هيئة المحلفين تتعثر في إصدار حكم ضد واينستين وتمدد المداولات

عجز أعضاء هيئة المحلفين الـ12 المكلفين إصدار حكم في قضية المنتج السينمائي السابق هارفي واينستين بتهمتي الاعتداء الجنسي والاغتصاب، على الاتفاق في مداولتهم المتواصلة منذ يومين وسيستأنفون جلساتهم المغلقة غداً الإثنين.

وعلى رغم تخليه عن الاستجواب خلال المحاكمة التي استمرت ستة أسابيع، أكد واينستين مجدداً براءته في مقابلة هاتفية مع محطة "فوكس 5 أن واي" المحلية بثت أمس الجمعة.

وقال المنتج السابق البالغ 73 سنة، "أشعر بالندم لتعريض عائلتي وزوجتي لهذا الأمر، وارتكاب أفعال غير أخلاقية... لا غير قانونية أو إجرامية".

ويمثل المتهم وهو مسجون، لكنه حصل على إذن بالإقامة في المستشفى خلال المحاكمة بسبب مشكلاته الصحية الكثيرة.

واتهم واينستين الذي شكلت شهادات نساء ضده عام 2017 شرارة الانطلاق لحركة "مي تو" في العالم، المدعيات الثلاث في قضيته بأن دوافعهن مادية، وهو ما سبق أن تحدث عنه وكلاء الدفاع عنه ونفته المدعيات بصورة قاطعة.

وبثت مقابلته في اليوم الثاني من مداولات هيئة المحلفين الـ12 الذين لم يتوصلوا أمس إلى قرار. وقالوا في مذكرة قرأها القاضي كورتيس فاربر، "سنحتاج إلى مزيد من الوقت للمداولة".

وفي مؤشر إلى توتر محتمل، طلب أحدهم إعفاءه من مهامه بعدما اشتكى من سلوك أعضاء آخرين. لكن القاضي رفض طلبه بصورة قاطعة، معتبراً أنه من الطبيعي أن "تحتدم الأمور أحياناً" خلال المداولات المغلقة.

تفاصيل القضية

ينبغي على هيئة المحلفين أن تقرر بالإجماع ما إذا كان المنتج السابق الذي تتهمه عشرات النساء بالاعتداء الجنسي عليهن، مذنباً بالاعتداء على مساعدة الإنتاج السابقة ميريام هيلي عام 2006، وعلى عارضة الأزياء السابقة كايا سوكولا في العام نفسه، وإجبارهما على ممارسة الجنس واغتصاب الممثلة جيسيكا مان عام 2013.

وطلب أعضاء هيئة المحلفين أن يطلعوا مجدداً على مقتطفات مطولة من شهادات هؤلاء النساء الثلاث، اللاتي وصفن كيف أجبرهن المدعى عليه على ممارسة الجنس بعد استدراجهن إلى شقته أو أحد فنادق نيويورك.

وخلال مراجعة شهادة كايا سوكولا، قرأت إحدى الموظفات في المحكمة عبارة، "أرجوك توقف، لا تفعل ذلك".

وبذل فريق الدفاع كل ما في وسعه للتشكيك بهذه الشهادات، مؤكداً أن المدعيات واصلن التعامل مع المنتج حتى بعد الاعتداءات المزعومة.

وسبق أن دين مؤسس استوديوهات "ميراماكس" عام 2020 بالسجن 23 عاماً بتهمة ارتكاب جرائم تتعلق بميريام هيلي وجيسيكا مان، خلال محاكمة مدوية شكلت آنذاك انتصاراً لحركة "مي تو".

وقد أحدثت التحقيقات التي أجرتها صحيفتا "نيويورك تايمز" و"نيويوركر" في أكتوبر (تشرين الأول) 2017 عن هذا المنتج النافذ الذي حصدت أفلامه عشرات جوائز الأوسكار، صدمة عالمية، وأدت إلى كسر حاجز الصمت لدى عدد كبير من الضحايا وأجبرت الشركات على إعادة النظر في مكانة المرأة.

لكن في العام الماضي، ألغت محكمة الاستئناف في نيويورك المحاكمة برمتها لأن ضحايا أخريات أدلين بشهاداتهن خلال المحاكمة وسردن وقائع اعتداءات لم يتهم بها واينستين.

وأعيدت المحاكمة منذ منتصف أبريل (نيسان) أمام محكمة مانهاتن الجنائية. وركزت المحاكمة أيضاً على الاعتداء الجنسي المحتمل على كايا سوكولا عام 2006، وهي وقائع يتم الحكم عليها للمرة الأولى أمام محكمة جنائية.

ومنذ الكشف الأول عن فضائح واينستين عام 2017، اتهمته أكثر من 80 امرأة بالتحرش بهن أو الاعتداء جنسياً عليهن أو اغتصابهن، من بينهن الممثلات أنجلينا جولي وغوينيث بالترو وآشلي جود.

ولم يقر هارفي واينستين يوماً بأنه اعتدى على أي منهن، بل دأب على التأكيد أن العلاقات التي أقامها معهن كانت برضاهن.