تجد أوروبا نفسها في وضع جيوسياسي حرج؛ فبعد اعتمادها طويلاً على الولايات المتحدة في أمنها العسكري، وروسيا في الطاقة، والصين في سلاسل التوريد الحيوية، تواجه الآن علاقات متدهورة مع القوى العالمية الثلاث الكبرى. في الوقت نفسه، تتزايد الانقسامات الداخلية في القارة، وتفتقر القيادة إلى الرؤية، ويستمر الركود الاقتصادي. هذه الضغوط المتزامنة تضع أوروبا على حبل جيوسياسي مشدود خطير، يهدّد استقلالها السياسي واستقرارها الاقتصادي وتماسكها الاجتماعي. أساساً، يتعرّض التحالف عبر الأطلسي، الذي لطالما اعتُبر حجر الزاوية في الأمن والسياسة الخارجية الأوروبية، لضغوط متزايدة. فقد أدّت سياسات الحماية التجارية الأميركية، وتغيّر الأولويات الاستراتيجية، وتذبذب صنع السياسات، إلى تآكل الثقة. وبينما تحث واشنطن أوروبا على التحالف ضد الصين وروسيا، فإن إجراءاتها الأحادية غالباً ما تتجاهل المصالح الأوروبية. وهذا يخلق معضلة لأوروبا: هل تبقى حليفاً وفياً أم تسعى إلى استقلالية استراتيجية أكبر؟ ...