ARTICLE AD BOX
في كل عيد أضحى، وفي كل مناسبة، تظل غزة جرحاً مفتوحاً في ضمير الإنسانية. ومع استمرار الحرب لما يقارب العامين، وتواصل الحصار، وإغلاق منافذ المساعدات، تصاعدت الأزمة الإنسانية في القطاع بحدة، وارتفعت معدلات الجوع وسوء التغذية، لا سيما بين الأطفال.
وسط هذا الواقع المؤلم، لم تعد الأضحية مجرد شعيرة دينية، بل أصبحت ضرورة إنسانية، وشريان أمل يمدّ الأسر المحاصَرة بالغذاء، ويعيد إليها شيئاً من الكرامة والطمأنينة المسلوبة.
أضاحي غزة 2024: عيدٌ آخر تحت الحصار
رغم الحرب والدمار، نجحت هيومان أبيل خلال عيد الأضحى لعام 2024 في تنفيذ مشاريع أضاحٍ نوعية في فلسطين، شملت غزة والضفة الغربية، حيث تم توزيع 15,328 كيلوغراماً من اللحوم الطازجة على 8,261 أسرة، وبلغ عدد المستفيدين 55,076 شخصاً.
وفي قطاع غزة تحديداً، وصلت 3,236 كيلوغراماً من اللحوم الطازجة إلى موائد 2,215 أسرة في منطقتي دير البلح والعويدة، وقد كان لهذا الدعم الغذائي أثر بالغ في التخفيف من معاناة الأسر المستفيدة، في ظل ظروف الحرب الصعبة.
كيف تغلبت هيومان أبيل على الحصار؟
استجابةً للتحديات اللوجستية والأمنية التي تحول دون تنفيذ الذبح والتوزيع داخل غزة، أطلقت هيومان أبيل مشروعاً مبتكراً لتصنيع الأضاحي المعلّبة. فذُبحت 160 أضحية من الأبقار في الهند، وفق أحكام الشريعة الإسلامية، ثم جُمّدت لحومها، ونُقلت إلى دبي، حيث خضعت لعمليات تعليب دقيقة وفق أعلى معايير الجودة، لضمان صلاحيتها للنقل والاستخدام وإطالة عمر تخزينها.
وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وصلت 7,840 عبوة من اللحوم المعلّبة إلى قطاع غزة، لتوزع على 1,586 أسرة، تكسر دائرة الجوع المستمر. مع إعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفاً مثل الأطفال، كبار السن، والنازحين في المخيمات، والسيدات المعيلات، الحوامل، ذوي الإعاقات، والمصابين أو أصحاب الأمراض المزمنة.
ورغم وصول الأضاحي بعد عيد الأضحى بعدّة أشهر، فإن ذلك لم يمنع هيومان أبيل من خلق أجواء العيد لتعيد البهجة إلى قلوب الأطفال، وتدخل السرور على أهل غزّة المنهكين تحت وطأة الظروف القاسية.
رحلة الأضحية: من تبرعك إلى مائدة في غزة
تمر تبرعات الداعمين لحملة أضاحي هيومان أبيل بسلسلة دقيقة من الخطوات تبدأ بشراء الأضاحي من مصادر موثوقة، ثم ذبحها وفق أحكام الشريعة الإسلامية، سواء داخل غزة أو خارجها، ثم نقلها للتبريد، أو التجميد، أو التعليب حسب الحاجة. وفي النهاية، لتصل لمرحلة التوزيع العادل للأسر الأكثر احتياجاً، بإشراف فرق ميدانية مدرّبة، وفي كل خطوة من هذه السلسة، تخضع للرقابة، لضمان أن تصل الأضحية سليمة وآمنة إلى مستحقيها.
غزة 2025: تحديات تتجدد وأمل لا ينقطع
مع اقتراب عيد الأضحى 2025، تواصل هيومان أبيل استعداداتها لحملة جديدة، رغم التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية بغزة. فقد أطلقت المؤسسة حملتها هذا العام تحت شعار: "على خُطى النبي... سُنّة نُحييها، ورحمة نُهديها"، يحذوها الأمل في تكرار النجاح وإيصال مزيد من الأضاحي، إلى آلاف العائلات التي تنتظر عيداً ورحمة تُمسح على قلوبها.
ومع اشتداد الحصار وتعقيدات الواقع الميداني الذي يُصعّبُ عمليات توفير الأضاحي والذبح والتوزيع المباشر داخل القطاع، فقد لجأت المؤسسة هذا العام إلى خيار تجميد وتعليب الأضاحي لتتمكّن من إيصال أكبر قدر من اللحوم المغذية والآمنة والمحفوظة بشكلٍ يسمحُ بنقلها وتوزيعها بأمانٍ إلى أهل غزة الذين يرزحونَ تحت ظروفٍ شديدة القسوة.
كن أنت العيد في غزة الجريحة
التبرّعُ لأضاحي غزة تحت هذه الظروف المأساوية، يمثّلُ نفحة مؤازرة ومواساة، وكسرًا لدائرة الجوعِ والحصار، ويدخلُ شيئًا من بهجة العيدِ على نفوسٍ أنهكتها ويلاتُ الحربِ وتوابعها القاسية. وهو أقلُّ ما يمكن تقديمه لهم. لذا فإنّ هيومان أبيل تسعى بكُل قوتها وبدعمِ متبرعيها إلى مضاعفة جهودها في إيصال الأضاحي إلى أرجاء القطاع هذا الموسم.
