أورتاغوس باقية ولبنان الرسميّ لم يشتكِ منها

7 hours ago 2
ARTICLE AD BOX
التسريبات العلانية أو الهامسة على السواء التي يغدقها بعض الإعلام في لبنان زاعماً أنّ نائبة المبعوث الأميركي إلى منطقة الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس باتت على مشارف المراسم الوداعية وتوضيب أوراق متابعتها للملف اللبنانيّ والرحيل بعيداً عن إبقاء الرمق الشاخص على جغرافيا منطقة الشرق الأوسط، تجافي منطق ما يجري على مستوى المنطقة، ذلك أن أورتاغوس لم تنفصل عن مواكبة التطورات اللبنانية وليست هناك ترتيبات أميركية تحضيرية للاستعاضة عن تكليفها بما استهلّته قبل أشهر

لم يتلقَّ لبنان الرسميّ أيّ نبأ أو إيعاز يؤذن بعدٍّ تنازليّ لإبعاد أورتاغوس عن الوجهة اللبنانية، وبحسب معطيات لبنانية رسمية لـ"النهار" التواصل لا يزال قائماً بين أورتاغوس ورئاسة الجمهورية اللبنانية التي تلقّفت حديثاً تحضيرات تقوم بها "المبعوثة الجريئة" للقيام بزيارة إضافية إلى بيروت خلال أسابيع. وإذ وصل مدّ التهجّم الإعلامي على أورتاغوس حدّ الزعم أن الرئاسة اللبنانية الأولى اشتكت من أدائها السياسيّ، فإن الحقيقة مغايرة لما ذكر في بعض الاعلام لأنّ رئاسة الجمهورية لم تشتكِ من أورتاغوس ولا اعتراضات لبنانية رسمية تحوم حول شخصها. ولا يزال التواصل حيويّاً والتعاون حاضراً بين أورتاغوس والقصر الجمهوري اللبناني في ملفات آنية. ويتحاشى من هو مطلع على مستوى الرئاسة الأولى إطلاق "الأحكام الهجومية" المندّدة بأورتاغوس لأنّ التعاون قائم بينها وبين الرئيس جوزف عون حتى الآن.

 

 

لقاء سابق بين أورتاغوس وبري (أرشيف

 

في الحلقة الواسعة التي تدحض "الكركبة الإعلامية"، لم يتبلّغ لبنان الرسميّ أيّ اتجاه أو استعداد أميركيّ لاتخاذ قرارٍ بالاستغناء عن اضطلاع أورتاغوس بمهمتها الحالية، وهي لا تزال ممسكة بالملف اللبناني وحذافيره. هذا ما يتأكد أيضاً على مستوى رئاسة الحكومة اللبنانية بحسب معطيات لـ"النهار"، حيث التواصل الحكوميّ المعتاد لا يزال على حاله مع أورتاغوس ولا اعتراضات من رئيس الحكومة نواف سلام على أدائها. وفيما المحادثات قائمة بين أورتاغوس والقصر الجمهوريّ أيضاً من دون وجود "حنق شخصيّ"، يتمحور اهتمام الرئاسة الأولى في الحثّ على أداء أكثر جدوى للمندوبة الأميركية وخاصة في الضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس جنوب لبنان واستعادة الأسرى اللبنانيين الذين لم يطلق سراحهم جميعاً.

 

ولا تكمن الإشكالية المشخّصة على مستوى الرئاسة الأولى في أداء أورتاغوس بذاتها، بل ثمة انتقادات لبنانية موجهة من رئاسة الجمهورية اللبنانية للمنحى الدولي العام الذي لا يضغط بالقدر الذي يتطلع إليه لبنان الرسميّ على إسرائيل.

 

لقاء سابق بين أورتاغوس وعون في قصر بعبدا (الرئاسة اللبنانية).

 

في تأكيد "النهار"، لم تتلقَّ وزارة الخارجية اللبنانية أيّ معطى من وزارة الخارجية الأميركية عن إمكان إقالة أورتاغوس من منصبها. وإذ تجمع كلّ المعطيات اللبنانية الرسمية على أن أورتاغوس باقية، ثمّة نصحٌ من أوساط مهتمّة بالوضع اللبناني في الولايات المتحدة الأميركية ومطّلعة على مراس الإدارة الأميركية، في التشبّث اللبنانيّ بأورتاغوس لأنها الأكثر مرونة حالياً بين المستشارين والمندوبين على مستوى الإدارة الأميركية.

 

Read Entire Article