ARTICLE AD BOX

<p>ودع ترمب الخليج بعد جولة حافلة ستبقى آثارها لوقت طويل (واس)</p>
خلال زيارته الأخيرة السعودية وقطر والإمارات قدم الرئيس الأميركي دونالد ترمب سلسلة من اللحظات اللافتة التي جمعت بين الدبلوماسية العفوية والتصريحات الشخصية المثيرة للجدل. يسلط هذا التقرير الضوء على 10 مواقف غير عادية، تراوح ما بين الرمزية الثقافية والتعليقات الدراماتيكية، وبعض ردود فعل الجمهور والإعلام حول الخلفيات التي رافقتها.
"شبح بايدن" وغزة يطاردان ترمب
في خطابه أمام قادة مجلس التعاون الخليجي بالرياض وأمام ولي العهد السعودي وكذلك بين الجنود الأميركيين في قطر، أثار ترمب دهشة الحاضرين بتكراره ذكر الرئيس السابق جو بايدن، على رغم انتهاء ولايته في يناير (كانون الثاني) 2025. في مثل قوله "بايدن لم يكن ليحقق صفقاتنا الضخمة، كان سيترك العقوبات على سوريا إلى الأبد!"، مضيفاً في مقابلة مع "فوكس نيوز"، "بايدن لم يفهم الخليج، أنا من يصنع التاريخ"، مما عكس حجم نقمته على سلفه الذي لم يتردد في وصفه أثناء الزيارة أيضاً بالذي سرق منه الانتخابات وألقى عليه مسؤولية كل الأحداث السيئة في العالم من انسحاب أميركا من أفغانستان إلى حرب أوكرانيا حتى السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. سخر بعض المتابعين من هذا الاندفاع باعتبار "ترمب يقاتل خيال بايدن!"، بينما دافع مؤيدوه على السوشيال ميديا بأنه محق في "إبراز تفوقه"، بينما وصفت "CNN" الحديث بأنه "هوس بالماضي"، مما جعل هذا الموقف يعكس أسلوب ترمب في إثارة النقاش حتى في سياق دبلوماسي، ولم تكن "غزة" أقل مطاردة له، ففي كل الخطابات والمحادثات ظلت حاضرة، في حين كان رد نتنياهو واضحاً في انتهاكاته اليومية.
ترمب يتوج الرئيس السوري نجماً سينمائياً
أثناء مقابلة مع شون هانيتي على "فوكس نيوز" وصف ترمب الرئيس السوري الموقت أحمد الشرع بأنه "رجل وسيم وقوي"، مضيفاً "التقيته في الرياض، يبدو رائعاً ببدلته الغربية"، التصريح أثار موجة من التعليقات، ولا سيما منصة "إكس"، إذ عبر أحد المعلقين بأن "ترمب يحول القمة إلى مسابقة جمال!"، بينما رأى آخرون أنه قلل من جدية اللقاء. وصفت "NBC" الموقف بأنه "لحظة ترمب العفوية"، وأشاد مؤيدوه بصراحته. هذا الوصف الشخصي لزعيم مثير للجدل في سياق جيوسياسي جعل اللحظة لافتة ومثيرة للجدل، لكنه دائماً ما برر اللقاء ووقف العقوبات على سوريا بأنه لم يستطع رفض طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي وصفه بالرجل الذي "لا مثيل له"، ولم يتوقف يثني عليه حتى أمام الزعماء الآخرين، مما أظهر حجم تقديره الصداقة مع السعودية التي قال إنها لن تنكسر أبداً. وهو ما فسره رئيس هيئة الصحافيين السعوديين عضوان الأحمري بأنه يعكس تقدير الرئيس الأميركي لوفاء القيادة السعودية له حتى وهو لم يفز في انتخابات 2020 خلافاً لكثير من الزعماء والسياسيين، الذي أظهروا الشماتة به والضغينة ضده.
"قصر السماء" يحيط الزيارة بالجدل والحرج
أهدت قطر ترمب طائرة بوينغ 747-8 فاخرة، يطلق عليها "قصر السماء" لشدة فخامتها بقيمة 400 مليون دولار كإير فورس وان الرئاسية، أعجب ترمب بها، قائلاً لـ"فوكس نيوز"، "طائرة رائعة، سأستخدمها ثم أضعها في مكتبتي الرئاسية!". الهدية أثارت جدلاً على مواقع التواصل، إذ اتهم معارضون الهدية بأنها "رشوة"، بينما دافع آخرون بأنها "لفتة ذكية"، ووصفت "NPR" القضية بأنها "أخلاقية وسياسية"، وحتى بعض مؤيدي " MAGA" الترمبية انتقدوها بوصفها "غير وطنية"، رد ترمب المرح جعل هذه اللحظة من أبرز محطات الزيارة.
لكن محللاً سياسياً خليجياً طلب عدم ذكر اسمه ذكر لـ"اندبندنت عربية" أن الخطوة القطرية كانت محرجة للرئيس أكثر منها بادرة لإظهار الامتنان، قائلاً "لكني لا أستطيع تجاهل أنها تصرف ذكي على الطريقة القطرية، أرادوا بها ضمان أن يظلوا عنواناً لافتاً في الزيارة لا يسع الإعلام تجاهله، وهذا ما حدث". بيد أنه بالنظر إلى الهدايا بين الزعماء لم تكن الطائرة أغربها، حتى وإن ظلت أثمنها في العقود الأخيرة. اللافت أن ترمب على رغم ذلك لم يتورع عن إحراج قطر في بعض تصريحاته أمام الجنود الأميركيين وهو يقول إن "على إيران أن تشكر أمير قطر لأنه طلب مني شخصياً ألا أوجه لها الضربة، إنهم محظوظون به". وذلك في وقت ظلت فيه العلاقة بين دول الخليج وإيران عبر التاريخ محل حساسية وجدل مع تعدد فصولها بين المد والجزر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المقاتلات السعودية ترسم فوق الرياض مشهداً هوليوودياً
عند وصول ترمب أجواء الرياض، رافقت مقاتلات سعودية "إير فورس وان" الرئاسية في عرض جوي مذهل، لا بد من أنه أثار إعجاب ترمب الذي أظهر حفاوة بالغة وردود فعل لافتة لمضيفيه السعوديين، رداً على استقبالهم المثير من الجو إلى كل لحظات وجوده في البلاد حتى دقائق وداعه. انتشرت مقاطع الفيديو على السوشيال ميديا مع تعليقات مثل "مشهد سينمائي!" وأشادت "CNBC" الأميركية بالعرض كـ"رسالة قوية عن التحالف". الجمهور السعودي تفاخر بالتنظيم، بينما علق بعضهم بإعجاب مشوب بسخرية بأن "السعودية تحولت إلى هوليوود!" مما جعل هذا المشهد البصري من أكثر اللحظات تأثيراً في الزيارة، إلا أنه لم يكن الوحيد.
"رقصة السيف" تغيب عن 2025 وتثير الحنين
في زيارة 2017، شارك ترمب في رقصة العرضة السعودية مع الملك سلمان، وهو مشهد أيقوني ظل عالقاً في أذهان المهتمين ومرتبطاً بالزيارة السابقة. في 2025 لم يكرر هذا الحدث ضمن الجدول، إذ كان التركيز على الصفقات الاقتصادية وجداول القمم المتعاقبة مع زعماء الخليج وسوريا. تساءل بعض المتابعين "أين رقصة السيف؟ كنا ننتظر الرقص!"، بينما رأى آخرون أن الزيارة أصبحت "أكثر جدية"، أشارت "Business Insider" إلى أن 2025 كانت "أقل مرحاً"، بينما ركز الإعلام السعودي على الإنجازات الاقتصادية. غياب هذه اللحظة الثقافية أضاف بعداً، أبقى لكل زيارة طابعها الخاص، فقد اعتادت الرياض تنظيم القمم إثر الأخرى من دون ملل أو تكرار. ففي زيارة هذا العام كانت الموسيقى حاضرة كذلك والفلكلور، فقد كانت أغنيات ترمب المفضلة مثل "God Bless the U.S.A" بين فواصل المناسبة الخطابية التي أقيمت على شرفه في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، الذي أظهر فيه ترمب ابتهاجاً مؤثراً، ألهب عواطف العرب والسعوديين بصورة نادرة المثال. وما إن انتهى حتى انتقل إلى الدرعية التاريخية مهد الدولة السعودية الأولى قبل ثلاثة قرون، حيث وجد فرقة سعودية تحييه بأهازيجها التقليدية ذات الجذور العميقة في الجزيرة العربية وتقاليد ضيافتها العريقة.
سر التصفيق الحار وكواليس "رفع العقوبات"
خلال خطابه في منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي بالرياض تفاخر ترمب لاحقاً بأن حديثه تلقى "تصفيقاً تاريخياً لم أره من قبل"، قبل أن يضيف ممازحاً "كدت أوقفهم لأكمل". وجاء التصفيق الذي بدا في لحظته الأولى أنه أثار دهشة ترمب، بعد إعلانه رفع العقوبات عن سوريا بعدما طلب منه ذلك ولي العهد، قائلاً "ماذا يسعني أن أفعل، لم أكن لأرفض له أي طلب". أعقب ذلك انفجار دوي تصفيق وخليط من الامتنان والفخر بين أوساط السعوديين والسوريين والعرب، أكثره موجه إلى السعودية التي سخرت كل ثقلها في سبيل إنهاء معاناة سوريا التي كانت معاناتها على كثرة أزمات المنطقة غير مسبوقة في تاريخ الشرق الأوسط، إذ هجر أكثر من نصف سكانها وقتل نظام بشار الأسد بأبشع الصور نحو 500 ألف من مواطنيها، لكن التصفيق وقع في نفس ترمب موقعاً عزيزاً، حتى ظل يفاخر به في جولته الخليجية حتى بعد نهاية زيارته الرياض.
لقاء يجمع سمو #ولي_العهد والرئيس الأمريكي والرئيس السوري.#واس pic.twitter.com/2Xi9GCfEJj
— واس الأخبار الملكية (@spagov) May 14, 2025وروى ترمب القصة الكاملة في مقابلة مع "فوكس نيوز" أجريت معه أثناء الزيارة، مؤكداً أنه رفع العقوبات عن سوريا بطلب من ولي العهد السعودي، الذي وصفه بأنه "ابن ملك رائع"، وأضاف "هذا الملك أيضاً صديق لي، وهو بكامل تركيزه وذكائه بنسبة 100 في المئة، رجل عظيم... ولديه ابن رائع، هو ولي العهد، ويحمل ألقاباً عدة، منها رئيس الوزراء وولي العهد. وهو يقوم بعمل ممتاز في إدارة الأمور". وأوضح أن ولي العهد اتصل به ذات مرة وقال له "هل يمكنك أن تقدم لي خدمة؟ بل أن تقدم خدمة للعالم؟ هل يمكنك رفع العقوبات عن سوريا؟"، موضحاً أن العقوبات كانت خانقة لسوريا وتحول دون تحقيق أي تقدم. وقال ترمب "بصراحة، لم أكن قد فكرت بالأمر كثيراً، لكنه تحدث معي بطريقة تظهر طيبة قلبه، وقال هم لن ينجحوا تحت وطأة هذه العقوبات... فقلت له: دعنا نعطهم فرصة"، وتابع "التقيت القائد الجديد، رجل شاب ووسيم بالمناسبة. قلت له: لديك ماض صعب، ولكن، عندما تفكر بالأمر، فهل ستضع منشداً في فرقة كورال (Choir boy) بهذا الموقع الصعب؟ فالوضع هناك صعب، والبيئة قاسية، كما يقولون: إنها منطقة صعبة، لكنني رأيت فيه شخصاً مميزاً، وكان ممتناً جداً لقرار رفع العقوبات، لأنه كان يعلم أنهم لن ينجحوا من دون ذلك".
ربطة العنق البنفسجية تشعل التكهنات
عند وصوله إلى الرياض، لفتت ربطة عنق ترمب البنفسجية الانتباه لتطابقها مع السجاد البنفسجي في مراسم الاستقبال. علق مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بأنها "ربطة تحمل رسالة دبلوماسية"، وتساءل آخرون "هل اختارها للسجاد؟" أشارت "Business Insider" إلى أن اللون يرمز للترحيب السعودي، ورأى الجمهور السعودي فيها لفتة احترام. اعتبرها بعضهم صدفة طريفة. هذا التفصيل البسيط تحول إلى رمزية أثارت النقاش، ولا سيما لدى الباحثين في ما بين السطور وما خلف رموز الزيارة، أمثال الكاتب السعودي مشاري الذايدي الذي خصص لها مقالة في عموده في "الشرق الأوسط" اللندنية توجه بعنوان لإحدى قصائد العرب الأولى (المعلقات) قبل مئات السنين التي ينوه فيها الشاعر بـ"اليمامة" التي أطلق على القصر الذي شهد استقبال ترمب اسمها منذ عقود. وهي الأرض التي كانت "الخزامى" بلونها البنفسجي زهرتها وعطرها الخالد.
موكب "الإبل" يثير فضول رئيس ناطحات السحاب
في الدوحة، أشاد ترمب بالإبل في موكب الاستقبال، قائلاً لأمير قطر "لم أر إبلاً مثل هذه منذ زمن، شكراً على العرض". ولم يكن الرئيس الذي اشتهرت شركته العقارية العملاقة ببناء ناطحات السحاب في أميركا وحول العالم، في حاجة إلى إظهار أنه لا يعرف الإبل، لكن شخصيته التي تحاول صناعة الطرفة من أي شيء جعله يبدي بعض الاستغراب، حتى وإن كان المشهد مألوفاً بعض الشيء بالنظر إلى معرفته لعقود بالخليج، حيث تعتبر "الإبل" والصحراء علامة فارقة متصلة بالمنطقة يعرفها كل من سمع عنها، فضلاً عن صديقها المثير للجدل، فهي حيوان الخليج مثلما أن "البقر" حيوان أميركا، التي لا يزال لقب الكاوبوي أو "رعاة البقر" تراه محل فخر وأصالة، خلدته في أعمالها السينمائية.
مقابلة أبوظبي تكشف عن مؤامرة اغتيال مزعوم!
في مقابلة مع "فوكس نيوز" في أبوظبي، اتهم ترمب مسؤولاً سابقاً في إدارة بايدن، من دون تسميته، بالتهديد باغتياله، قائلاً "تلقيت تهديدات من أشخاص كبار، يريدونني خارج الصورة!" الاتهام الصادم أثار جدلاً على المنصات، إذ كتب المعارضون "ترمب يختلق الدراما!" بينما قال مؤيدون "يكشف مؤامرات الدولة العميقة!" ووصفت "CNN" الادعاء بأنه "خطر وبلا دليل"، مطالبة بتحقيق.
ومع أن المقابلة كانت في الخليج والمتهم في أميركا، إلا أن الأكثر إثارة للجدل أنه شخص من الدائرة الأمنية الضيقة التي يفترض بها أن تكون الحامية لغير الرئيس فكيف بزعيم البلاد الأهم.
ويشير ترمب باتهامه هذا إلى المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI"، جيمس كومي، الذي نشر رسالة مشفرة فهمها الرئيس على أنها تدعو إلى اغتياله!
وكان كومي نشر على "إنستغرام" محتوى، تظهر فيه أصداف بحرية مرتبة لتشكيل الرقم "8647" حسب الإعلام الأميركي. وأوضح ترمب أن الرقم "86" يستخدم في اللغة العامية بمعنى "التخلص" أو "قتل"، بينما يشير الرقم "47" إلى ترتيب ترمب كرئيس الولايات المتحدة الـ47، وقال ترمب "لم يكن كفؤاً جداً، لكنه كان كفؤاً بما يكفي ليعرف ما يعنيه ذلك، وقد فعل ذلك لسبب وجيه".
في وقت لاحق اعتذر كومي قائلاً "لم أكن أدرك أن بعض الناس يربطون هذه الأرقام بالعنف. لم يخطر ببالي ذلك قط، لكنني أعارض العنف بجميع أشكاله، لذا حذفت المنشور".
لكن ترمب وفقاً لـ"فوكس" غير مقتنع بذلك، إذ أكد أن جيمس كان يعلم تماماً ما يعنيه ذلك "حتى الطفل يعرف ما يعنيه ذلك. إذا كنت مديراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي، ولا تعرف ما يعنيه ذلك، فهذا يعني اغتيالاً، وهذا واضح جلي".
This!!! https://t.co/wfeRlP6JsN
— Donald Trump Jr. (@DonaldJTrumpJr) May 17, 2025فاصل فني مع "تايلور" ختام ساخن
في ختام زيارته المنطقة، نشر ترمب على Truth Social هجوماً على تايلور سويفت، قائلاً، "تايلور لا تفهم صفقاتنا الكبرى، مشغولة بأغانيها التافهة!" الهجوم المفاجئ أثار ردود فعل متباينة. معجبو سويفت أطلقوا حملة على منصة "إكس"، مؤكدين أن "ترمب يهاجم تايلور لأنها أقوى"، فيما وصفته وسائل إعلام عربية بأنه "محاولة لجذب الانتباه"، بينما رأى مؤيدوه أنه دفاع عن قيمه، لكن "نيويورك تايمز" حذرته من تأثير هجومه المتكرر ضد النجمة الصاعدة على شعبيته بين الشباب، مما جعل هذا الموقف لافتاً.