ARTICLE AD BOX
تمكّنت بعثة أثرية مشتركة تضم آثاريين وعلماء مصريات من المجلس الأعلى للآثار المصرية، وجامعة أونتاريو الكندية، من تحديد هوية "آمون مس"، صاحب مقبرة Kampp 23 بمنطقة العساسيف في البر الغربي بالأقصر، والتي جرى الكشف عنها قبل أكثر من خمسة عقود. وأعرب وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي عن سعادته بهذا الكشف، مشيراً إلى أنه يُعد خطوة جديدة تُضاف إلى سجل إنجازات البعثات المصرية الأجنبية المشتركة العاملة في مصر، ويعكس عمق التعاون العلمي المثمر مع المؤسسات الأكاديمية العالمية.
وذكر الوزير المصري، في بيان اليوم الخميس، أن هذا الكشف يمثل إضافة نوعية لفهم حياة كبار المسؤولين في الدولة المصرية القديمة، مشدداً على دعم الدولة المصرية المستمر لجهود البحث والاكتشافات الأثرية، بما يساهم في تعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة الثقافية العالمية. وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية محمد إسماعيل خالد أنه، على الرغم من معرفة المقبرة من قبل، لم يتمكن علماء الآثار من تحديد هوية صاحبها وألقابه.
وأشار إلى أنه خلال أعمال الحفائر التي نفذتها البعثة المصرية الكندية خلال الفترة الماضية، جرى التعرّف على هوية صاحب المقبرة، وهي تخص شخصاً يُدعى "آمون مس"، عمدة مدينة طيبة خلال عصر الرعامسة، كما جرى التعرف على عدد من ألقابه. وبيّن أن هذه البعثة تُعد أول فريق يعمل داخل المقبرة منذ اكتشافها في سبعينيات القرن الماضي، مؤكّداً استمرار أعمال الحفائر ودراسة النقوش بالمقبرة لاكتشاف مزيد من المعلومات حول صاحبها ودوره في التاريخ المصري القديم.
من جانبه، أفاد رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، محمد عبد البديع، بأن هناك العديد من القطع الأثرية والنقوش التي جرى الكشف عنها من قبل في أماكن متفرقة بالبر الغربي بالأقصر، تحمل ألقاباً أخرى لشخص يُدعى "آمون مس"، من بينها: مستشار الملك، الأب الإلهي لآمون، جامع الضرائب، ورئيس خدمة المحاجر لبعثة الملك رمسيس الرابع إلى وادي الحمامات، إلا أنه لم يُحسم حتى الآن ما إذا كانت هذه الألقاب تخص صاحب المقبرة نفسه، أم تعود لشخص آخر يحمل الاسم ذاته وشغل منصب عمدة طيبة في وقت لاحق لعصر الرعامسة. وصرّحت كيسي إل. كيرك باتريك، رئيسة البعثة من الجانب الكندي، بأن البعثة مستمرة في أعمالها للكشف عن مزيد من المعلومات حول صاحب المقبرة، معربةً عن أملها في أن تحسم مواسم الحفائر القادمة الجدل القائم بشأن شخصية صاحبها.
وفي السياق ذاته، أفاد عبد الغفار وجدي، رئيس البعثة من الجانب المصري، بأن هناك بعض الأدلة على إعادة استخدام المقبرة لاحقاً، حيث عثرت البعثة على بقايا من الجص الملون الذي كان يغطي النقوش على الجدران المشيدة من الحجر الجيري، بالإضافة إلى بقايا جانبي المدخل الرئيسي المشيد من مواد مختلفة، وأجزاء من بعض اللقى الأثرية كتماثيل الأوشابتي.
وأشار البيان إلى أن هذه المقبرة تتميز بكونها منحوتة في الصخر، ولها فناء مفتوح محاط من ثلاث جهات ببقايا جدران من الطوب اللبن، وبقايا صرح كبير من الطوب اللبن في الجانب الشرقي، كما يحيط بمدخلها نيشتان محفورتان في الجدران. ويُشبه التخطيط المعماري للمقبرة تخطيط مقابر عصر الرعامسة، إذ تأخذ شكل حرف "T"، وتضم دهليزاً يؤدي من المقصورة إلى حجرة الدفن، كما تحتوي على تماثيل منحوتة في الصخر داخل الصالة المستعرضة والمقصورة.
(أسوشييتد برس)
