ARTICLE AD BOX
أبلغ أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الرئيس اللبناني جوزاف عون برفع التمثيل الدبلوماسي بين الكويت ولبنان بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وإعادتها إلى وضعها الأمثل، مؤكداً اليوم الاثنين "حرص الكويت على دعم لبنان وعلى تعزيز العلاقات اللبنانية الكويتية والخليجية". وكانت العلاقات اللبنانية الخليجية شهدت توترات كبيرة في الفترة الماضية وخصوصاً في عهد الرئيس السابق ميشال عون، الذي كان حزب الله عرّابه، مع قطع بعض دول الخليج علاقاتها التجارية والسياحية مع لبنان، ومنع مواطنيها من السفر إليه، بيد أنّ العهد الجديد وضع على رأس أولوياته والتزاماته، إعادة هذه العلاقات وتحسينها، على المستويات كافة. وقد بدأ ذلك يُترجم بالزيارات الدبلوماسية المتبادلة، والجولات الرسمية، وأخيراً قرار الإمارات إلغاء منع السفر إلى الأراضي اللبنانية والمرتقب أن تسير السعودية بدورها على المسار نفسه.
وأكد أمير الكويت خلال استقباله عون اليوم في الديوان الأميري "الوقوف إلى جانب لبنان ودعم أمنه واستقراره وكل ما تتخذه الدولة من إجراءات لبسط سيادتها"، مشدداً على "دعم جهود المجموعة الخماسية لحلّ الأزمة السياسية اللبنانية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية ودعم الجيش". ودان الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، مطالباً بتنفيذ القرار 1701 ووقف إطلاق النار.
وبحسب الرئاسة اللبنانية، فقد أثنى أمير الكويت على "التعاون الأمني بين لبنان والكويت الذي يعد ركناً أساسياً في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة وخصوصاً في مجال مكافحة تهريب المخدرات من خلال الضربات الاستباقية والمراقبة الدقيقة". كما وجه عون دعوة رسمية إلى أمير الكويت لزيارة لبنان "فوعد بتلبيتها"، بحسب البيان.
من جانبه، شكر عون أمير الكويت على "العاطفة التي أبداها تجاه لبنان وعلى وقوف الكويت إلى جانب الشعب اللبناني"، مقدّراً "احتضان دولة الكويت للبنانيين فيها"، ومضيفاً: "ما سمعته من أمير الكويت يعبّر عن اهتمام وحرص كبيرين على لبنان ومحبة كبيرة للبنانيين بقدر محبة اللبنانيين للكويتيين".
وقبل ظهر اليوم، استقبل عون في مقر إقامته في قصر بيان، رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، بحضور وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي والقائم بأعمال سفارة لبنان في الكويت أحمد عرفة، والوفد المرافق. في مستهلّ اللقاء، هنأ رئيس مجلس الوزراء بالوكالة عون بانتخابه، ورحّب به في الكويت، مؤكداً أن "لبنان هو في قلب كل كويتي، وأن الشعب الكويتي يتضامن مع الشعب اللبناني ويرافقه في كل ظروفه".
وأشاد باللبنانيين المقيمين في الكويت، مؤكداً أنهم "يقومون بواجباتهم من دون أي مشاكل تذكر". وقال إن "التعاون قائم بين الأجهزة الأمنية الكويتية والأجهزة الأمنية اللبنانية، ولا سيما في مجال مكافحة المخدرات، وإن المعلومات المتبادلة أدت إلى كشف عدة محاولات لتهريب المخدرات إلى الكويت". وأشار إلى أن "الكويت ماضية في تقديم المساعدة للبنان، وهي جاهزة لكل ما يطلبه لبنان في هذا الإطار"، مؤكداً "إدانة بلاده للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان".
وخلال اللقاء جرى التوافق على تسهيل دخول اللبنانيين إلى الكويت، وكذلك عودة الكويتيين إلى لبنان، وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات. في الإطار، التقى وزير الخارجية والمغتربين اللبناني يوسف رجي قبل ظهر اليوم، نظيره الكويتي عبد الله علي اليحيا، يرافقه مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير بدر التنيب، ووفد رفيع من الوزارة. وتطرق اللقاء إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تفعيل اللجنة المشتركة اللبنانية – الكويتية، وتوطيد أطر الصداقة مع الصفحة الجديدة التي فُتحت في العهد الجديد برئاسة الرئيس عون، وعودة لبنان إلى الحضن العربي.
كما تطرق اللقاء إلى الاحتلال الإسرائيلي القائم لجزء من التراب اللبناني، بحيث دعا رجي الكويت إلى "تشديد دعمها الدبلوماسي لتحرير الأرض"، وأكد قرار رئيسي الجمهورية والحكومة، بحصر السلاح بيد الدولة، والمضي في تحقيق ذلك.
