا إلى أنه "لم يسلم أحد - لا الأطفال، ولا ذوو الإعاقة، ولا الأمهات المرضعات، ولا الصحافيون، ولا العاملون في مجال الصحة، ولا عمال الإغاثة، ولا الرهائن. منذ خرق وقف إطلاق النار، قتلت إسرائيل مئات الفلسطينيين، الكثير منهم يومياً - وبلغت ذروتها في 18 مارس/ آذار 2025 بسقوط ستمئة ضحية خلال 24 ساعة، منهم أربعمئة طفل".
وتنصّ رسالة الكُتّاب على أنّ "الفلسطينيين ليسوا ضحايا مجردين لحرب مجردة... مصطلح 'إبادة جماعية' ليس شعاراً. إنه يحمل مسؤوليات قانونية وسياسية وأخلاقية". وتلفت الرسالة الانتباه إلى مفهوم "المُوافق المُتفرج" في المحكمة الخاصة ليوغوسلافيا السابقة عام 2017، الذي يُشير إلى مسؤول كبير يُراقب ويلتزم الصمت، ويُفسَّر صمته بأنه ضوء أخضر من قِبَل الجُناة: "نرفض أن نكون جمهوراً من المُوافقين المُتفرجين. الأمر لا يتعلق فقط بإنسانيتنا المُشتركة وجميع حقوق الإنسان؛ بل يتعلق أيضاً بأهليتنا الأخلاقية بصفتنا كتّاب عصرنا، التي تتضاءل يوماً بعد يوم نرفض فيه التحدث علناً وإدانة هذه الجريمة".
وأكد الكُتّاب معارضتهم معاداة السامية، ودعوا إلى توزيع غير مُقيد للمساعدات الغذائية والطبية على غزة من قِبَل الأمم المتحدة، ووقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين وآلاف الأسرى الفلسطينيين المُحتجزين تعسفياً في السجون الإسرائيلية، وفرض عقوبات على إسرائيل إذا لم تستجب لندائهم. وخلصت الرسالة إلى أن "هذه الإبادة الجماعية تُورّطنا جميعاً. نحن شهود على جرائم الإبادة الجماعية، ونرفض إقرارها بصمتنا".
من جهة ثانية، انضم كلٌّ من الفنّانين البريطانيين بنديكت كامبرباتش، وآني لينوكس، ودوا ليبا، واللاعب السابق غاري لينيكر، إلى أكثر من ثلاثمئة شخصية عامة تدعو رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى "إنهاء تواطؤ المملكة المتحدة" في غزة. وفي رسالة مفتوحة موجهة إلى ستارمر، انضمت أسماء مرموقة من عالم الإعلام والفنون إلى أطباء وأكاديميين بارزين ومنظمات حقوقية وناجٍ من الهولوكوست، الذين اتهموا الحكومة البريطانية بمواصلة السماح ببيع الأسلحة البريطانية لإسرائيل ومنح تراخيص الأسلحة. وتُطالب الرسالة بتعليق فوري لجميع مبيعات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل، وتوفير وصول إنساني فوري لوكالات الإغاثة ذات الخبرة، وتحث الحكومة على الالتزام بالتوسط في وقف إطلاق النار من أجل "أطفال غزة".
في الأسبوع الماضي، انضم كير ستارمر إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي مارك كراني لتحذير إسرائيل من اتخاذ "إجراءات ملموسة" إذا واصلت التوسع "الصارخ" في عملياتها العسكرية في غزة. كما أخبر رئيس الوزراء أعضاء البرلمان، الأسبوع الماضي، بأنّ مستوى المعاناة في غزة، وخاصة بين الأطفال الأبرياء، "لا يُطاق"، ووصف قرار إسرائيل بالسماح بدخول كمية ضئيلة من المساعدات بأنه "غير كافٍ على الإطلاق".
وتقول رسالة الفنانين التي قادتها جمعية "تشوز لوف" الخيرية للاجئين: "نحثكم على اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء تواطؤ المملكة المتحدة في أهوال غزة. إن أطفال غزة يتضورون جوعاً بينما الطعام والدواء على بُعد دقائق فقط"، في إشارة إلى الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 11 أسبوعاً على غزة، والذي قيل إنه رُفع الأسبوع الماضي، بينما لم تدخل سوى كميات ضئيلة من المساعدات.
من بين المشاهير الذين انضموا إلى هذه الحملة المغنّيات دوا ليبا، وآني لينوكس، وبالوما فيث، وفرقة ماسيف أتاك، وفرقة برايمال سكريم الاسكتلندية. ومن بين الممثلين: بنديكت كامبرباتش، وريز أحمد، ولينا هيدي، وتيلدا سوينتون، وماكسين بيك، وزاوي أشتون، والأيرلندية نيكولا كوغلان، والمخرج داني بويل.
ومن نجوم التلفزيون: ديرموت أوليري، وغاري لينيكر، وأميليا ديمولدنبرغ، مقدمة برنامج "تشيكن شوب ديت"، والمقدمة الأيرلندية لورا ويتمور. كما وقّع الرسالة المصور والناشط ميسان هاريمان، والكاتبة وعارضة الأزياء والناشطة مونرو بيرغدورف، والفنانة تريسي أمين، وعارضة الأزياء ليلي كول. ووقّع الناجي من الهولوكوست ستيفن كابوس الرسالة التي تقول إن 71 ألف طفل دون سنّ الرابعة في غزة يعانون من "سوء تغذية حادّ" وإنهم "يبكون حتى يفقدوا القدرة على البكاء - حتى إن الجوع يسلبهم أصواتهم".
وتقول الرسالة إنّ الأطفال يستيقظون على قنابل تسقط عليهم، وتتابع: "عنفٌ مدموغٌ بصمت المملكة المتحدة - يُشحن جواً بقطع غيار من مصانع بريطانية إلى إسرائيل". تُحذّر الرسالة ستارمر: "لا يُمكنك وصف ما يحدث بأنه 'لا يُطاق'، ثم لا تفعل شيئاً. العالم يُراقب، والتاريخ لن ينسى. أطفال غزة لا يُمكنهم الانتظار دقيقةً أُخرى. يا رئيس الوزراء، ماذا ستختار؟ التواطؤ في جرائم الحرب، أم الشجاعة للتحرك؟".
تأتي هذه الرسالة بعد أيامٍ قليلة من توقيع 828 خبيراً قانونياً مُقيماً في المملكة المتحدة أو مُؤهلاً، من بينهم قضاة سابقون في المحكمة العليا، رسالةً إلى ستارمر تُحذّر من "ارتكاب إبادة جماعية في غزة" وإلى فرض عقوبات على إسرائيل، واقترحوا أن تبادر الحكومة إلى اتخاذ إجراء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لطرد إسرائيل من عضوية الأمم المتحدة، وهو إجراء غير مسبوق، لانتهاكاتها المتكررة لميثاق الأمم المتحدة.
