هل هناك أضاحٍ "سرية" في المغرب؟

1 day ago 2
ARTICLE AD BOX

تنافست صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، في نقل صور وفيديوهات، تعكس مصادرة أضاحٍ في المغرب، زاعمة أن الأمر يتعلق بمداهمة سلطات مغربية منازل عقد أصحابها العزم على نحر أضحية العيد رغم قرار عدم إقامة شعيرة العيد.

وأكد الكاتب العام للاتحاد للمقاولات والمهن، محمد الذهبي، لـ"العربي الجديد" أنه لم يسجل إلى حدود الآن مداهمة لمنازل بهدف مصادرة الأضاحي. وشدد على أن مداهمة المنازل مطوقة بمقتضيات قانونية دقيقة يفترض الامتثال لها، مشدداً على أن من اشتروا الأضاحي من الأسر عدد هامشي.
وذهب إلى أن الصور والفيديوهات التي يجري تداولها، تتعلق بمحلات وضعت فيها الماشية، بهدف بيعها أو ذبحها وبيع لحومها، وهي عملية تدرج، حسبه، ضمن الذبيحة السرية.
ويشدد على أنه يكفي إمعان النظر في تلك الصور والفيديوهات، كي يتجلى أن الأمر لا يتعلق بمنازل، بل بمحلات تجارية.
وعزا لجوء بعض الأشخاص إلى وضع الماشية في بعض المحلات، إلى كون السلطات قيدت عملية الذبح في المجازر المعتمدة.

وشدد على أن السلطات اتخذت تدبيراً يقضي بمنع عرض الأضاحي في الأسواق الأسبوعية التي تعقد في الأرياف، كذلك تقرر استقبال المجازر في المدن لأعداد من المواشي لا تتجاوز تلك التي اعتادت نحرها بهدف بيعها من قبل الجزارين في سوق التجزئة.
وحاول بعض الجزارين في الأيام الأخيرة ذبح أعداد كبيرة من الأضاحي في المجازر البلدية المعتمدة، إلا أن السلطات منعت ذلك، علماً أن السلطات المحلية في الدار البيضاء كانت قد قررت إغلاق جميع المجازر التقليدية التي تمارس نشاطها دون مراعاة المعايير الصحية.
وفي اتصال مع أحد مربي الماشية، فضل عدم الكشف عن اسمه، بمنطقة بني مسكين، التي تعتبر مركز تجارة الأضاحي من صنف "الصردي" في المغرب، أكد أن السوق لم يشهد أقبالاً كبيراً من المشترين من الأسر أو الوسطاء، بعد قرار منع إقامة شعيرة العيد.
وأوضح أن بعض الأسر عمدت إلى شراء الأضاحي مباشرة بعد قرار منع شعيرة العيد، مستفيدة من انخفاض الأسعار في السوق في تلك الفترة بحوالى النصف، غير أن الطلب كان ضعيفاً.
ويشير الذهبي إلى أن محلات التجزية التي تتعاطى الجزارة تخضع لمراقبة السلطات في الأيام الأخيرة، بهدف الحيلولة دون تولي تقطيع لحوم أضاحٍ قد تكون نحرت بطريقة سرية.
وكان العاهل المغربي محمد السادس، قد أهاب بالمغاربة عدم القيام بشعيرة العيد لهذه السنة، بعد تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية، جراء الجفاف الذي ضرب المملكة في الخمسة أعوام الأخيرة.

وشدد في رسالة تليت عبر القناة التلفزيونية الأولى من قبل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في فبراير/ شباط الماضي، على أن القيام بشعرة العيد في "هذه الظروف الصعبة سيلحق ضرراً محققاً بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، ولا سيما ذوي الدخل المحدود".
وهذه المرة الرابعة التي يعمد فيها المغرب إلى إلغاء شعيرة عيد الأضحى. فقد اتخذ ذات القرار في 1963 و1981 و1996، حيث كان الجفاف، في مناسبتين، عاملاً حاسماً في دعوة المغاربة إلى عدم نحر الأضحية.
يأتي إلغاء شعيرة عيد الأضحى بعدما أدى الجفاف الذي ضرب المغرب في السبعة أعوام الأخيرة إلى انخفاض في حجم قطيع الماشية بنسبة 38 في المائة، قياساً بالمستوى الذي بلغه في 2016، حيث تعوّل وزارة الفلاحة على عودة القطيع إلى المستوى الذي كان عليه قبل 2020.
وقد أطلق المغرب خطة لإعادة تشكيل قطيع، حيث أعلن قبل عشرة أيام تدابير لفائدة مربي الماشية تراوح بين إعادة جدولة الديون ودعم أسعار الأعلاف وتقديم دعم مالي مباشر، بما يساعد على إعادة تشكيل القطيع الوطني الذي تراجع بفعل تداعيات الجفاف.

Read Entire Article