ما بعد الانتخابات معارك على الاتحادات البلدية!

4 days ago 3
ARTICLE AD BOX

بعد انتهاء الانتخابات البلدية والاختيارية، تتجه الأنظار إلى اتحادات البلديات التي تعتبرها بعض الأحزاب أهم من البلديات نفسها، وتتعامل مع بلديات بعض القرى والبلدات على أنها الوسيلة التي ستخولها السيطرة في ما بعد على الاتحاد في المنطقة.

في محافظة جبل لبنان، تتجه الأنظار إلى اتحاد بلديات المتن الشمالي، وخصوصا بعد التغيير الذي طرأ على المجلس البلدي لبعض البلدات. أما في الشمال فلا توقع لتغيير يذكر على كل من اتحاد بلديات قضاء زغرتا الذي يسيطر عليه "تيار المردة"، وبشري الذي تسيطر عليه "القوات"، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اتحاد بلديات البترون، خصوصا بعد اتفاق الأحزاب المسيحية في الانتخابات، فيما لم يحسم بعد من سيكون رئيس اتحاد بلديات الكورة، إذ إن المجالس البلدية الفائزة متعارضة الانتماءات، وثمة تنوع طائفي وحزبي في قرى هذا الاتحاد قد يتحول إلى معركة. 

وبالوصول إلى اتحادات البلديات في محافظة عكار، فإن غالبيتها ستحصل فيها معارك، ولا يمكن حسم أي منها قبل إتمام عملية انتخاب الرئيس ونائبه في كل المجالس البلدية، وهو واقع ينسحب على اتحادات البلديات في محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل التي تقسم اتحادات بلدياتها في الأساس طائفيا، أي أنه لم يحصل في أي بيئة تغييرات جذرية.

 

تعبيرية (انترنت)

 

لا يجبر المشترع اللبناني البلديات على الانضمام إلى اتحاد منطقتها الجغرافية، لذلك يستغرب البعض المعارك التي تدور على الاتحادات، فما الدور الفعلي لها؟ وهل تفيد البلديات المنضوية فيها؟ وما بعدها السياسي؟

الخبير في شؤون الحوكمة والتنمية المحلية رشيد عتقي يشير في لـ"النهار" إلى أنه "إذا كان الاتحاد ذا إدارة جيدة ووضع خطة استراتيجية، يستطيع جمع المشاريع التي تستفيد منها أكثر من بلدة وتنفيذها ضمن نطاق الاتحاد، كمشاريع النقل المشترك ومكافحة الحرائق، وهي مشاريع لا يمكن بلدية واحدة أن تنفذها بسبب محدودية صلاحياتها خارج نطاقها الجغرافي".

وعن هيكلية الاتحاد ومصادر تمويله يقول: "يتكون مجلسه من رؤساء البلديات وينتخب رئيسا، ويمول من الصندوق البلدي المستقل ككل البلديات، كما يقتطع 10٪ من واردات كل البلديات الأعضاء".

أما الخبير في اللامركزية الإدارية والانتخابات أندره سليمان فيرى أن "الاتحادات هي أحد مستويات اللامركزية الإدارية، ولها شخصية معنوية واستقلال مالي، وأهميتها أنها ذات صلاحيات واسعة خصوصا في المشاريع الإنمائية المشتركة بين البلديات، وماليتها تكون معززة أكثر من البلديات".

ولكن تبقى المشكلة بحسب ما يؤكد سليمان في تركيبة الاتحادات نفسها، ويشرح: "بما أن البلديات تنتخب على أساس عائلي وحزبي، وهي من تنتج الاتحاد، يصبح الأخير من دون أي تصور إنمائي أو حتى أي معرفة بالقانون البلدي، وتكون سياساته انعكاسا لسياسات البلديات الضيقة من دون أي فكر استراتيجي وتخطيطي".

ولا ينفي متابعون أن لهذه المعارك أبعادا سياسية واضحة، فمن يسيطر على الاتحاد يتحكم في جزء من أموال البلديات ومشاريعها ويثبت زعامته في المنطقة، كما أن ترؤس الاتحاد يغطي خسارة بعض الأحزاب في القرى ويشعرها وأنصارها بـ"إعادة تموضوع" قبل أقبل من سنة من الاستحقاق النيابي.

Read Entire Article