يحتاج 15 مليار شجرة.. العراق في سباق مع التصحر ومناشير أمانة بغداد!

6 hours ago 4
ARTICLE AD BOX

محمد العبيدي/ المدى
على الرغم من مرور نهري دجلة والفرات في أراضيه، يجد العراق نفسه اليوم من بين الدول الأكثر عرضة للتصحر وتراجع الغطاء النباتي، فيما تتعالى الدعوات لزراعة مليارات الأشجار لمواجهة آثار التغيرات المناخية المتسارعة.
وبحسب بيان صدر عن "مرصد العراق الأخضر"، فإن البلاد بحاجة إلى زراعة أكثر من 15 مليار شجرة خلال السنوات المقبلة، من أجل تقليل نسبة التصحر وتخفيف درجات الحرارة المتطرفة.
المرصد اعتبر أن خطوات أمانة بغداد الأخيرة، ولا سيما في منطقة اليرموك، تندرج ضمن "إجراءات تؤخر الوصول إلى الهدف البيئي الذي يحتاجه العراق لمواجهة تداعيات التغير المناخي".
وأشار المرصد إلى أن "عمليات اجتثاث الأشجار بحجة تطوير الطرق سبق أن تكررت في أكثر من موقع بالعاصمة، منها قرب جسر الصرافية والعطيفية، مع وعود بتعويضها، إلا أن الأشجار الجديدة تحتاج إلى سنوات طويلة لتؤدي الدور المناخي والبيئي الذي كانت تقوم به الأشجار القديمة".
كارثة بيئية وزراعية
بدوره، حذّر عضو لجنة الزراعة والمياه في البرلمان، ثائر الجبوري، من تفاقم أزمة التصحر وقطع الأشجار في العراق، معتبرًا أن ما يشهده البلد من تجريف للأراضي الزراعية وتحويلها إلى مناطق سكنية يعد "كارثة بيئية وزراعية" تهدد مستقبل الأمن الغذائي والبيئي على حد سواء. وقال الجبوري لـ(المدى)، إن "العراق كان يمتلك سابقًا نحو 32 مليون دونم من الأراضي المزروعة، فيما لم يتبقَ اليوم سوى 18 مليون دونم فقط، نتيجة التوسع العمراني العشوائي وتجريف البساتين". وأضاف أن "ما يحدث اليوم هو تآكل واضح في الرقعة الخضراء، ونحن مقبلون على كارثة زراعية مع تزايد أعداد السكان ونقص الإنتاج المحلي، وهو ما سيؤثر بشكل مباشر على البيئة وصحة المواطنين، فضلًا عن فقدان المساحات الخضراء الضرورية لتوازن الحياة الحضرية". وانتقد الجبوري ما وصفه بـ(استغلال النفوذ) من بعض الجهات المتنفذة التي تقوم بشراء الأراضي الزراعية المحيطة بالمدن بأسعار مرتفعة، ثم تسعى لتحويل جنسها إلى أراضٍ سكنية بطرق ملتوية.
وبحسب تقارير رسمية، فإن العراق فقد مساحات شاسعة من أراضيه الزراعية، حيث تشير بيانات وزارة التخطيط إلى أن نسبة الأراضي المتصحرة أو المهددة بالتصحر تجاوزت 50% من مساحة البلاد، وهو ما ينعكس مباشرةً على الأمن الغذائي والتنوع الحيوي.
ويذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن العراق يعد من بين خمسة بلدان هي الأكثر تضرراً من ظواهر التغير المناخي، ومنها ارتفاع درجات الحرارة، وشحة الأمطار، وزيادة موجات الغبار.
تحد مزدوج
ويقول الخبير الزراعي والبيئي تحسين الموسوي، إن "العراق أمام تحدٍ مزدوج؛ الأول يتعلق بضرورة استعادة الحزام الأخضر في المدن الكبرى مثل بغداد، والثاني يتصل بضرورة تنفيذ مشاريع تشجير واسعة في المناطق المتصحرة".
وأوضح الموسوي في حديثه لـ(المدى) أن "إزالة أشجار معمرة في مواقع ذات كثافة سكانية عالية يضاعف من أضرار التغيرات المناخية على مستوى الأحياء السكنية ويقلل من نسبة الأوكسجين وظل الشوارع".
وبيّن أن "الحزام الأخضر كان يشكل في بغداد على وجه الخصوص حاجزاً طبيعياً أمام الغبار والرياح الساخنة، ويقلل من تأثير موجات الحرارة، إلا أن التراجع في المساحات المزروعة حول العاصمة ساهم في زيادة معدلات التصحر المحلي".
من جانبها، تؤكد أمانة بغداد أن حملات إزالة الأشجار تستهدف الأشجار المريضة أو المتهالكة فقط، مع الالتزام بزراعة بدائل مناسبة ضمن برامج التطوير البيئي، لكن مختصين في مجال الغابات يرون أن الأشجار المعمرة يصعب تعويضها على المدى القصير، ويحتاج الأمر إلى سياسة زراعية مستقرة.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن الحملات الحكومية لزراعة الأشجار ما تزال محدودة مقارنةً بالحاجة الفعلية، إذ تتحدث الخطط عن زراعة خمسة ملايين شجرة في عموم البلاد، وهو رقم أقل بكثير من المستهدف، وفق مختصين.
وبحسب دراسات بيئية، فقد ساهم غياب الحزام الأخضر في بغداد بزيادة العواصف الترابية التي ضربت العاصمة بمتوسط 272 يوماً مغبراً سنوياً خلال السنوات الماضية، مقارنة بـ 24 يوماً فقط في سبعينيات القرن الماضي.
وتؤشر أرقام وزارة الموارد المائية، إلى انخفاض الخزين الاستراتيجي للعراق هذا العام، إلى أقل من 10 مليارات متر مكعب، وهو الأدنى منذ عقود، ما يزيد من صعوبة تأمين المياه اللازمة لري الأحزمة الخضراء ومشاريع التشجير.

The post يحتاج 15 مليار شجرة.. العراق في سباق مع التصحر ومناشير أمانة بغداد! appeared first on جريدة المدى.

Read Entire Article