5 ألعاب تدور في الحقبة السوفيتية

شهدت الحقبة السوفييتية واحدة من أكثر الفترات قسوة واضطهادًا في تاريخ أوروبا الشرقية، وربما العالم. ارتبطت هذه الفترة بشكل كبير بالسياسيين الفاسدين وعمليات الإبادة الجماعية والسياسات الشيوعية الضارة. لا زالت العديد من الآثار الباقية من تلك الحقبة، والتي لم تكن بعيدة جدًا في الزمن، قائمة اليوم على شكل عمارة دعائية وأكواد تصميمية.

بفضل الفلسفة الجمالية التي أُطلق عليها “الواقعية الاشتراكية” والتي اشتهرت في عهد لينين، استهدفت الفنون الوصول إلى جذورها العميقة في وسط الجماهير الكادحة الواسعة، ولم تكن مهنة حصرية للمشاهير كما كان الحال في فرنسا ما بعد الحداثة. لا زالت العديد من الألعاب تستلهم من هذا العصر الذي شهد نشاطًا فنيًا مضطربًا، بدرجات متفاوتة.

No One Lives Forever (Series)

تحاكي هذه اللعبة الكلاسيكية من نوع FPS * بأسلوبها الساخر عالم الجواسيس على نهج جيمس بوند، متضمنةً الاغتيالات والمكائد واللهجات الروسية المضحكة. يظهر الشرير الرئيسي في السلسلة: فولكوف، كعميل سوفيتي، وتدور أحداث المهام في مناطق ذات أهمية تاريخية، بما في ذلك مهمة يتعين فيها على البطلة الرئيسية للسلسلة، كيت آرتشر، عبور جدار برلين إلى ألمانيا الشرقية.

رغم أن السلسلة لا تأخذ نفسها على محمل الجد ولا تسعى لتقديم دروس تاريخية لجمهورها، إلا أنها تنجح في إنشاء جو كئيب ومؤثر يظل عالقًا في الأذهان. يعكس هذا الجو بشكل واضح حقبة المراقبة الجماعية تحت الحكم الشيوعي، مما يضفي على اللعبة بعدًا تاريخيًا ملموسًا دون اللجوء إلى الوعظ أو التوجيه المباشر.

* First-Person Shooter (تصويب من منظور الشخص الأول)

يشير إلى ألعاب التصويب التي يُشاهَد فيها العالم من خلال عيون الشخصية. يرى اللاعب فقط يدَي وسلاح الشخصية، مما يمنحه إحساسًا مباشرًا بالتحكم.

Command & Conquer Red Alert (Series)

تُعرف سلسلة الألعاب الاستراتيجية الشهيرة Command And Conquer بمعاركها الملحمية واسعة النطاق وتصاميمها المستقبلية. تركز سلسلة Red Alert بشكل خاص على تاريخ بديل حيث وقعت الحروب العالمية بين الاتحاد السوفيتي وبقية العالم، بدلًا من النازيين.

تميزت هذه السلسلة بوجود المناطيد والطوافات والمشاهد الفكاهية التي يظهر فيها تيم كاري بدور ضابط سوفيتي مجنون. كانت Red Alert بالفعل تحفة فنية في عصرها ولا زالت محبوبة من قبل عشاق الألعاب الاستراتيجية الكلاسيكية والخيال العلمي.

Papers, Please

أما بالنسبة لألعاب محاكاة معالجة الوثائق، فلا يوجد ما يتفوق على Papers, Please. يتقمص اللاعبون دور ضابط حراسة حدودي في الأمة السوفيتية Arstotzka، حيث يُكلفون بتقييم ومعالجة طلبات المهاجرين المحتملين لدخول البلاد.

قد يؤدي الفشل في هذه المهمة إلى عواقب وخيمة، مثل دخول بضائع غير قانونية إلى البلاد أو تنفيذ هجمات إرهابية واسعة النطاق تودي بحياة المدنيين. بعنوان يحمل مزحة تعكس القمع وغياب الحرية خلال الحقبة السوفيتية، -وهي فترة لا زالت تؤثر على جوانب عديدة من الحياة اليوم- كانت لعبة Papers, Please لفترة طويلة تعتبر المحاكاة الأكثر دقة للحياة السوفيتية المتاحة للاعبين.

Contraband Police

استلهمت لعبة Contraband Police من Crazy Rocks المفهوم الذي جعل Papers, Please شائعة للغاية، وطورته إلى مستوى جديد تمامًا. تُوكل اللعبة اللاعبين مهمة العمل في نقطة تفتيش حدودية في جمهورية شعب Acarist الخيالية.

تتناول هذه اللعبة الواقعية الحياة العملية في الحقبة السوفييتية بشكل لم يسبق له مثيل، حيث تعكس الظروف الصعبة التي واجهها العديد من المخلصين للحزب. تتضمن المهام الشاقة في الخطوط الأمامية تأخيرات طويلة والشكوك تجاه الأبرياء، إلى جانب التعامل مع قضايا حقيقية مثل غسيل الأموال وتهريب المخدرات وحتى هجمات العصابات الكبيرة على نقاط التفتيش. تقدم اللعبة تجربة فريدة تذكر اللاعبين بمدى صعوبة ظروف العمل في تلك الفترة.

Call Of Duty: Black Ops Cold War

في السنوات الأخيرة، اتجهت سلسلة Call Of Duty بشكل ملحوظ نحو استلهام الأجواء السوفيتية، حيث قدمت بعضًا من أكثر التصورات واقعية للحياة في الحقبة السوفيتية وكيفية عمل الدولة العميقة آنذاك. تبرز لعبة Call of Duty: Black Ops Cold War هذه الفترة التاريخية المظلمة من خلال تصويرها لإلقاء “الرفاق” في سجون الغولاغ (gulag prison) *، وزرع الأدلة، وتخريب حياة الناس بطرق شتى.

بالنسبة لسلسلة أصبحت تعتمد على التكرار والربح بشكل رئيسي، كان هذا الاهتمام الدقيق بالتفاصيل التاريخية إضافة مرحب بها. نجحت اللعبة في تجسيد الأجواء بشكل رائع وقدمت نقدًا صادقًا للأرستقراطية السوفيتية.

* سجون الغولاغ (Gulag) تشير إلى نظام معسكرات العمل القسري في الاتحاد السوفيتي خلال القرن العشرين، وخصوصًا في عهد جوزيف ستالين. الكلمة “Gulag” هي اختصار لعبارة روسية معناها “المديرية الرئيسية لمعسكرات العمل الإصلاحية”، لكنها أصبحت لاحقًا تُستخدم للإشارة إلى كامل نظام السجون والمعسكرات القمعية في الدولة السوفيتية.