أرتيتا الغاضب يوقف سخرية ليفربول وينقذ أرسنال من إذلال أكبر

1 week ago 8
ARTICLE AD BOX

<p>قدم أرسنال ممراً شرفياً للاعبي ليفربول قبل انطلاق المباراة التي جمعتهما في الدوري الإنجليزي الممتاز وانتهت بالتعادل 2-2 (أ ف ب)</p>

بعد السخرية جاءت العودة، وبعد المديح المبالغ فيه جاءت الانتقادات اللاذعة، وبعد صافرات الاستهجان لأحد أبرز لاعبي ليفربول في الأعوام الأخيرة جاء هدف التعادل لأرسنال.

كانت ظهيرة تهدد بأن تتحول إلى إحراج ملؤه الغرور لميكيل أرتيتا، لكنها بدلاً من ذلك أسفرت عن رد فعل دفع بأرسنال خطوة نحو التأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، ومع ذلك نادراً ما بدا أرتيتا أكثر سخطاً أو إظهاراً لانزعاجه، إذ إن المدرب الذي غادر باريس مفعماً بالثقة خرج من ليفربول وهو يجلد فريقه.

فبينما وجه بعض جمهور ملعب "أنفيلد" غضبهم نحو ترينت ألكسندر أرنولد، وجه أرتيتا غضبه نحو لاعبيه، وقال "ما قدمناه في الشوط الأول لا يقترب حتى من المستوى المطلوب، وما فعلناه بعد ذلك غير مقبول تماماً، خصوصاً على مستوى الدفاع والأخطاء بعد فقدان الكرة، وهذا أمر محظور تماماً ضد هذا الفريق، كنا بعيدين جداً عن المستوى"، وأضاف "نعم، كان لدينا رد فعل لكنني أكره ردود الفعل، أحب الفعل. ما رأيته في أول 25 أو 30 دقيقة جعلني أموت من الداخل".

ثم قدم اعتذاراً قائلاً "آسف على الكلمات التي استخدمتها"، لكنه أوضح أن أكثر ما آلمه لم يكن سخرية جماهير ليفربول، بل أمر آخر.

عندما تأخر أرسنال بهدفين في غضون دقيقتين تلقفت جماهير مدرج الـ"كوب" تصريحات ميكيل أرتيتا الشهيرة التي قال فيها إن أرسنال هو "أفضل فريق في دوري الأبطال"، لتبدأ بهتاف ساخر "أفضل فريق في أوروبا؟ لا بد أنك تمزح".

وبينما يتأخر أرسنال بفارق 15 نقطة عن ليفربول، فإنه ليس حتى أفضل فريق في إنجلترا، وبفارق كبير. ولم يتأخر ليفربول في تذكيرهم بذلك، إذ حمل الغلاف الرسمي لبرنامج المباراة كلمة "الأبطال"، وهي الكلمة نفسها التي رددها المشجعون.

ومع ذلك لم يخسر أرسنال أمامهم، إذ سينهي الموسم بتعادلين بنتيجة (2 - 2) في مباراتي الدورين الأول والثاني، وقد يعد التعادل الثاني أكثر جدارة بالإشادة، لأنه مع نهاية الشوط الأول، بدا أن أرسنال أقرب إلى تلقي هزيمة ثقيلة منه للخروج بنقطة، لكن العودة في النتيجة لم تكن كافية لتهدئة أرتيتا الغاضب، إذ قال "كنت محبطاً جداً جداً".

فكيف كان شعور ألكسندر أرنولد عندما أطلق عدد كبير من جماهير "أنفيلد" صافرات الاستهجان ضده؟ وقال آرني سلوت "يمكنك أن تتفهم المشاعر المختلطة التي كانت تدور في رأسه". وفي يوم طغت فيه المشاعر المتضاربة، سرعان ما تحول تركيز جماهير ليفربول إلى أمر آخر، عندما عادل ميكيل ميرينو النتيجة بعد ثوان فقط.

وفي مباراة شهدت شوطين مختلفين تماماً، لم يكن الإسباني الوحيد الذي مر بتقلبات درامية، إذ أنقذ ميرينو نقطة لأرسنال لكنه طرد في الوقت ذاته، أما أندي روبرتسون فقدم أول تمريرة حاسمة له هذا الموسم في الدوري، لكنه أهدر فرصة الفوز بتسديدة طائشة في الدقيقة الـ89، ثم ألغي له هدف في الدقيقة الـ96 بسبب خطأ ارتكبه إبراهيما كوناتيه.

وحظي كونور برادلي بهتافات متكررة من الجماهير، لكنه بدا مهزوزاً دفاعياً، خصوصاً في مستهل الشوط الثاني، أما ألكسندر أرنولد فكاد يسجل هدفاً من ركلة حرة، ثم مرر كرة عرضية رائعة في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، احتاجت فقط إلى لمسة من داروين نونيز أو ديوغو جوتا، لكن أياً منهما لم يتدخل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لم تكن هناك نهاية تطهيرية لترينت ألكسندر أرنولد، بل كان الشعور السائد أن بعض جماهير ليفربول لن تسامحه على قراره بالرحيل. ولم يكن بعد الظهر سعيداً تماماً أيضاً لبديله المنتظر، فبعدما حصل على فرصة للبدء أساسياً، بدا أن كونور برادلي كان في حاجة إلى الاستبدال، إذ عانى أمام لياندرو تروسارد وتلقى بطاقة صفراء بعد عرقلته مايلز لويس سكيلي، وهنا استدعى سلوت ألكسندر أرنولد، فتغيرت الأجواء.

وقال مدرب ليفربول "ربما هو متفاجئ بشكل إيجابي من ردود الفعل"، وأضاف "كانت هناك بعض صافرات الاستهجان، لكن عدد من صفقوا له كانوا أكثر. إذا قلت لي إن النسبة 60/40 أو 50/50 أو 40/60، لا أعلم، لكن ما أعلمه هو أن التصفيق لا يكون عالياً كصافرات الاستهجان".

حين ارتفع صوت الجماهير قبل نهاية الشوط الأول كان ذلك لتمجيد ليفربول المسيطر والسخرية من أرسنال المتعثر. فقد بدأت مباراة بعد الظهيرة بصورة كارثية بالنسبة إلى فريق أرتيتا، وليس فقط لأن ركلة ثابتة كان من الممكن أن تكون لحظة فنية مميزة، كما خطط لها المدرب نيكولاس غوفر، انتهت بتسديدة ضعيفة من بوكايو ساكا مرت إلى جانب المرمى.

وقدم أرسنال ممراً شرفياً للاعبي ليفربول قبل انطلاق المباراة، لكنه بدا متساهلاً بالقدر ذاته بعد ذلك، إذ فتح أمامهم الطريق إلى المرمى. وقال أرتيتا، وهو يجلد ذاته "عندما يقدم الفريق أداءً كهذا، فهذه مسؤوليتي". لقد كان أرسنال مفككاً دفاعياً بطريقة فوضوية، وفشل خط التسلل الذي حاولوا فرضه، كذلك عجز الدفاع الذي عادة ما يعتمد عليه عن مراقبة لاعبي ليفربول.

ومثل سلوت، الذي لم يكن ينظر، فوجئ لاعبو أرسنال برمية تماس نفذت بسرعة، ترك فيها أندي روبرتسون بلا رقابة ليرسل كرة عرضية وصلت إلى كودي غاكبو، غير المراقب بدوره ليسجل برأسه الهدف الأول. وبعد ذلك اخترق محمد صلاح خط التسلل ليمرر إلى دومينيك سوبوسلاي، الذي بدوره مرر إلى لويس دياز ليسجل هدفاً سهلاً من مسافة قريبة.

وقال أرتيتا "كان من الممكن أن تكون النتيجة ثلاثة أو أربعة، بصراحة". فقد أنقذ ديفيد رايا مرماه بتصديات رائعة أمام لويس دياز وكورتيس جونز، ليمنع تقدم ليفربول بفارق أكبر. ثم اختفى ذلك التقدم فجأة، إذ وجد أرسنال نفسه في مواجهة احتمال تلقي الهزيمة الرابعة توالياً، في أسوأ سلسلة له منذ الأيام الصعبة في نهاية عهد أرسين فينغر. وقال أرتيتا "ما يحدث في غرفة الملابس يبقى في غرفة الملابس".

لكن أرسنال عاد إلى الملعب بشخصية مغايرة. وكان المحرك الأساس لهذا التحول هو لياندرو تروسارد، الذي انتقل إلى الجهة اليسرى وأرسل كرة عرضية ساقطة استغلها غابرييل مارتينيلي ليسجل برأسه من مركزه الجديد كمهاجم. وتصدى أليسون لمحاولتين من بن وايت ومارتينيلي، وبتصدٍّ رائع أوقف تسديدة صاروخية من مارتن أوديغارد حولها إلى القائم، لكن ميكيل ميرينو كان الأسرع في المتابعة ليسجل هدف التعادل برأسه، وكاد أوديغارد أن ينتزع الفوز للفريق الناقص عددياً في الدقيقة الـ95.

وبحلول ذلك الوقت كان أرسنال قد أكمل اللقاء منقوصاً بعد طرد ميرينو بالبطاقة الصفراء الثانية إثر تدخله القوي على دومينيك سوبوسلاي، وعلق أرتيتا "خضنا ست مباريات هذا الموسم بـ10 لاعبين".

لكن هذه المرة لم يلق اللوم على الحكام، إذ أنهى أرسنال اللقاء بالرسم التكتيكي (5 - 3 - 1) بأربعة لاعبين يشغلون مركز الظهير الأيسر، ومع ذلك فإن الظهير الذي استحوذ على كل الانتباه كان ترينت ألكسندر أرنولد، وبينما حاول آرني سلوت التقليل من شأن رد الفعل الجماهيري، كان أرتيتا هو من قدم التحليل الأكثر حدة وصراحة.

subtitle: 
لم تخفف عودة "المدفعجية" في أنفيلد من غضب مدربه الإسباني لكن الفريق الزائر أنقذ نفسه من هزيمة رابعة على التوالي
publication date: 
الاثنين, مايو 12, 2025 - 15:30
Read Entire Article