أسواق غزة خاوية رغم دخول المساعدات

11 hours ago 2
ARTICLE AD BOX

لم يؤثر فتح الاحتلال الإسرائيلي المعابر جزئياً لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في الأسواق الفارغة من المواد الغذائية، وبخلاف المرّات السابقة، كانت الأسواق تكتظ بالبضائع والمواد الغذائية المكدسة بمجرد الحديث عن فتح المعابر أو نية الاحتلال رفع القيود على دخول المواد الأساسية، لا زالت الأسواق خاوية، بفعل نفاد المخرون الأساسي نتيجة الإغلاق المتواصل للمعابر منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي.
ولا يجدُ الفلسطينيون في الأسواق ما يساعدهم على تجاوز الأزمة الخانقة، بسبب نفاد المواد الأساسية وفي مقدمتها الدقيق والسكر والزيت، وارتفاع أسعار الكميات الشحيحة إلى نسب خيالية وصلت إلى ما يزيد عن ثلاثين ضعفاً.
وارتفع الدقيق وهو السلعة الأندر والأكثر طلباً إلى ما يزيد عن خمسين ضعفاً، على الرغم من جودته الرديئة، وخلط نسبة كبيرة منه بالرمل لزيادة وزنه، أو بيعه ملوثاً بالسوس والحشرات وبقايا القوارض، فيما يجبر الناس على شراء كميات محدودة منه جراء انعدام البدائل.
وعلى الرغم من الحديث المكثّف حول نية الاحتلال إدخال كميات محدودة من المواد الأساسية درءاً للمجاعة، إلّا أن تلك التصريحات لم تحدث أي تغيير على واقع الفلسطينيين، إذ لم يدخل أول من أمس سوى خمس شاحنات، بينما يحتاج أهالي القطاع نحو 600 شاحنة يومياً كحد أدنى.

ولم تترجم تصريحات الاحتلال الإسرائيلي بشأن فتح المعابر لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة فعلياً إلى تحسُّن ملموس في الأوضاع الاقتصادية أو توفر المواد الغذائية الأساسية في الأسواق، بل على العكس، استمرت الأزمة الإنسانية في التفاقم، مع ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية ونقص حادٍ في الإمدادات.
ويعود الارتفاع الكبير في الأسعار إلى عوامل عدّة، منها استمرار القيود الإسرائيلية على دخول الشاحنات، واستغلال بعض التجار للأزمة من خلال تخزين السلع ورفع الأسعار، ما زاد من معاناة المواطنين، علاوة على تدمير البنية التحتية وشبكات الطرق، ما يعيق توزيع المساعدات والسلع داخل القطاع.
وتسبَّب التناقص الصارخ بين الحديث عن إدخال المساعدات وبين واقع الأسواق في تعميق شعور الإحباط لدى الفلسطينيين، إذ تقول الفلسطينية رحاب أحمد وهي ربة منزل ونازحة مع أسرتها من حي الشجاعية إنها لم تشعر بأي تحسن في الواقع المعيشي، في ظل تفاقم الأزمة يوماً بعد آخر.
وتلفت أحمد لـ"العربي الجديد" إلى أن الحديث عن إدخال المساعدات بهذه الطريقة الساذجة لا يمكنه حل الأزمة العميقة، إذ يعاني الناس من مجاعة حقيقية تنعدم فيها المواد الغذائية، بينما يدور الحديث عن إدخال بعض الشاحنات التي لا يمكنها أن تكفي مخيماً واحداً من مخيّمات النزوح.
وتبيّن أحمد أن عدم إدخال المساعدات والمواد الغذائية على نحوٍ حقيقي شجع العديد من التجار على مواصلة الاحتكار ورفع الأسعار، على عكس المرات السابقة، التي كانوا يجبرون فيها على خفض الأسعار بفعل دخول المساعدات بكميات مناسبة.

وتقول الفلسطينية هدى مرشود: "الاحتلال يصرح في الإعلام وكأن غزة تعيش في نعيم، والحقيقة أن المحلات والأسواق فارغة تماماً، باستثناء بعض المواد مرتفعة الأسعار، التي لا يمكن للمواطنين شراؤها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وخسارتهم لمصادر دخلهم ومدّخراتهم".
وتشير مرشود لـ"العربي الجديد" إلى أنّ الناس لا تزال تفتقد لأدنى المقومات الأساسية التي تمكّنها من البقاء على قيد الحياة، مضيفة: "الناس تجبر على شراء كميات قليلة بأسعار خيالية، هل هذا عدل؟".
ويصف الفلسطيني يحيى الإسكافي الحديث عن إدخال المساعدات بأنه مراوغة إسرائيلية للتهرب من الضغوط الدولية.
ويبين الإسكافي لـ"العربي الجديد" أنه لم يتوقف عن السير في الأسواق خلال اليومين الماضيين، على أمل أن تترجم تلك التصريحات إلى تغيير حقيقي في الأسعار أو الأصناف الموجودة، إلّا أن ذلك لم يحدث، إذ لا تزال البضائع شحيحة ومرتفعة الثمن.
ويضيف "كل يوم نسمع عن نيّة الاحتلال بإدخال الشاحنات، لكنّنا لا نرى أي شيء على أرض الواقع، الناس باتت عاجزة عن شراء أي شيء، لا زيت، ولا رز، ولا حتّى خبز، (..) نحن نعيش في كارثة حقيقية والحديث عن فتح المعابر ليس سوى وهم"، وقال المتحدّث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه، في مؤتمر صحافي بجنيف أمس، إن الأمم المتحدة حصلت على إذن من إسرائيل لدخول نحو مئة شاحنة مساعدات إلى غزة.

Read Entire Article