ARTICLE AD BOX
طالب وزراء خارجية 22 دولة، من بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا واليابان وأستراليا، اليوم الاثنين، الاحتلال الإسرائيلي بـ"السماح مجدداً بدخول المساعدات بشكل كامل وفوري" إلى غزة تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. وجاء في بيان مشترك صدر عن وزارة الخارجية الألمانية أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية "لا يمكنها دعم" الآلية الجديدة لتسليم المساعدات في غزة التي اعتمدتها تل أبيب. ويأتي ذلك بعدما أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن دخول 5 شاحنات تنقل خصوصا طعاماً للرضع، بعد نحو ثلاثة أشهر من الحصار الإسرائيلي الكامل ومنع دخول الطعام والأدوية وغيرها من الإمدادات إلى قطاع غزة.
كذلك حذر قادة بريطانيا وفرنسا وكندا اليوم من أن دولهم ستتخذ إجراءات إذا لم توقف إسرائيل عدوانها العسكري الذي استأنفته على غزة وترفع القيود المفروضة على المساعدات. وذكر بيان مشترك للدول الثلاث نشرته الحكومة البريطانية "منع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى السكان المدنيين أمر غير مقبول وينتهك القانون الإنساني الدولي". وأضاف البيان "نعارض أي محاولة لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية... ولن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات، بما في ذلك فرض عقوبات محددة الهدف".
وفي وقت سابق اليوم، دخلت خمس شاحنات تحمل مساعدات تشمل طعام أطفال إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وفقا للهيئة المسؤولة عن تنسيق المساعدات إلى غزة بجيش الاحتلال الإسرائيلي (كوجات). ووصفت الأمم المتحدة دخول المساعدات بأنه "تطور مرحب به" لكنها قالت إن هناك حاجة إلى المزيد من المساعدات لمعالجة الأزمة الإنسانية. وكان خبراء الأمن الغذائي قد حذروا الأسبوع الماضي من حدوث مجاعة في غزة. وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق إن قراره استئناف إدخال مساعدات "أساسية" محدودة إلى غزة جاء نتيجة ضغوط من الحلفاء، الذين قالوا إنهم لا يستطيعون دعم الهجوم الإسرائيلي الجديد إذا كانت هناك "صور جوع" تأتي من الأراضي الفلسطينية. وأقرّ بأن الضغوطات الأميركية دفعت دولته إلى السماح بإدخال مساعدات إلى قطاع غزة لأول مرة منذ مارس/آذار الماضي، قائلاً إن إسرائيل "لا يمكنها تحمّل صور المجاعة الجماعية أمام الأميركيين"، وإن إدخال المساعدات الإنسانية جاء بسبب "اقترابنا من الخط الأحمر".
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة توم فليتشر إن الشاحنات القليلة هي "قطرة في المحيط" مما هو مطلوب بشكل عاجل. وأضاف أن أربع شاحنات إضافية من الأمم المتحدة حصلت على تصريح بدخول غزة. وذكرت هيئة (كوجات) الإسرائيلية إن تلك الشاحنات قد تدخل غزة غداً. وأضاف فليتشر أنه نظراً للوضع الفوضوي على الأرض، فإن الأمم المتحدة تتوقع أن يتم نهب أو سرقة المساعدات. وحث الاحتلال الإسرائيلي على فتح معابر متعددة في شمال وجنوب غزة للسماح بتدفق منتظم للمساعدات.
من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم، إن إسرائيل لم تدخل أي مساعدات إلى القطاع منذ نحو 80 يوماً، في ظل حصار خانق وتجويع ممنهج يهدد حياة 2.4 مليون فلسطيني. وأكد المكتب، في بيان، أن "أي مساعدات حقيقية لم تدخل إلى قطاع غزة منذ أكثر من 80 يومًا، في ظل الحصار المحكم والمجاعة المتفاقمة". وأشار إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يُغلق جميع المعابر بشكل كامل، ويمنع إدخال ولو حبة قمح واحدة منذ قرابة ثلاثة أشهر".
ووصف ما يجري بأنه "سياسة تجويع ممنهجة تستهدف 2.4 مليون إنسان أعزل". وأضاف أن "الاحتلال يروّج للسماح بدخول 9 شاحنات فقط محملة بمكملات غذائية للأطفال، وهو ما لا يشكّل سوى 0.02 بالمئة من إجمالي 44 ألف شاحنة كان يفترض دخولها خلال فترة الحصار المستمر منذ 2 مارس/ آذار الماضي". وأشار إلى أن قطاع غزة يحتاج يومياً إلى نحو 500 شاحنة مساعدات، و50 شاحنة وقود، لتلبية الحد الأدنى من احتياجات الفلسطينيين. وحمل المكتب إسرائيل والمجتمع الدولي "المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الإنسانية المتواصلة"، مطالبا بتحرك دولي عاجل لفتح المعابر دون قيود، وإدخال جميع الاحتياجات الإنسانية "قبل فوات الأوان".
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس، الأناضول، العربي الجديد)
