لقاء الفرصة الأخيرة بين إنتر ميلان وباريس سان جيرمان

"الفرصة الأخيرة" قد يكون العنوان الأبرز لمباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، بين باريس سان جيرمان الفرنسي وإنتر ميلان الإيطالي، التي ستقام على ملعب "أليانز أرينا" في ميونيخ.

يسعى باريس سان جيرمان إلى تحقيق أول لقب له في تاريخ البطولة، بعدما خسر النهائي عام 2020 أمام بايرن ميونيخ آنذاك بعد التأهل للمباراة النهائية للمرة الأولى، إذ يرغب في تحقيق الإنجاز بقيادة المدير الفني الإسباني لويس إنريكي، إذ يدخل المباراة بطموحات كبيرة، بخاصة أن المدرب حقق اللقب من قبل رفقة برشلونة في موسم 2014 – 2015 في الفترة الذهبية للفريق الإسباني.

ويدخل إنريكي من أجل تتويج عمله ببناء فريق قوي لباريس سان جيرمان، بحصد أول لقب في تاريخ النادي، إذ قال في المؤتمر الصحافي "نحن فريق معتاد على اللعب في المباريات النهائية، هذه مواقف اعتدنا عليها وشهدناها بالفعل، الحافز مهم، لكننا معتادون على هذا، أعتقد أن الخبرة مهمة، لكنها تبقى نسبية للغاية، مما يجعلنا أقوياء كفريق هو أن رحلتنا كانت صعبة، إذ مررنا بفترات صعود وهبوط، لكن المعاناة قد تشكل أفضلية، ولن نخشى شيئاً".

وقال لويس إنريكي إن دافعه الرئيس هو صنع التاريخ مع سان جيرمان، الذي وصفه بأنه نادٍ استثنائي، وأضاف أنه يشعر بالفخر للمشاركة في هذه المباراة، ووعد بأن فريقه سيقدم كل ما لديه من أجل الجماهير.

وعن مقارنة موقفه الحالي بموسم 2015 عندما توج باللقب مع برشلونة، قال إنريكي "أنا هادئ، أنا الآن أكبر بفارق 10 أعوام وأكثر خبرة، أحاول مشاركة كل هذا مع لاعبي فريقي، بإمكانهم كتابة التاريخ، وأريد التأكد من عدم وجود أية مبالغة في المشاعر، أعتقد أننا مستعدون، وأعتقد أن إنتر يعلم أيضاً أننا مستعدون".

على الجانب الآخر، يطمح إنتر ميلان إلى إضافة لقب رابع إلى خزائنه في دوري الأبطال، بعدما توج بالبطولة آخر مرة عام 2010، بخاصة أنه يمتلك مدرباً مخضرماً وهو سيموني إنزاغي، إذ حقق كثيراً من الإنجازات رفقة إنتر، وتأهل للنهائي بعد مشوار صعب، حين تجاوز بايرن ميونيخ وبرشلونة في الأدوار الإقصائية.

وأكدت التقارير خلال الأيام الماضية استعداد إنزاغي للرحيل إلى الهلال السعودي، بعد الموافقة على العرض المقدم له في الفترة الماضية، لذلك يسعى المدرب الإيطالي إلى ترك بصمة كبرى مع إنتر بخاصة بعد خسارة اللقب في النهائي قبل الماضي أمام مانشستر سيتي.

وقال إنزاغي في تصريحاته بالمؤتمر الصحافي الخاص باللقاء "لقد رأيت رغبة، لا ينبغي أن يكون الهوس حاضراً، بدلاً من ذلك، يجب أن يكون هناك التركيز والعزيمة، وهذا ما أظهره لي اللاعبون في هذه الأيام، وطلبت خلال الأسبوع الماضي التركيز والعزيمة، لم أطلب الهوس، يجب أن نتحلى بصفاء الذهن لكي نستعد بأفضل طريقة ممكنة".

ويعتقد إنزاغي أن فريقه يتمتع بالخبرة والنجاح الكافيين للتمكن من تنفيذ هذه الخطط غداً السبت، وتجاوز خيبة الأمل الناتجة من خسارته لقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي لمصلحة نابولي.

وأضاف المدرب الإيطالي قائلاً "الجانب النفسي مهم، لقد عملنا بأفضل طريقة، وتركنا خيبة الأمل جانباً، نعلم كيف تُحضر بعض المباريات، لدينا أبطال العالم ولدينا أبطال أوروبا ضمن التشكيلة، لقد اكتسبنا أيضاً خبرة حول كيفية الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهي مباراة مهمة للغاية، تماماً مثل نهائي كأس العالم، ونهائي بطولة أوروبا".

وتابع إنزاغي حديثه قائلاً "جميع اللاعبين متاحون، في هذا العام وخلال 59 مباراة كانت كل التشكيلة المتضمنة 23 لاعباً متاحة في ثلاث مباريات فحسب، هذا يمنح المدرب ثقة كبيرة، وجود اللاعبين كافة هو ما يتمناه أي شخص لأنك تعلم أنك تستطيع أن تعول على جميع أفراد التشكيلة، أفتخر باللاعبين كثيراً".

وسئل إنزاغي عما يحتاج إليه فريقه من أجل هزيمة باريس سان جيرمان بقيادة لويس إنريكي، وهو الفريق الذي فاز بكل الألقاب التي تنافس عليها حتى الآن هذا الموسم، وقال "الشراسة والوضوح، وربما كثير من الأشياء لأن خوض مثل هذه المباراة، والفوز بمباراة مهمة كهذه، يتطلب كل شيء، سنحتاج إلى كل شيء، إلى جانب كل التفاصيل التي نحاول الاهتمام بها بأفضل طريقة ممكنة، مع العلم أننا نواجه فريقاً رائعا استحق بلوغ النهائي، مثل إنتر، ويتمتع بقوة لا تصدق ومدرب رائع".

ويعد من أبرز اللاعبين في إنتر ميلان لاوتارو مارتينيز، الذي يوجد في المركز الثالث في ترتيب الهدافين بالبطولة برصيد تسعة أهداف، إذ قال معلقاً على النهائي في المؤتمر الصحافي "الفوز في النهائي يكون من خلال خوض مباراة مثالية والاهتمام بكل التفاصيل، علينا أن نكون مركزين ونستعد بأفضل طريقة ممكنة حتى نكون مستعدين لكل ما سيقدمه أمامنا باريس سان جيرمان، نواجه منافساً نحترمه، لكننا نعلم أننا نستطيع التغلب عليه، علينا التفكير بإيجابية، لقد عشت ولعبت في إيطاليا أعواماً عدة في فريق احتضنني كأحد أبنائه، أنا سعيد بهذه الرحلة وبهذه الفرصة الثانية للعب في النهائي، نحن نستحق ذلك بفضل التضحيات التي قدمناها".

وستكون مواجهة اليوم هي الأولى بين الفريقين قارياً في تاريخهما، ولكن ستكون الفرصة الأخيرة لمصلحة الفريقين، بالنسبة إلى باريس سان جيرمان الذي قد تسبب الهزيمة صدمة كبيرة لجيل كونَّه إنريكي قد يطيح سقوطه بالتجربة كاملة، أما على الجانب الآخر فنهاية جيل إنتر ميلان بعد خسارة النهائي الثاني خلال ثلاثة أعوام، وهو ما سيعرض الفريق للإحباط وعدم الثقة في ما هو قادم بخاصة مع رحيل إنزاغي المتوقع.