ARTICLE AD BOX
أعلنت الجمعية الطبية السورية الأميركية (SAMS) أن 14 طبيباً ومتخصصاً من الولايات المتحدة سيقدمون، ضمن بعثة جرى تشكيلها أخيراً، تدريباً متقدماً وإرشاداً مهنياً ورعاية تخصصية نوعية، في إطار الجهود المبذولة لإعادة بناء النظام الصحي السوري. وأوضحت أن البعثة ستعمل في مدن سورية عدة، من بينها دمشق وحلب وحماة، خلال الفترة من 18 إلى 22 مايو/ أيار الجاري.
وأكد رئيس البعثة الدكتور عارف الرفاعي، طبيب العيون والرئيس المنتخب للجمعية الذي سيتولى منصبه في يوليو/ تموز المقبل، في بيان أصدرته الجمعية اليوم السبت، أن "المهمة خطوة استراتيجية لاستعادة التميز الطبي داخل سورية"، وشدد على أهمية التعليم الطبي وتعزيز قدرة الكوادر المحلية على تقديم رعاية صحية عالية المستوى في بيئة ما بعد الحرب.
وفي الفترة السابقة، ركزت البعثة على تطوير مهارات الكوادر المحلية، وشملت برامجها التدريبية المتقدمة مستشفى حلب الجامعي ومستشفى الرازي، وتضمنت نشاطاتها دورات في التصوير الصوتي الوعائي وإجراءات للرعاية التخصصية قادها الدكتور باسل حجو الرفاعي، المتخصص في طب الأوعية الدموية في ولاية ألاباما. كما نفذت البعثة سلسلة محاضرات واستشارات متخصصة في طب الأعصاب العيني في مستشفى المواساة ومستشفى العيون الجراحي في دمشق، بإشراف فريق رفيع من المتخصصين الأميركيين.
وشهدت حلب ودمشق وإدلب فعّاليات طبية متقدمة في أمراض الجهاز الهضمي، من خلال سلسلة محاضرات قدّمها الطبيبان بيان السليمان ومحمد كامل عبيدين، وركزت على أمراض الكبد والتهابات الكبد الفيروسية "إي" و"بي"، ونقل المهارات إلى الأطباء السوريين.
وعلى الصعيد الأكاديمي، خُصصت جلسات لمراجعة الحالات السريرية لأطباء الباطنية المقيمين، مع تنفيذ جولات يومية على المرضى في مستشفى حلب الجامعي والمستشفى المركزي في إدلب، باشراف الدكتور فيصل عارف الرفاعي من أورلاندو.
وفي مجال طب الأطفال، نظّمت البعثة تدريباً عملياً مكثفاً حول رعاية حديثي الولادة شمل أطباء الأطفال والممرضين والقابلات، بهدف رفع كفاءاتهم في التعامل مع حديثي الولادة وفق أحدث المعايير العالمية. كما اهتمت البعثة بالصحة النفسية واضطرابات النمو العصبي عبر تنظيم ورشة عمل استمرت يومين حول اضطراب طيف التوحد وفرط الحركة وتشتت الانتباه، قدمتها الدكتورة بارعة دردري دواجي، وشملت التدريب على أدوات تشخيصية حديثة. وفي إدلب، واصلت الجمعية تقديم خدمات قلبية تخصصية في مركز الزراعة لأمراض القلب، شملت خدمات كهروفيسيولوجيا القلب والتداخل القلبي، بإشراف أطباء مختصين قدموا من الولايات المتحدة.
وعكس تركيز البعثة على قضايا مثل الصحة النفسية ورعاية حديثي الولادة واضطرابات النمو تطورَ رؤية الجمعية الطبية السورية الأميركية التي باتت تسعى إلى بناء جيل جديد من الكوادر الصحية المؤهلة، إلى جانب الاستجابة للاحتياجات العاجلة. وأشارت الجمعية إلى أنه "بعد 14 عاماً من الصراع، يعاني النظام الصحي السوري من الانهيار والنقص الحاد في الموارد، في حين غادر أكثر من 70% من الكوادر الطبية البلاد، ولا يزال ملايين السوريين محرومين من الرعاية التخصصية".
