الفيب في العراق: بين فوائده الصحية ومحاربته من أباطرة التبغ المدعومين حكوميًا

5 days ago 190
ARTICLE AD BOX

الفيب في العراق: بين فوائده الصحية ومحاربته من أباطرة التبغ المدعومين حكوميًا

في الوقت الذي تتجه فيه العديد من دول العالم نحو بدائل أقل ضررًا للتدخين التقليدي، مثل السجائر الإلكترونية (الفيب)، يشهد العراق مقاومة شرسة لهذا التحول من قبل تجار التبغ التقليدي، الذين يجنون أرباحًا طائلة من تجارة السجائر بدعم حكومي مباشر أو غير مباشر. هذه المعركة الخفية بين الصحة والمصلحة تُلقي بظلالها على ملايين المدخنين العراقيين الباحثين عن بدائل أكثر أمانًا، وسط حملات تشويه ممنهجة ضد الفيب.


ما هو الفيب ولماذا يُعد بديلاً أفضل؟

الفيب أو السجائر الإلكترونية هو جهاز يعمل على تسخين سائل يحتوي على نسبة متفاوتة من النيكوتين، لإنتاج بخار يُستنشَق بدلاً من الدخان الناتج عن احتراق التبغ. وبحسب دراسات طبية، فإن الفيب:

  • يحتوي على مواد كيميائية أقل ضررًا مقارنة بالسجائر.

  • يقلل من استنشاق القطران والمواد المسرطنة.

  • يتيح للمدخنين التحكم في جرعة النيكوتين، مما يساعد البعض على الإقلاع التدريجي.

  • لا يترك رائحة كريهة كالتي تخلفها السجائر التقليدية.

  • لا ينتج عنه دخان سلبي يضر المحيطين.

في بلدان مثل بريطانيا ونيوزيلندا، يُستخدم الفيب ضمن برامج الإقلاع عن التدخين بإشراف صحي رسمي، لما له من دور إيجابي في تقليل الأمراض المرتبطة بالتبغ.


الفيب في العراق... نمو شعبي ومحاربة ممنهجة

رغم الانتشار المتزايد للفيب في العراق، خاصة بين الشباب، يواجه هذا الخيار حملة تشويه وتحجيم شرسة من لوبيات التبغ التقليدي، المدعومة غالبًا بعلاقات معقدة مع الجهات الحكومية أو الفاعلين في قطاع الضرائب والجمارك.

أبرز صور هذه المحاربة:

  • فرض ضرائب ورسوم مضاعفة على مستلزمات الفيب، رغم أنه وسيلة للحد من أضرار التبغ.

  • حظر بيعه في بعض المناطق أو تقييد المتاجر التي توفره، دون سند قانوني واضح.

  • نشر شائعات طبية غير دقيقة حول أضراره دون استناد لدراسات علمية محايدة.

  • منع أو مضايقة حملات التوعية التي تروج للفيب كوسيلة تقليل الضرر.


دعم حكومي غير مباشر للسجائر التقليدية؟

رغم التدهور الصحي في العراق وانتشار أمراض القلب والرئة المرتبطة بالتدخين، لا تزال السجائر التقليدية تُباع بحرية مطلقة وبأسعار زهيدة نسبيًا، دون وجود تحذيرات فعالة أو حملات إقلاع وطنية.
ويذهب مراقبون إلى أن هناك مصلحة مالية مزدوجة تقف وراء هذا التراخي:

  • أرباح ضخمة تعود إلى شركات التبغ وتجار الجملة المرتبطين بنفوذ سياسي.

  • عوائد جمركية وضرائب ترفد الخزينة من تجارة التبغ، مما يجعل الحكومة تتردد في دعم البدائل الصحية.


صوت المدخنين العراقيين: نريد الخيار الآمن

في ظل غياب برامج وطنية فعالة للإقلاع عن التدخين، يرى كثير من العراقيين أن الفيب هو الخيار الواقعي الوحيد لتقليل الضرر دون خوض معركة قاسية مع الإدمان.
ومع ذلك، يواجهون تضييقًا وحملات ترهيب إعلامية، ما يدفع البعض للعودة مجددًا إلى التبغ القاتل.


ما يطالب به المستخدمون والداعمون للصحة:

  • اعتراف رسمي بالفيب كوسيلة لتقليل الضرر.

  • إعفاء نسبي من الضرائب لمستلزمات الفيب أسوة بالدول التي تدعمه في برامج الإقلاع.

  • نشر التوعية الصحية القائمة على الأدلة بدلاً من حملات الشيطنة.

  • محاسبة المحتكرين الذين يعطلون إدخال منتجات الفيب أو يرفعون أسعارها بطريقة احتكارية.


الخلاصة

المعركة بين الفيب والتبغ في العراق ليست مجرد صراع بين منتجين، بل هي معركة بين الوعي والمصلحة، بين الصحة والربح.
ومع ازدياد عدد العراقيين الباحثين عن بدائل أقل ضررًا، على الحكومة أن تراجع سياساتها الصحية والاقتصادية، وتضع صحة الناس فوق مكاسب التجار.

إذا كانت دول كبرى قد اعترفت بالفيب كأداة تقلل الأذى وتدعمها ضمن أنظمتها الصحية، فهل يستمر العراق في الوقوف مع من يدفع بالناس إلى أمراض مميتة مقابل أرباح فاسدة؟