ARTICLE AD BOX
بعد تزايد الحديث عن إمكانية تسليم المخيّمات التي تضمّ عائلات مقاتلي "داعش"، فضلاً عن مراكز احتجاز عناصر التنظيم، للحكومة السورية، زار وفد حكومي سوري، اليوم السبت، مخيّم الهول شمال شرقي سورية، برفقة مسؤولين من قوات التحالف الدولي.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الوفد الحكومي أجرى مباحثات مع إدارة مخيّم الهول للتنسيق بهدف إخراج العائلات السورية من المخيّم، وحول وضع اللاجئين في مخيّمات شمال شرق سورية عموماً، إذ اطلع الوفد على وضع المخيّم وجنسية القاطنين فيه من السوريين والعراقيين والجنسيات الأخرى والعوائق التي تواجه عملية إخراج السوريين من المخيّم، في ضوء الأوضاع الإنسانية الصعبة نتيجة تراجع دعم المنظمات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وشملت الزيارة أيضاً بعض مراكز الاحتجاز والسجون التي تضمّ عناصر من تنظيم داعش.
وضم وفد الحكومة السورية مسؤولين من وزارتَي الخارجية والداخلية ومسؤولي الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، ورافق مسؤولون مدنيون من الخارجية الأميركية وقوات التحالف الوفدَ الحكومي. ووفق المصادر، فإن الزيارة تأتي في إطار الاتفاق الذي جرى بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي في مارس/ آذار الفائت.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، طلب من الشرع خلال لقائهما مؤخراً في الرياض تولي مسؤولية مراكز الاحتجاز التي تضمّ مقاتلي "داعش" وتخضع لسيطرة قوات "قسد". وأواخر إبريل/ نيسان الماضي، غادرت عشرات العائلات السورية مخيّم الهول باتجاه مناطق سكناهم الأصلية في دير الزور، في أول خطوة من نوعها بعد سقوط نظام الأسد. وتقول "قسد" إنها تحتجز ما بين 9 و10 آلاف مقاتل من التنظيم في سجون عدّة، ونحو 40 ألفاً من أفراد عائلاتهم في عدد من المخيّمات شمال شرقي سورية، أبرزها مخيّم الهول.
قبوات: إنهاء مشهد اللجوء
من جهة أخرى، قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية هند قبوات، إنّ الحكومة تعمل على إنهاء مشهد اللجوء والمخيّمات في سورية كلياً، مؤكدة ضرورة عودة كل اللاجئين إلى "حياة كريمة داخل وطنهم، بعيداً عن الاعتماد على الخيام أو المساعدات الإغاثية".
وشدّدت قبوات، في تصريح لوكالة الأناضول التركية، خلال مشاركتها في المنتدى الدولي للعائلة الذي استضافته مدينة إسطنبول، على أهمية إعادة إحياء مفهوم العائلة في المجتمع السوري، قائلة: "يجب ألّا ننسى أن العائلات السورية قد تشتت وانتشرت في أنحاء العالم، واليوم حان وقت استعادة هذا الرابط".
وأضافت: "في وزارتنا، لا نريد سلالاً غذائية ولا خياماً، ولا نريد رؤية مخيّمات ولا لاجئين، بل نريد عودة الجميع إلى حياة كريمة داخل وطنهم، ورفع العقوبات هو المفتاح لتحقيق ذلك. بدأنا برامج قوية لإعادة اللاجئين، وعمل برامج حماية يستطيع الشعب السوري من خلالها العيش بكرامة، ونعيد العائلة التي نحلم بها".
وتعيش آلاف العائلات في مخيّمات ومراكز احتجاز شمال شرق سورية، الواقعة في مناطق خاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية، لا سيّما في مخيّم الهول وكذلك مخيّم روج الواقعَين جنوبي محافظة الحسكة، أوضاعاً بالغة السوء، إذ إنّ الظروف المعيشية قاسية وسط تراجع الاستجابة الإنسانية وضعف الخدمات الأساسية. وقد نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً شاملاً حول هذه القضية، أمس الثلاثاء، شدّدت فيه على وجوب أن تشكّل "الفوضى الناجمة عن التقليص العشوائي للتمويل الأميركي حافزاً عاجلاً لتخفيض عدد الأشخاص المحتجزين تعسفياً ولأجل غير مسمّى في شمال شرق سورية"، على خلفية علاقتهم بتنظيم داعش.
