ملفات استخباراتية: الصحافي الأميركي المفقود كان معتقلا لدى الأسد

1 week ago 3
ARTICLE AD BOX

<p>الصحافي الأميركي أوستن تايس (مكتب التحقيقات الفيدرالي/ أب)</p>

أكدت ملفات استخباراتية سرية للغاية أن الصحافي الأميركي المفقود في سوريا منذ عام 2012 أوستن تايس كان محتجزاً لدى نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وتعد الملفات التي كشف عنها تحقيق لـ "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) بدأ منذ أكثر من عام ورافق فيه فريق من الهيئة محققاً سورياً إلى منشأة استخباراتية، أول دليل يظهر احتجاز نظام بشار الأسد لتايس منذ بدء جهود العثور عليه قبل أكثر من عقد.

وكانت الحكومة الأميركية صرحت سابقاً بأنها تعتقد أن تايس محتجز لدى النظام السوري، لكن نظام الأسد ظل ينكر ذلك باستمرار ولم تكن هناك أية معلومات معروفة عن تفاصيل احتجازه، وتكشف الملفات الاستخباراتية الآن، إضافة إلى شهادات عدد من المسؤولين السابقين في النظام، ما حدث للصحافي الأميركي بعد اختطافه.

وتتضمن الملفات المصنفة تحت اسم "أوستن تايس" مراسلات من فروع مختلفة في الاستخبارات السورية، وقد جرى التحقق من صدقيتها من قبل "بي بي سي" والجهات الأمنية، وتظهر إحدى المراسلات الموسومة بـ "سري للغاية" أنه كان محتجزاً داخل منشأة اعتقال في العاصمة دمشق عام 2012، وذكرت مصادر إضافية أن تلك المنشأة هي "تحونة"، كما أكد ضابط سابق رفيع في الاستخبارات السورية أن تايس كان محتجزاً في دمشق من قبل مجموعة شبه عسكرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مقطع فيديو زائف

ويعود اختفاء الصحافي الأميركي لأغسطس (آب) 2012 عندما وقع في الأسر أثناء رحلة صحافية لتغطية القتال في حلب، حيث كان يعمل مراسلاً متعاوناً مع صحيفة "واشنطن بوست" وشركة "ماكلاتشي" للنشر، وكان من أوائل الصحافيين الأميركيين الذين تمكنوا من الوصول إلى سوريا عقب اندلاع الحرب، وبعد سبعة أسابيع نُشر مقطع فيديو على الإنترنت يظهره معصوب العينين ومقيد اليدين، وهو يجبر على ترديد إعلان الشهادة الإسلامية من قبل مجموعة مسلحة، ووفق مسؤولين أميركيين تحدثوا إلى وكالة "رويترز" مطلع العام الحالي، فإن تايس هرب من السجن عام 2013 حيث كان يعتقد أنه محتجز لدى جماعة مسلحة موالية لدمشق، وهو الدليل الأقوى الذي تملكه الحكومة الأميركية على أن قوات موالية للأسد كانت تحتجز تايس، وقد سمح هذا للمسؤولين الأميركيين بالضغط على حكومة الأسد مباشرة في هذه المسألة لأعوام، فالانطباع بأن تايس اختطفته جماعة جهادية شكك فيه محللون ومسؤولون أميركيون، وقالوا إن المشهد "ربما كان مفبركاً"، كما لم تعلن أية جماعة أو حكومة مسؤوليتها عن اختفائه، ولم يسمع عنه شيء منذ ذلك الحين مما أثار كثيراً من التكهنات حول مكان وجوده.

هرب واعتقال

وحين هرب تايس شاهده بعض سكان حي المزة وهو يتجول في الشارع، وقال شخص مطلع على عملية الهرب إنه دخل منزل عائلة سورية معروفة لم يكشف عن اسمها لأسباب أمنية، ووفق تصريحات سابقة لمسؤولين أميركيين سابقين فقد أعيد القبض على تايس بعد هربه بفترة وجيزة، ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن قوات تابعة للأسد أخذته، فيما قال أحد الأشخاص المطلعين على العملية إن تايس ربما جرى نقله جيئة وذهاباً بين وكالات استخبارات حكومية مختلفة خلال الأعوام التالية.

وعلى مدى الأعوام الـ 12 الماضية جمعت الوكالات الأميركية، ومنها "مكتب التحقيقات الاتحادي" (أف بي آي) ووزارة الخارجية و"وكالة الاستخبارات المركزية" (سي آي إيه) آلاف الأدلة عن تايس، لكن يكاد يكون من المستحيل التحقق من غالبها، ومراراً أعربت عائلة تايس التي قادت مساعي العثور عليه عن خيبة أملها من الإدارة الأميركية، قائلة إنها لم تضع إطلاقه كأولوية. 

ووفق ما نشرته وسائل إعلام أميركية العام الماضي، فإن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما تلقت عام 2016 معلومة أخرى تفيد بأن تايس نقل إلى مستشفى في دمشق لتلقي العلاج من مرض ما، في ما قد يكون ثاني ظهور معروف له، لكن المسؤولين الأميركيين لم يكونوا متأكدين من هذا التقرير بقدر تأكدهم من هربه عام 2013.

مساومة الأسد لواشنطن

وفي عام 2019 سافر مسؤولون من الإدارة الأولى للرئيس دونالد ترمب بينهم مساعد الرئيس الأميركي ومستشار مكافحة الإرهاب آنذاك كاش باتيل والمبعوث الخاص لشؤون الرهائن روجر كارستينز إلى دمشق للقاء مسؤولين سوريين في شأن تايس، لكن الحكومة السورية رفضت وقتها تقديم أدلة على حياة تايس، وطالبت الولايات المتحدة بالتراجع عن سياستها تجاه سوريا وسحب القوات الأميركية من البلاد في مقابل التفاوض حول تايس، وقد أبقت إدارة الرئيس السابق جو بايدن على اتصالها بالحكومة السورية منذ ذلك الحين، لكن مسؤولي الأسد لم يكونوا على استعداد للتفاوض حتى توافق الولايات المتحدة على مطالبهم.

وعقب الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024 سادت حال من القلق بين بعض المسؤولين الأميركيين بأن يكون تايس قتل خلال جولة ضربات جوية إسرائيلية استهدفت سوريا، كما أعرب مسؤولون آخرون عن مخاوف من أن تايس إذا كان محتجزاً تحت الأرض في زنزانة، فلربما افتقر إلى الهواء الصالح للتنفس لأن قوات الأسد قطعت الكهرباء عن سجون كثيرة في دمشق قبل فرار الرئيس.

subtitle: 
تظهر إحدى المراسلات السرية أنه كان محتجزاً عام 2012 داخل منشأة اعتقال في العاصمة دمشق
publication date: 
الاثنين, يونيو 2, 2025 - 17:30
Read Entire Article