مؤسسة "غزة الإنسانية"... شكوك حول الفعالية ومعارضة أممية

1 day ago 5
ARTICLE AD BOX

<p>فلسطينيون يحملون مساعدات وزعتها مؤسسة غزة الإنسانية في رفح، الثلاثاء 10 يونيو الحالي (أ ب)</p>

بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة توزيع طرود غذائية في القطاع الفلسطيني المنكوب في نهاية مايو (أيار) الماضي، وتشرف على نموذج جديد لتوزيع المساعدات، لكن الأمم المتحدة ترفضه بوصفه غير كاف وخطر وينتهك قواعد النزاهة.
وأطلقت المؤسسة بعدما فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على كل الإمدادات إلى غزة لثلاثة أشهر تقريباً، وهو ما تقول الأمم المتحدة، إنه جعل سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على شفا المجاعة.
وتقول إسرائيل، إن النظام السابق لتوزيع المواد الغذائية، الذي تأسس قبل عقود من الزمن وتم تعزيزه خلال الحرب، أتاح لمقاتلي حركة "حماس" تحويل مسار المساعدات.
والهدف المعلن لمؤسسة غزة الإنسانية هو التخفيف من حدة الجوع. لكن الخطة تعرضت لانتقادات وتخضع للتدقيق بعد مقتل عشرات الفلسطينيين في عمليات إطلاق نار خلال محاولتهم الحصول على المساعدات من مواقعها.

ما هي مؤسسة غزة الإنسانية؟

تم إطلاق مؤسسة غزة الإنسانية الشهر الماضي، بدعم من الحكومتين الأميركية والإسرائيلية.
وقالت المؤسسة، إنها تعتزم العمل مع شركات أمنية ولوجيستية أميركية خاصة. وقال مصدر مطلع، إن المؤسسة تلقت بالفعل تعهدات بأكثر من 100 مليون دولار. ولم تفصح المؤسسة بعد عن مصدر هذه الأموال.
وقالت دوروثي شيا، القائمة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن، إن مسؤولين أميركيين كباراً يعملون مع إسرائيل لتمكين المؤسسة من بدء العمل، وحثت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على التعاون. وقالت إسرائيل إنها ستسمح للمؤسسة بأن تباشر عملها من دون المشاركة في إيصال المساعدات.
وفي الأسبوع الماضي، عينت مؤسسة غزة الإنسانية القس الدكتور جوني مور، وهو رجل دين مسيحي إنجيلي أميركي، ومستشار سابق للرئيس دونالد ترمب رئيساً تنفيذياً لها. وحل مور محل جيك وود، وهو من قدامى المحاربين في الجيش الأميركي الذي أعلن استقالته عشية إطلاق "غزة الإنسانية" في 26 مايو الماضي، قائلاً إن المؤسسة لا يمكنها الالتزام بالمبادئ الإنسانية.


تنفيذ الخطة الجديدة

افتتحت المؤسسة ثلاثة مواقع للتوزيع، من بينها موقعان في منطقة رفح، وموقع في وسط غزة. وتقول المؤسسة إنها تعتزم افتتاح مزيد من المواقع إضافة إلى آليات لإيصال المساعدات إلى أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إليها.
وقالت في الخامس من يونيو (حزيران) الحالي، إنها وزعت أكثر من 130 ألف صندوق من المساعدات، لكن عملية التوزيع تعطلت بعد إطلاق نار أسقط قتلى قرب مواقع المساعدات التي يقول مسؤولو الصحة الفلسطينية، إنها أسفرت عن مقتل العشرات على مدى ثلاثة أيام.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن قواته فتحت النار على مجموعات عدتها تشكل تهديداً واقتربت من مواقعها.
وشددت المؤسسة على أن أولويتها القصوى هي ضمان سلامة وكرامة المدنيين الذين يتلقون المساعدات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لماذا تغيب الأمم المتحدة؟

من جهتها تقول الأمم المتحدة، إن خطة التوزيع المدعومة من الولايات المتحدة لا تفي بمبادئ المنظمة الراسخة المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، إنه لا ينبغي إضاعة الوقت في هذا الاقتراح الذي قال إنه سيؤدي إلى مزيد من النزوح وتعريض الناس للأذى وحصر المساعدات في جزء واحد من غزة.
ومنذ وقوع عمليات إطلاق النار، اشتدت انتقادات الأمم المتحدة، إذ قال المسؤولون إن ندرة المواقع وأخطار الوصول إليها تعني استبعاد الفئات الأكثر ضعفاً، بمن فيهم الجرحى وكبار السن والأطفال الصغار الذين يعانون ضعفاً شديداً بسبب الجوع يجعلهم لا يستطيعون التوجه إلى هناك.
وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إيلدر الذي التقى أهالي غزة الذين حاولوا الحصول على مؤن المؤسسة، إن بعض الذين غادروا المواقع من دون الحصول على شيء ساروا مسافة تصل إلى 20 كيلومتراً للوصول إلى هناك وبدت عليهم علامات واضحة لسوء التغذية مثل بروز أضلاعهم.
وعلى النقيض من ذلك، وخلال فترة وقف إطلاق النار التي استمرت شهرين في بداية هذا العام، كان لدى الأمم المتحدة وشركائها نحو 400 موقع توزيع، ووزعت المؤن الغذائية من منزل إلى منزل وأعدت وجبات طازجة.
واعترض بعض المسؤولين أيضاً على محتويات صناديق الغذاء التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، قائلين إنها غير كافية وتحتاج إلى الطهو في ظل شح المياه النظيفة والوقود.
ووصفت منظمات إغاثية أخرى مثل الصليب الأحمر منظومة المساعدات الجديدة بأنها لا تفي بالغرض، قائلة إنه لا ينبغي تسييس المساعدات وعسكرتها. وأظهرت الخرائط التي شاركتها الحكومة الإسرائيلية والأمم المتحدة أن مواقع مؤسسة غزة الإنسانية تقع داخل المناطق العسكرية الإسرائيلية.

خطة بديلة لتوزيع المساعدات؟

وكانت إسرائيل منعت دخول المساعدات إلى غزة منذ الثاني من مارس (آذار) الماضي، متهمة "حماس" بسرقتها، وهو ما تنفيه الحركة.
وفي أوائل أبريل (نيسان) الماضي، اقترحت إسرائيل "آلية منظمة للمراقبة ودخول المساعدات" إلى غزة. لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سرعان ما رفضها.
وتزايد الضغط على إسرائيل للسماح باستئناف دخول المساعدات.
وحذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع مدعوم من الأمم المتحدة، من وقوع المجاعة.
ووسط جمود في شأن المقترح الإسرائيلي، دعمت واشنطن "مؤسسة غزة الإنسانية" المنشأة حديثاً.
في غضون ذلك، سمحت إسرائيل باستئناف دخول مساعدات محدودة بموجب نموذج التوزيع الحالي حيث تفحص المساعدات أولاً ثم تعتمدها لتأخذها الأمم المتحدة بعد ذلك وتوزعها.
ومع ذلك تشكو المنظمة الدولية من أن معظم طلبات البعثات منذ أواخر مايو الماضي رفضتها إسرائيل أو أعاقتها، وتدعوها إلى فتح مزيد من المعابر وتخفيف القيود.

subtitle: 
مصادر تمويلها غامضة ومواقعها نادرة والوصول إليها صعب على الفئات الأكثر ضعفاً
publication date: 
الأربعاء, يونيو 11, 2025 - 07:30
Read Entire Article