ARTICLE AD BOX
افتُتحت، السبت الماضي، في صالة "المركز للفنون المعاصرة" بالقدس المحتلّة، الدورة السادسة من معرض "يُعاد"، التي تستمر حتى الحادي والعشرين من يونيو/حزيران، جامعة أعمالاً مختارة لمتخرّجي كليات الفنون والتصميم في فلسطين. ويشارك في هذه الدورة فنانون وفنانات من مختلف المناطق، وهُم: أصالة حسن وأمل بتريس وبهاء أبو حسين وجنان زغاري وروان جولاني ورنا خطيب ورغد سواعد وليان شرقية وماريا نعوم ومحمد قويدر وموران دعقة، تحت إشراف القيّم الفنّي حنّا قبطي.
منذ انطلاقته الأولى عام 2019، رسّخ معرض "يُعاد" مكانته محطةً سنويةً للفن المعاصر في فلسطين، خاصة في القدس والأراضي المحتلة عام 1948، مشكّلاً مساحة حيوية لظهور الأصوات الشابة. يتتبّع المعرض هذه التحوّلات من خلال ما يقدّمه الفنانون من تجارب بصرية تعبّر عن موضوعات مثل الهوية والانتماء والذاكرة، في مقابل أنظمة السلطة والسيطرة. الأعمال المعروضة تتنوّع بين التصوير الفوتوغرافي والفيديو آرت والنحت والإنشاءات التركيبية.
تميزت كل دورة من دورات المعرض السابقة بتناولها محاور جديدة تنبع من اللحظة الاجتماعية والسياسية التي نُظّمت فيها. ففي دورته الثالثة على سبيل المثال، ظهرت أعمال تناولت الجسد أرضيةَ اشتباك، سواء في بعده السياسي أو الشخصي، بينما شهدت الدورة الرابعة استحضار موضوع الذاكرة، لا سيّما في ظل تصاعد محاولات محو الأماكن والسرديات التاريخية من الفضاء العام.
أمّا هذه الدورة، فتنعقد في ظلّ إبادة صهيونية مستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتقاطع فيها الرقابة الرسمية والقيود على الحريات مع أسئلة حول حدود التعبير ومسؤوليات الفن في أزمنة الصراع. لا تفصل الأعمال المعروضة بين الجمالي والسياسي، بل توظّف الجماليات بوصفها مدخلاً لمساءلة البُنى السياسية والاجتماعية، وطرح أسئلة وجودية تتعلق بالهوية وحرية القول واستحقاقات الذاكرة.
بهذا، يغدو معرض "يُعاد" مشروعاً تراكمّياً يرصد عبر السنوات ملامح جيلٍ يتشكل في فضاء فلسطيني محتلّ، ويبحث عن أدوات جديدة للقول والتعبير. كما يطرح إمكانيات للانفتاح، ويؤكد أن للفن دوراً أساسياً، ليس فقط في توثيق الراهن، بل في إعادة تخيّله من جديد.
