وزير الدفاع السوري يعلن مرحلة جديدة في مستقبل بناء الجيش

4 days ago 3
ARTICLE AD BOX

صرّح وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، في لقاء له اليوم الاثنين عبر قناة الإخبارية السورية، بأنّ الوزارة تعمل على تنظيم القوات المسلحة، في خطوات مدروسة لنقل الجيش من الحالة الثورية إلى الحالة المؤسساتية. وأوضح أبو قصرة أن نحو 130 فصيلاً عسكرياً دخلوا ضمن الهيكلية التنظيمية للوزارة، بعد توضيح الهيكلية العسكرية لهم، لافتاً إلى أنّ هذه الفصائل تخضع، بما فيها من وحدات، للبنية التنظيمية للوزارة. وأشار إلى أن بعض الفصائل، منحت مهلة لمدة عشرة أيام لإتمام الالتحاق بالوزارة، باستثناء مناطق شمال شرق سورية كون المنطقة تخضع لاتفاق مختلف تمضي الوزارة في تنفيذه.

وأشار وزير الدفاع السوري إلى أنه على الجميع الالتزام بهذه المهلة، وسط تهديدات من فلول نظام الأسد لزعزعة أمن سورية واستقرارها، وقال: "يجب أن نضبط كل الجهات العسكرية تحت وزارة الدفاع حتى يأتمر الجميع بأمر وزارة الدفاع كقوات عسكرية، لذلك من لا ينضوي يجب أن يلتزم بالقوانين، ولن نسمح لأحد أن يكون خارج سلطة وزارة الدفاع"، موضحاً أن بعض التجمعات الصغيرة بدأت بالفعل بمراجعة الوزارة، التي عملت على استقبالهم وإلحاقهم في بنية الجيش التنظيمية. ولفت إلى أن الوزارة لن تسمح بوجود أي جهة خارج سلطة الوزارة.

وذكر أبو قصرة أن هناك تعاوناً بين وزارتي الدفاع والداخلية لمنع أي تعديات أو تجاوزات على الشعب السوري، ومنع أي جهة من زعزعة الأمن والاستقرار، حيث تتعاون الوزارتان ضد فلول النظام، وهناك أيضاً تعاون لضبط السلاح وحصره بيد الدولة في المستقبل القريب، إلى جانب قضايا تنظيمية بين الوزارتين، مشيراً إلى البدء بكتابة مسودة عمل بين الجهتين ستُعلَن قريباً.

وبين أبو قصرة أن مرحلة نقل الوحدات العسكرية انتهت، والمرحلة الثانية هي تنظيم القوات المسلحة وفق الرتب والهويات العسكرية، مشيراً إلى التركيز على العلوم العسكرية في الوزارة لنقل القوات المسلحة من العمل التقليدي والثوري إلى العمل المؤسساتي. وتحدث وزير الدفاع السوري عن البنية التحتية للكليات العسكرية، وقال: "للأسف، البنية التحتية والمنشآت التعليمية لدى النظام كلها متهالكة وتعرضت لدمار وخراب ضمن الثورة السورية، لذلك نحن نعمل على صيانة هذه المنشآت التعليمية ورفع جاهزيتها حتى تكون جاهزة لاستقبال العاملين في القوات المسلحة".

وأضاف أن المناهج التعليمية في الكليات العسكرية في حاجة إلى تعديل وفق ما يتطلبه الوقت الحالي، موضحاً أن الوزارة تعمل وفق معايير لاستقطاب الكوادر، إضافة إلى صيانة وترميم القطعات العسكرية والبنى فيها. وأكد أن الوزارة تعمل على "إعادة دمج الضباط المنشقين وفق رؤية جديدة تقوم على الإنصاف والاحترافية". وأوضح أن عدد الضباط المنشقين الذين استمروا في العمل مع وحدات الثورة يقارب 2200 ضابط، تم تفعيل نحو نصفهم، ويجري العمل على تفعيل البقية خلال الشهرين المقبلين. وصنف الضباط إلى فئتين: الأولى ضباط التحقوا بالثورة وشاركوا في العمليات العسكرية ضد نظام الأسد المخلوع، والثانية ضباط منشقون لم ينخرطوا في أي تشكيل مسلح، وقال: "بدأنا أيضاً منذ شهر باستقطابهم في وزارة الدفاع، لحاجتنا الكبيرة إليهم".

وشدد أبو قصرة على أن الرتب العسكرية لن تمنح عشوائياً، وإنما وفق مسارات قانونية صارمة، لافتاً إلى أن لجنة من كبار الضباط تشكلت لاقتراح الترفيعات على أساس اجتياز الكلية وسنوات الخدمة والمسمى الوظيفي، وستمنح رتباً استثنائية للقادة العسكريين بشرط اجتيازهم الكلية العسكرية. وفي ما يخص طبيعة العقيدة العسكرية، قال الوزير: "سنبني جيشاً له عقيدة وطنية، الهدف الأساسي له هو حماية الشعب السوري وحماية الجغرافيا السورية"، لافتاً إلى قطيعة تامة مع الطابع العقائدي السابق للجيش المرتبط بالحزب والنظام.

وأعلن وزير الدفاع السوري إلغاء التجنيد الإجباري والاعتماد على التطوع، لتأسيس جيش محترف ومخلص لقضية الشعب، مشيراً إلى أن التجنيد الإجباري كان يفتقر إلى تبني قضية الجيش، وكانت سمعته فاسدة في نظر الناس. أما معايير الانضمام فمنها، وفق أبو قصرة، أن يكون المتقدم معافى بدنياً، وغير محكوم جنائياً، ويراوح عمره بين 18 و22 عاماً. أما من الناحية التعليمية، فأوضح أنّ الكلية الحربية ستفتح أبوابها لحاملي الشهادة الثانوية، وصف الضباط على أساس شهادة التعليم الأساسي، والجنود يجب أن يكونوا على الأقل قادرين على القراءة والكتابة.

وأشار إلى أن هناك خطوات جدية لتفعيل الكليات الجوية والبرية والبحرية، وذلك في إطار خطة شاملة لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية وتأهيل الكوادر فيها. وأضاف: "هناك نجاحات كبيرة في تحقيق علاقات متوازنة مع دول الجوار ومع دول أخرى"، مؤكداً أن هذه العلاقات تعود بالفائدة على الشعب السوري، وتعكس انفتاحاً حذراً على بيئة إقليمية متغيرة. وختم: "نشكر السوريين وذوي الشهداء والجرحى على ما قدموا وضحوا في سبيل إحقاق الحق وإسقاط النظام البائد".

Read Entire Article