مع قرب الاستحقاق النيابي... هل من يمثل "حراك تشرين" في العراق؟

1 week ago 3
ARTICLE AD BOX

<p>هناك من يقول إن من عرف بـ"التشرينيين" يتفرقون بين القوائم الانتخابية (رويترز)</p>

تشتد منافسة السباق الانتخابي المقرر في الـ11 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري في العراق، وتزداد حماوته لتتضح ملامح بعض القوى المؤتلفة لا سيما القوى الكبيرة التي كانت مهيمنة على المشهد السياسي منذ عقود، إلا أنه شهد منافسة لبعض القوى التي لم يكن لها وجود سوى في الدورة الانتخابية الماضية، وهي ولدت من رحم الحراك الجماهيري الذي شهده العراق في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، رفضاً للوضع الاقتصادي والخدماتي وهيمنة بعض الأحزاب على المشهد، مما أدى إلى تظاهرات عارمة في عدد من مدن البلاد سقط على أثرها مئات الضحايا، مما دفع بحكومة عادل عبدالمهدي إلى الاستقالة وإلى اتخاذ البرلمان سلسلة قرارات.

ودخل الأفراد الذين عرفوا عن أنفسهم أنهم يمثلون "حراك تشرين"، في قوائم انتخابية ضمن انتخابات عام 2021 حصلوا فيها على عدد من مقاعد البرلمان، لكن مع اقتراب نهاية عمر دورة البرلمان الحالية وبدء السباق الانتخابي، لم تلتق هذه الأسماء تحت ظل خيمة واحدة وإنما اختار كل مرشح منهم وجهة تختلف عن الأخرى، فيما اختار بعضهم الانضمام إلى قوى كبيرة من المتوقع أن تحصل على عدد كبير من المقاعد.

ويختلف المتابعون للشأن السياسي حول إمكان نجاح هؤلاء في الحصول على عدد كبير من المقاعد، وهل أنهم ما زالوا يمثلون "حركة تشرين"، إلا أنهم يجمعون على أنه لم تكن هناك قوائم تنتمي إلى "تشرين" وإنما أفراد يمثلون أنفسهم.

فقدوا هويتهم التشرينية؟

يقول المتخصص في مجال العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عصام الفيلي إن ما يطلق عليهم "التشرينيون" فقدوا "هويتهم التشرينية"، فيما أشار إلى أنهم يحاولون الوصول إلى السلطة عبر القوائم الكبيرة. وأضاف "بعد حراك ’تشرين‘، سعت معظم الأحزاب إلى تفريق التشرينيين إما من خلال محاولة ضمهم إليها أو الضغط عليهم وتشتيت صفوفهم، وبعض الذين دخلوا البرلمان لم ينجحوا بالحفاظ على أهداف ومبادئ ’تشرين‘، لذلك هم لم يعودوا الآن بعنوان ’تشرين‘، ومنهم من انضم إلى مجموعات أخرى تمثل التيار المدني أو الليبرالي".

القوائم الكبيرة

وتابع الفيلي قائلاً إن "الحياة النيابية في العراق هي حياة سلطة، وهذه الطبقة السياسية سواء كانت تشرينية أم غيرها، حصلت على امتيازات جعلتها تفكر بالوصول ضمن القوائم الكبيرة، ومن ثم الحفاظ على مكتسبات السلطة، وفي حال لم يحالفها الحظ فستسعى إلى الوصول إلى جزء من المشهد التنفيذي، وبذلك تكون قد فقدت ثقة قواعدها الشعبية بها".

بحسب الفيلي "لا توجد حالياً قوائم أو أفراد ينتمون إلى ’تشرين‘، فهم كانوا حالة معارضة وطنية ولدت في ذلك الوقت، وعليه أرى أن حركة ’تشرين‘ فقدت قوتها بانسحاب التيار الصدري منها، لذلك هم فشلوا في تجربتهم"، وتابع "تبين لاحقاً ألا ثقل وتأثير لهم من الناحية العملية ولم ينجحوا في الحفاظ على أهدافهم ومبادئهم، لذلك سقطوا في أول اختبار للحفاظ على هويتهم التشرينية، وقسم منهم أغرته امتيازات الأحزاب وقسم آخر طرح نفسه بعيداً من تشرين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلص الفيلي بالقول إن "حصول هذه الأسماء على الأصوات يعتمد على جهدهم الشخصي، فمنهم من كان له جهد في الحياة السياسية وقدم خدمات للمواطنين، مما يمكنه من الحصول على أصوات الناخبين، وآخرون لم يلحظوا اهتمامات وشكاوى المواطنين وأهملوا عناوين ’حركة تشرين‘ لذا قد لا يكون لهم حضور في المرحلة المقبلة".

التشرينيون والقوائم الكبيرة

فيما يتوقع الكاتب والصحافي باسم الشرع أن يفوز التشرينيون السابقون في الانتخابات المقبلة كونهم دخلوا ضمن قوائم ممكن أن تحصل على مقاعد كبيرة.

وأضاف الشرع "قوى ’تشرين‘ لم تدخل بصورة منفردة كما جرى في انتخابات 2021 عندما حصلت حركة امتداد على عدد من المقاعد بقيادة علاء الركابي، وأيضاً قوى ’تشرين‘ الثانية في الفرات الأوسط بحصولها على عدد من المقاعد، إلا أنها دخلت بتحالفات مع شخصيات مهمة ومؤثرة".

وبين أن حركة "أخذ حقي" دخلت مع بعض القوى بتحالف مع قائمة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، التي حملت اسم "الإعمار والتنمية"، وكذلك دخل النائب سجاد سالم المعروف ضمن "حركة تشرين" في واسط بتحالف مع الحزب الشيوعي العراقي ومع الشخصية النجفية المعروفة عدنان الزرفي محافظ النجف السابق.

ولفت إلى أن هناك تحالفات لقوى "تشرين" مثل تحالف "زاخو الفاو" بقيادة عامر عبدالجبار وزير النقل السابق مع بعض التشرينيين، وكذلك تشير بعض المعلومات إلى أن "تيار قضيتنا" سيدخل مع بعض القوى السياسية.

مؤيدون لـ"تشرين"

وأكد الشرع أن هذه القوى التشرينية دخلت مع قوى لا تنتمي إلى حراك "تشرين" إلا أنها مؤيدة لـ"تشرين" ومطالبها، وحتى رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني مؤيد لمطالب "تشرين"، ولذلك كثير من قوى "تشرين" ستحصل على مقاعد أكثر من المرحلة السابقة بخاصة في البصرة وذي قار وواسط وبغداد وكربلاء والنجف، حيث هناك وجود لقوى "تشرين" مع تراجع لقوى "الإطار التنسيقي" لا سيما مع عدم تحقيق أشياء ملموسة لهذه المحافظات خصوصاً بعد انسحاب التيار الصدري.

وخلص الشرع قائلاً إن المرحلة المقبلة ستكون بداية مرحلة جديدة لقوى "تشرين" في ظل تراجع شعبية القوى الأخرى وغياب التيار الصدري.

subtitle: 
بعض الذين دخلوا البرلمان لم ينجحوا في الحفاظ على أهداف ومبادئ هذا التيار
publication date: 
الأحد, يونيو 1, 2025 - 11:15
Read Entire Article