وليد الكرتي مايسترو النهائيات وصانع الأمجاد في القارة السمراء

تُوِّج الدولي المغربي، وليد الكرتي (30 عاماً)، بلقب دوري أبطال أفريقيا برفقة ناديه المصري بيراميدز، بعد التفوق على ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي في مجموع مباراتي النهائي (1‪-‬1 في الذهاب و1‪-‬2 في الإياب). ولعب الكرتي دوراً حاسماً في تتويج فريقه، كما اعتاد في تجاربه السابقة، ليُرسّخ مكانته "مايسترو النهائيات" وصانع المجد في القارة السمراء، والاسم الأبرز في المواعيد الكبرى أينما حلّ.

وكان لهدف وليد الكرتي في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا 2025، على أرضية ملعب "لوفتوس فيرسفيلد"، أثر بالغ الأهمية، إذ عدّل الكفة أمام ماميلودي صن داونز بنتيجة (1-1)، مانحاً بيراميدز أفضلية ثمينة بهدف خارج الأرض. هذا التعادل أعطى الفريق دفعة معنوية قوية وثقة كبيرة قبل مواجهة الإياب، أمس الأحد، في ملعب الدفاع الجوي، حينها حسم الثنائي مايلي وأحمد سامي الأمور بهدفين رائعين، ليقودا النادي المصري لتحقيق إنجاز تاريخي. وهكذا، كتب الكرتي اسمه مجدداً في سجلات المجد، واضعاً بصمته في رحلة التتويج.

وحسم وليد الكرتي لقب دوري أبطال أفريقيا 2017 لصالح ناديه السابق، الوداد البيضاوي، حين سجّل هدف التتويج في مواجهة الإياب أمام الأهلي المصري، على أرضية ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء. وجاء الهدف الحاسم عند الدقيقة الـ69، ليمنح فريقه الفوز بمجموع المباراتين، بعد تعادل الذهاب (1-1) على ملعب برج العرب في الإسكندرية. ومن تلك اللحظة، بدأت قصة لاعب وسط لا يكتفي بأدواره الدفاعية، بل يظهر في الأوقات الحاسمة ليؤدي دور البطل الهجومي حين يُنادى إليه.

وعاد وليد الكرتي ليظهر في مشهد نهائي جديد، وهذه المرة في نهائي دوري أبطال أفريقيا 2019، بعدما سجّل هدفاً في لقاء الإياب أمام الترجي التونسي، إلا أن الحكم رفض احتسابه بداعي التسلل، ما أشعل فتيل الاحتجاج داخل صفوف الوداد. وعلى إثر القرار، انسحب لاعبو الفريق المغربي من المباراة، في مشهد أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية. وفي النهاية، قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم احتساب نتيجة الذهاب، التي انتهت بالتعادل (1-1) في المغرب، ومنح اللقب للنادي التونسي، في واحدة من أكثر النهائيات إثارة للجدل في تاريخ البطولة.

ولا تزال أمام الكرتي فُرص واسعة للتألُّق، خصوصاً أنه يعيش واحدة من أفضل فترات مسيرته الكروية، فهو عنصر أساسي في مشروع واعد مع ناديه المصري، الذي اعتلى في زمن قياسي عرش القارة بتحقيق دوري أبطال أفريقيا، وتزداد آماله مع احتمالية دخوله قائمة المنتخب المغربي المشاركة في بطولة أمم أفريقيا 2025، ما يُشكّل حافزاً إضافياً لمواصلة البروز والتألُّق.