ARTICLE AD BOX
خرج نحو نصف مليون متظاهر في وسط العاصمة البريطانية لندن اليوم السبت، لإحياء الذكرى السابعة والسبعين للنكبة، وللمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة. وحمل المشاركون لافتات تطالب بمقاطعة إسرائيل وإدخال المساعدات الإنسانية فوراً إلى غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر، فيما حمل العديد منهم مجسمات ترمز إلى مفاتيح العودة، وهتف آخرون بوقف تسليح إسرائيل وإرسال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى محكمة لاهاي.
وقال السفير الفلسطيني في المملكة المتحدة، حسام زملط، خلال كلمته أمام المتظاهرين، إن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حق العودة إلى جميع الأراضي والديار الفلسطينية، مضيفاً: "هنا حركة عالمية لأجل فلسطين. لن نتوقف إلا عندما ينتهي الاحتلال. معاً سننهي الأبارتهايد والإبادة الجماعية".
وتحدث عدد من نواب البرلمان البريطاني خلال مشاركتهم في التظاهرة، منهم جيرمي كوربين الذي قال: "اكتشفنا أن مبيعات السلاح ارتفعت خلال فترة حكم (حزب) العمال. الحكومة تقول إن مبيعات أف 35 لا تذهب مباشرة لإسرائيل، إلا أن تقريراً كشف هذا الأسبوع أنها تنتهي بإسرائيل. نقول لكل دولة: كيف سيتم تذكركم خلال الإبادة الجماعية؟ هل ستقفون متفرجين، أم ستتخذون موقفاً وأفعالاً؟". وأضاف: "أقول لحكومتنا هنا أوقفوا السلاح لإسرائيل الآن"، منتقداً المؤسسات الإعلامية البريطانية "لعدم أخذها دوراً في مساءلة المسؤولين البريطانيين بما فيه الكفاية عن مسؤوليتهم لوقف الإبادة وتجويع غزة". وطالب كوربين بخروج إسرائيل من الأراضي الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
وشهدت التظاهرة مشاركة لممثلي النقابات العمالية. وأكدت جورجي ليفي، ممثلة عن نقابة الأساتذة والعاملين في الجامعات، وهي نقابة تمثل أكثر من 120 ألف عامل، موقف النقابة في دعم الشعب الفلسطيني لنيل حريته وحق تقرير المصير. وهاجمت موقف الحكومة البريطانية "المخزي" بدعم إسرائيل. وأكد ممثل عن نقابة هيئة التدريس والمعلمين التي تمثل نصف مليون عضو وقوف نقابته إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه الأوقات. وأعلن خلال الخطابات أمام مقر الحكومة البريطانية أن نقابة العاملين في سوبر ماركت "كو آوب" في بريطانيا التي تملك مئات المتاجر، صوتت اليوم لصالح قرار مقاطعة المنتجات الاسرائيلية بشكل كامل في جميع متاجر المملكة المتحدة.
وخلال مشاركته في التظاهرة، تحدث ويليام دوريمبول، وهو مؤرخ وأكاديمي بريطاني معروف، عما حصل من تطهير عرقي خلال نكبة عام 1948، وكيف ارتكبت مجازر لتهجير الفلسطينيين، وقال إن ما حصل بسبب سياسات الحكومة البريطانية، مضيفاً: "نحن نقف بجانب داونينغ ستريت، حيث سُلم وعد بلفور". وتابع قائلاً: "هذا البلد لديه مسؤولية تاريخيّة تجاه الفلسطينيين، ونحن أحفاد الذين أخذوا تلك القرارات المجحفة بحق الفلسطينيين. علينا مسؤولية للمطالبة بتحقيق العدالة في فلسطين". ودعا إلى تدريس القضية الفلسطينية في المدارس البريطانية.
وقالت الناشطة البريطانية، مولز ريجرينالز، وهي مشاركة في مجموعة تنشط لأجل فلسطين: "نحن مجموعة في بلدة إنكليزية صغيرة، لكننا غاضبون من ممارسات إسرائيل بحق الفلسطينيين ومن رد حكومتنا على الإبادة المستمرة". وأضافت لـ"العربي الجديد": "نعمل للتوعية والتثقيف، وأعتقد أنه سيحصل تغيير في المستقبل بشكل أكبر في الرأي العام هنا بعدما يعرف الناس ماذا يحصل على أرض الواقع من احتلال. نطالب حكومتنا بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح".
يذكر أن المحكمة العليا البريطانية ناقشت هذا الأسبوع على مدار أربعة أيام دعوى رفعتها مؤسستان حقوقيتان ضد الحكومة البريطانية بسبب تزويد الأخيرة إسرائيل بالسلاح بما يخالف القوانين المحلية والدولية. وقال الطبيب دونكين هايني لـ"العربي الجديد": "أشعر بالخجل من حكومتنا. لا أعرف ماذا علينا أن نفعل أكثر كي يتوقفوا عن دعم هذه الإبادة ووقف تسليح إسرائيل. هذا مخزٍ".
