هل ينقسم وادي السيليكون بين ماسك وترامب؟

1 day ago 2
ARTICLE AD BOX

ما كان حتى الأمس تحالفاً متيناً بين الملياردير إيلون ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب، يتحول اليوم إلى مشهد درامي غير متوقّع يهدد علاقة البيت الأبيض بصنّاع التكنولوجيا في وادي السيليكون الأميركي. فبعد خلاف علني بين الرجلين، بات السؤال مطروحاً بجدية: من سيحصل على "وصاية" وادي السيليكون بعد هذا الطلاق السياسي المفاجئ؟

وادي السيليكون ينقلب على أعقابه

حتى العام الماضي، بدا ماسك أشبه بقائد أوركسترا يجذب أثرياء التكنولوجيا نحو حملة ترامب الانتخابية، بمن فيهم أسماء كانت إما مؤيدة للديمقراطيين أو مبتعدة تماماً عن السياسة. لكن انفجار الخلاف بين الطرفين، يوم الخميس، وضع حلفاء ماسك من وادي السيليكون في موقف حرج، وقد يُجبرهم على اتخاذ موقف صريح في هذا الصراع الجديد.

فقد كانت العلاقة بين وادي السيليكون وإدارة ترامب تبدو وكأنها فرصة نادرة لربط النفوذ الاقتصادي بصناعة القرار السياسي، وكان ماسك هو "الصمغ" الذي يجمع بين الطرفين. والآن، مع تراجع دوره، قد يُترك المجال لأسماء أقل شهرة مثل ديفيد ساكس، الصديق المقرب من ماسك، والذي أصبح مسؤول إدارة الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية في إدارة ترامب. "هذه قصة قديمة، مثل حكاية إيكاروس الذي اقترب كثيراً من الشمس... فانصهر شمع جناحيه وسقط"، يعلّق فينكي جانيسان، شريك في شركة Menlo Ventures للاستثمار، في حديث لصيحفة نيويورك تايمز الأميركية.

ترامب يقدّم.. لكنه لا يمنح

رغم الدعم المالي الكبير الذي تلقّاه ترامب من مليارديرات التكنولوجيا خلال 2024، فإن ما تحقّق على الأرض يبدو متواضعاً:

  • وزارة العدل لا تزال تلاحق غوغل.
  • لجنة التجارة الفيدرالية أنهت للتو محاكمتها لميتا، بانتظار قرار القضاء.
  • الرسوم الجمركية على الواردات، التي تهدد مصنّعي الأجهزة مثل آبل، ما زالت مطروحة.

ماسك وحلفاؤه... انقسام علني

لم يكن ماسك وحده من قرر دعم ترامب. أسماء بارزة، مثل مارك أندريسن وبن هورويتز، أيدت الرئيس السابق، رغم أن الأخير تراجع لاحقاً بعدما ترشحت صديقته كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي. وضمن فريق المؤيدين أيضاً برز مقدمو بودكاست All-In الذي يضم ديفيد ساكس، مهندس سياسة العملات الرقمية والذكاء الاصطناعي في الإدارة الجديدة.

وعند حفل تنصيب ترامب في يناير/ كانون الثاني الماضي، وقفت رموز التكنولوجيا خلفه: تيم كوك (آبل)، مارك زوكربيرغ (ميتا)، جيف بيزوس (أمازون)، سوندار بيتشاي (غوغل)، وإيلون ماسك، وحتى المعارضون السابقون، مثل سيرغي برين وسام ألتمان، حضروا. فيما زار جنسن هوانغ، المدير التنفيذي لـ Nvidia، منتجع "مارالاغو" للحديث عن رقائق الذكاء الاصطناعي.

وبالفعل حققت بعض الشركات مكاسب من إدارة ترامب، بينما تلقّت أخرى ضربات مفاجئة. تيم كوك أقنع ترامب بدايةً بالتراجع عن فرض رسوم جمركية على الواردات الصينية، لكنها عادت بشكل آخر واستهدفت "آبل" تحديداً. شركة Nvidia مُنعت من تصدير رقائق إلى الصين، لكنها حصلت على رخصة لبيعها في الشرق الأوسط ضمن صفقات كبرى شاركت فيها شركة OpenAI.

في الوقت نفسه، أعلن وزير التجارة هوارد لوتنيك عن تغييرات رئيسية: فتح المجال أمام الاستثمارات الأجنبية في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، في تراجع عن قيود إدارة بايدن السابقة، و تحويل "معهد السلامة الأميركي" إلى "مركز معايير وابتكار الذكاء الاصطناعي"، في خطوة تُفضّل نمو الصناعة على حساب تنظيمها.

مصير شركات ماسك في مهب الريح

خلاف ماسك مع ترامب قد يكلّفه كثيراً. فشركاته، لا سيما "سبايس إكس"، كانت تضغط بشدة للحصول على ترددات إضافية لخدمة الإنترنت "ستارلينك"، وهو ملف حيوي لدى لجنة الاتصالات الفيدرالية. وكان رئيس اللجنة، بريندان كار، من أبرز الداعمين، وشارك في أحد إطلاقات "سبيس إكس" في نوفمبر الماضي. لكن بعد أن استُبعدت "ستارلينك" من برنامج الإنترنت الريفي التابع لإدارة بايدن، بدأت علامات التوتر تظهر. والآن، هدّد ترامب فعلاً بإلغاء عدد من العقود الحكومية مع شركات ماسك.

Read Entire Article