ARTICLE AD BOX
بعد سنوات من الانتظار، بدأت الأفغانية مهرية تفقد الأمل في الحصول على تأشيرة للهجرة إلى الولايات المتحدة، ثم تلقت ضربة قاضية بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حظر دخول الأفغان ضمن قرار شمل مواطني 12 دولة، وسيدخل حيّز التطبيق الاثنين المقبل.
عموماً لا يغيّر الحظر الأميركي الجديد الكثير بالنسبة إلى معظم الأفغان الذين يواجهون أساساً قيوداً على السفر، لكنّ كثيرين كانوا يعلّقون آمالهم على عيش حياة جديدة في الولايات المتحدة، شعروا بأن القرار بمثابة ضربة لهم. وقالت مهرية (22 عاماً) التي قدمت إلى باكستان عام 2022، وقدمت طلباً للحصول على تأشيرة لجوء إلى الولايات المتحدة: "تخليت عن آلاف الأحلام وعن حياتي كلها، وقدمت إلى باكستان في انتظار الوعد الأميركي، واليوم نعاني جحيماً بعد آخر".
ولا توجد سفارة أميركية في أفغانستان منذ أن أطاحت طالبان الحكومة المدعومة من الخارج عام 2021، ما أجبر آلاف الأفغان على التقدّم بطلبات الحصول على تأشيرات في بلدان ثالثة، إما كلاجئين أو بموجب برنامج "تأشيرة الهجرة الخاصة" التي تمنح لأشخاص دعموا أميركا في حربها ضد حركة "طالبان".
ولن يؤثر الأمر الجديد لترامب على الأفغان الذين يحملون تأشيرات هجرة خاصة وعلى قضايا اللجوء لكنه يهدد لم ذشمل العائلات، بحسب ما أفادت المؤسسة الأفغانية - الأميركية في بيان دانت فيه الحظر. وينتظر نحو 12 ألف شخص لمّ شملهم مع أفراد من عائلاتهم يقيمون في الولايات المتحدة، بحسب ما كشفت شون فانديفر، رئيس مجموعة "أفغان إيفاك" غير الربحية، والذي قال: "لا تتعلق المسألة بالحدود فعمليات لمّ الشمل قانونية وخضعت لتدقيق وتوثيقها، وستعلق العائلات ما لم تمنح استثناءات".
وعطّلت أوامر سابقة لترامب مسارات اللجوء وعمليات النقل من أجل إعادة توطين اللاجئين، ما ترك العديد من الأفغان الذين كانوا يستعدون للسفر إلى الولايات المتحدة، في وضع ضبابي. وفي مايو/ أيار الماضي ألغت إدارة ترامب تدابير الحماية القانونية المؤقتة لأفغان من الترحيل بحجة أن الوضع الوضع الأمني تحسّن في أفغانستان. وقالت أفغانية تدعى زينب حيدري (27 عاماً) تنتظر في باكستان أيضاً للحصول على تأشيرة لجوء إلى الولايات المتحدة: "نشعر بأن أميركا التي عملنا وتعاونا معها في الماضي تخلّت عنا. رغم وعود الحماية واللجوء نحن عالقون الآن في وضع ميؤوس بين مواجهة مخاطر الموت بسبب طالبان والضغط والتهديد بالترحيل من باكستان".
وفرّ عدد كبير من الأفغان خلال عقود من النزاع، لكن الانسحاب الفوضوي للقوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من كابول صيف عام 2021 أوجد موجة جديدة من الأفغان الذين طالبوا بالهروب من القيود التي فرضتها حكومة "طالبان"، والمخاوف من التعرض لأعمال انتقامية بسبب العمل مع واشنطن.
وفيما كثّفت باكستان وإيران حملات الترحيل لطرد الأفغان الذين عبروا الحدود، أفاد "مؤشر هينلي لجوازات السفر" بأن "خيارات التأشيرات بالنسبة إلى الأفغان محدودة للغاية لأن جوازات سفرهم من بين الأضعف في العالم". وقالت سحر، وهي متخرّجة في مجال الاقتصاد في الـ29 من العمر واجهت صعوبة في العثور على عمل: "لن تؤثر القواعد الجديدة على معظم الأفغان الذين يواجهون آلاف المشاكل الخطيرة في بلدهم، وسيجد من يملكون القدرة المادية على السفر وتقديم طلب للحصول على تأشيرة طريقة أخرى للذهاب أو سيختارون مكاناً آخر غير الولايات المتحدة".
(فرانس برس)
