منظمة دولية: التغير المناخي يقلص وفرة المياه في العراق بنسبة 30 % بحلول عام 2050

1 day ago 4
ARTICLE AD BOX

 ترجمة / حامد أحمد

أشارت منظمة، اوكسفام Oxfam، الدولية للمساعدات الإنسانية في تقرير لها حول تبعات التغير المناخي ان العراق سيواجه بحلول العام 2050 ارتفاعا بقدر 1 درجة مئوية على المعدل المعتاد مما يؤدي الى تراجع توفر المياه بنسبة 30% مما سيؤثر ذلك على القطاع التنموي والزراعي الذي يشكل نسبة 5.9% من الناتج المحلي الإجمالي للبلد مؤكدا بان العوائل الريفية ستكون الأكثر تضررا من هذه الازمة خصوصا بين شريحة النساء.

وتشير منظمة اوكسفام في تقريرها بان العراق المصنف كونه خامس أكثر البلدان تأثرا بنقص المياه وارتفاع درجات الحرارة القصوى وتوافر الغذاء، يواجه تحديا متعدد الجوانب ناجما عن تغير المناخ الذي يؤثر على قطاعات مختلفة، بما في ذلك القطاع الزراعي حيث تتزايد الضغوط على سبل العيش ضمن العوائل الريفية الأكثر تضررا.
وبعد عقود من الصراع والتحديات الاقتصادية والامنية يمر العراق حاليا بمرحلة تعافي وجهود متواصلة نحو الاستقرار لتعزيز النمو الاقتصادي وتلبية احتياجات سكان البلاد الذي يشهد تزايدا بأعداده، حيث يعتمد اقتصاد العراق اعتمادا كبيرا على النفط الذي يشكل 99% من صادراته و85% من ميزانيته الحكومية و42% من ناتجه المحلي الإجمالي. وعلى الرغم من كونه سادس أكبر منتج للنفط الخام في العالم وثاني أكبر منتج له بعد السعودية في أوبك، فان التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العراق توازي مستوى بلد منخفض الدخل.
وتذكر المنظمة الدولية في تقريرها بان القطاع الزراعي يعد قطاعا حيويا لاقتصاد العراق وامنه الغذائي اذ يشكل نسبة 5.9% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد ويشغل حوالي 9% من الأيدي العاملة، مع ذلك يعتمد هذا القطاع بشكل كبير على الري حيث تروى 91% من الأراضي بهذا الأسلوب. ويزداد تأثر هذا القطاع بنقص المياه وانخفاض تدفقها. كما يواجه العاملون في الزراعة والبناء عواقب تبعات التغير المناخي مما يؤثر على قلة انتاجيتهم وتراجع مستواهم الاقتصادي.
وتوقعت المنظمة الدولية ان يواجه العراق بحلول العام 2050 ارتفاعا قدره درجة مئوية واحدة في درجات الحرارة الاجمالية وانخفاضا بنسبة 20 الى 30% من توافر المياه العذبة، مما ستؤثر تبعات التغير المناخي على تنمية البلاد ونموها، كما يؤدي الى إضعاف النسيج الاجتماعي الهش. ويشعر العراقيون بهذا التأثير، لا سيما من خلال ندرة المياه التي تفاقم تدهور وضعهم المعيشي ورفاهيتهم. ويشير التقرير الى تعرض موارد المياه في العراق لضغوط ناجمة عن عوامل متعددة من بينها النمو السكاني والتنمية الاقتصادية وتغير المناخ، وبدون اتخاذ الإجراءات اللازمة ستصل الفجوة بين العراق والطلب على المياه بحلول العام 2035 الى 10.9 مليار متر مكعب.
وفي الوقت الذي ستكون فيه آثار التغير المناخي ظاهرة في العديد من القطاعات، فإن القطاع الزراعي هو الأكثر تضررا. فالزراعة أساسية لإنتاج الغذاء في البلاد، وتوفر دخلا لملايين من الاسر العراقية. ويساهم القطاع بنسبة 5.9 من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر فرص عمل بنسبة 9.5% من القوى العاملة في البلاد. وبينما تشهد مشاركة المرأة في هذا القطاع تراجعا منذ عام 2000، تعتبر الزراعة تقليديا قطاعا تلعب فيه المرأة أدوارا حاسمة. حيث يعد صغار المزارعين من بين الأكثر تضررا من تغير المناخ، نظرا لعدم قدرتهم على التكيف مع العديد من التحديات التي يواجهونها، وافتقارهم الى التمويل الذي يمكن ان يدعم التحول إلى ممارسات زراعية ذكية مناخيا. ومع تفاقم الوضع الحالي، لا يرى المزارعون أي مكاسب مالية او قيمة في الزراعة، وتبتعد الأجيال الشابة عن هذا القطاع وتبحث عن مصدر دخل أكثر استقرارا مثل الحصول على وظيفة في القطاع العام.
وعند الاستفسار من المزارعين عن مستقبل الزراعة لديهم، تباينت آراؤهم. فمنهم من افاد بأنهم ما يزالون يأملون ويرغبون الاستمرار في هذا القطاع، لا سيما انه مصدر دخلهم الرئيسي وجزء من تراث عائلاتهم. في المقابل ابدى بعض المزارعين عن تفاؤل أقل، اذ بينوا انهم لا يرون مستقبلا في هذا القطاع، ويفضلون ان يروا أطفالهم يحصلون على فرص عمل أكثر استقرارا. وذكر المزارعون إنهم يفضلون تنويع مصادر دخل أسرهم لتلبية احتياجاتهم دون ان يفقدوا مكانتهم كمزارعين. ورغم تباين الآراء، أكدت الأغلبية أنهم سيواصلون العمل في هذا القطاع إذا حصلوا على الدعم الكافي لتعزيز قدرتهم على مواجهة التحديات المختلفة، لاسيما مع ادراكهم لأهمية هذا القطاع العراق واقتصاده.
وكشفت البيانات التي جمعتها المنظمة الدولية بان النساء الريفيات هن الأكثر تعرضا لمخاطر وتبعات التغير المناخي وذلك لدورهن في توفير الرعاية واحتياجات الاسرة والتكيف مع التغيير. إضافة الى ذلك تعاني المزارعات في الغالب من تداعيات تغير المناخ، اذ يعملن في المقام الأول في الاعمال اليدوية كالبذر والحصاد في المزارع في ظل ظروف جوية قاسية، لا سيما أثناء المواسم الحارة. وفيما يتعلق بتأثير تغير المناخ على الدخل، تتأثر النساء أيضا بتبعات التغير المناخي على القطاع الزراعي، اذ قد يواجهن صعوبة في إيجاد مصادر دخل بديلة. ويكتسب هذا الامر أهمية خاصة، اذ لا يُسمح للنساء عادة بالعمل الا في مزارع اسرهن، دون اجر في معظم الحالات. وقد أعربت مشاركات في الاستطلاع عن مخاوفهن بشأن تأثير تغير المناخ على صحة المرأة نظرا لتحملهن لارتفاع درجات الحرارة في الحقول.
وتوصي المنظمة الدولية الى ضرورة إيلاء أهمية لتأثيرات التغير المناخي على الأدوار الاجتماعية والوضع الاقتصادي للعوائل الريفية، مع وضع برامج تدريبية للنساء والرجال في المناطق الريفية لتعزيز معارفهم ومهاراتهم ودعم مشاركة المرأة في التخطيط وإبداء الرأي في مواضيع التغير المناخي وتنظيم ورش عمل مجتمعية لتثقيف الرجال والنساء على حد سواء حول أهمية الإدراك الشامل بعمليات التأقلم مع تبعات التغير المناخي وتعزيز فهم مشترك لأدوار المرأة في التكيف.
عن موقع ريليف ويب الدولي

The post منظمة دولية: التغير المناخي يقلص وفرة المياه في العراق بنسبة 30 % بحلول عام 2050 appeared first on جريدة المدى.

Read Entire Article