"إعلان بغداد" يطالب المجتمع الدولي بوقف فوري لحرب غزة

طالب القادة العرب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل من أجل وقف إراقة الدماء في قطاع غزة، وقال القادة خلال البيان الختامي للقمة العربية الـ34000 في العاصمة العراقية بغداد، إنهم يحثون المجتمع الدولي، ولا سيما الدول ذات التأثير، على تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية للضغط من أجل وقف إراقة الدماء وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة من دون عوائق إلى جميع المناطق المحتاجة في غزة.

كذلك طالب البيان الختامي بالدعم السياسي والمالي والقانوني لإعادة إعمار القطاع، إضافة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين ووضع سقف زمني لهذه العملية.

وعقدت قمة بغداد العادية بعد نحو شهرين من حدث مشابه ولكنه طارئ استضافته القاهرة وتبنت خلاله الدول العربية خطة لإعادة إعمار غزة من دون تهجير سكانها، وفي كلمته أمام قمة بغداد دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى بذل كل ما يلزم من جهود وضغوط لوقف إطلاق النار في غزة، تمهيداً لبدء عملية سياسية جادة يكون فيها وسيطاً وراعياً، منوهاً بالدور الذي قامت به أميركا سابقاً في إبرام معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.

وإلى جانب المسؤولين العرب، حضر القمة العادية رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي أكد ضرورة مضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل لوقف الحرب على غزة، وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي دعا إلى وقف دائم لإطلاق النار في القطاع، قائلاً إن "لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".

من جهته طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتبني خطة عربية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام تشمل الوقف الدائم لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والانسحاب الكامل للاحتلال الإسرائيلي من غزة، كما حث على إطلاق عملية سياسية لتنفيذ حل الدولتين.

وأيد البيان الختامي دعوة الرئيس عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، كما طالب بنشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين، كذلك دعا البيان أيضاً جميع الفصائل الفلسطينية إلى التوافق على مشروع وطني جامع ورؤية استراتيجية موحدة.

القمة تدعم محادثات إيران وأميركا حول البرنامج النووي لطهران (الموقع الرسمي للقمة) 

وفي ما يتعلق بسوريا، أكد البيان الختامي على احترام خيارات الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه، والحرص على أمن واستقرار سوريا اللذين ينعكسان على أمن واستقرار المنطقة، ودعم وحدة الأراضي السورية ورفض جميع التدخلات في الشأن الداخلي السوري، إضافة إلى إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية وانتهاك سيادتها ومحاولة تقويض وتدمير مقدراتها الوطنية.

كذلك أكد البيان الختامي على ضرورة المضي بعملية سياسية انتقالية شاملة تحفظ التنوع والسلم المجتمعي مع أهمية احترام معتقدات ومقدسات فئات ومكونات الشعب السوري كافة وإعادة بناء سوريا، مرحباً في هذا الصدد بإعلان الرئيس ترمب رفع العقوبات عن سوريا، كما دعا البيان إلى مؤتمر حوار وطني شامل يضم مكونات الشعب السوري.

وشدد البيان الختامي على أهمية إيجاد حل سياسي للصراع في السودان بشكل يحفظ سيادته ووحدة أراضيه وسلامة شعبه، كذلك الحال بالنسبة إلى ليبيا بما يحقق طموحات الشعب، ورفض جميع أشكال التدخل في شؤون ليبيا الداخلية، داعياً إلى خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من أراضيها في مدى زمني محدد، ودعا جميع الأطراف في ليبيا إلى مواصلة العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية.

وأكد "إعلان بغداد" على موقف الدول العربية الثابت في إدانة جميع أشكال وأنماط الإرهاب والأفكار المرتبطة به، كما أعرب القادة العرب عن دعم المحادثات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية للتوصل إلى نتائج إيجابية لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. 

وإلى جانب القمة العادية، استضافت بغداد اليوم أيضاً قمة عربية للتنمية، طرح خلالها العراق مبادرات عدة للعمل المشترك بين الدول الأعضاء في مجالات مختلفة مثل التجارة والذكاء الاصطناعي، فضلاً عن دعوته العرب إلى إطلاق صندوق يدعم الدول المتأثرة بالحروب والأزمات تعهدت بغداد من خلاله بتقديم 40 مليون دولار للمساعدة في إعادة إعمار غزة ولبنان بعد الدمار الذي طاولهما على يد إسرائيل.