ARTICLE AD BOX
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الأحد، في منتدى حوار طهران، أن بلاده لن تتخلى عن حقوقها النووية "السلمية"، التي قال إن معاهدة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل تمنحها إياها، مضيفاً أن هذه المعاهدة "تمنحنا الحق في استخدام التكنولوجيا النووية السلمية لأغراض متعددة، بما في ذلك الصحة، الزراعة، الصناعة، وغيرها من المجالات الحيوية".
وتابع أن "ادعاء البعض بأن إيران تسعى لامتلاك السلاح النووي مجرد تكرار لمزاعم لا أساس لها ودعوات للحرب"، واستطرد قائلاً "حتى رئيس الولايات المتحدة (دونالد ترامب) قال: (يجب أن نطمئن إلى أن إيران لا تملك سلاحاً نووياً)... حسناً، فليأتوا ويفحصوا. ليس لدينا ما نخفيه. نحن لا نسعى لصنع سلاح نووي ولا نؤمن به". وتعليقاً على تهديدات ترامب، دعا الرئيس الإيراني إلى التعاون مع دول المنطقة، متسائلاً: "ماذا يمكنهم أن يفعلوا لنا؟ نحن لا نخاف من الموت أو الاستشهاد. أنتم تدّعون أنكم تبحثون عن السلام، فلماذا تلوحون بالسلاح؟ نحن نريد أن نقيم الأخوة مع العالم، لكننا لن نتخلى عن حقوقنا".
وأكد أن "العدو ينهب موارد المنطقة ثم يمدها بالسلاح لتتقاتل دول المنطقة فيما بينها"، مضيفاً أن "كل من يقف في وجه أميركا ويرفض السماح بنهب ثرواته، يشعلون الحرب ضده"، مشيراً إلى أنّ "الأعداء سيصابون بالشلل" إذا توقفت اليوم فقط الطاقة عن التصدير من الخليج، قائلاً: "لهذا السبب يسعون إلى إشعال الحروب في المنطقة ليتمكنوا بسهولة من نهب الموارد".
عراقجي: نريد اتفاقاً عادلاً مع أميركا ومنطقة تصنع قرارتها بنفسها
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي اليوم الأحد، في كلمته خلال افتتاح منتدى حوار طهران على ضرورة تغيير النظرة العالمية تجاه التطورات الإقليمية وتعزيز التعاون بين دول المنطقة، مشيراً إلى الإبادة الجماعية وجرائم الاحتلال في غزة قائلاً: "الجرائم الصهيونية في غزة هي مثال للإبادة الجماعية التي يقف العالم تجاهها متفرجاً. إن صمت وتخاذل القوى التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان أمام هذه الكوارث هو فعلاً ناقوس خطر للعالم".
وأضاف أن "أزمة غزة أكدت مجدداً أن أركان النظام الدولي عاجزة عن إدارة الأزمات، ولا يمكن أن يكون مصير المنطقة بيد القوى الأجنبية"، موضحاً أن منطقة غرب آسيا بحاجة إلى "مراجعة جذرية في نظرتها لنفسها"، داعياً إلى ضرورة الابتعاد عن "المنافسات غير الضرورية" التي قال إنها افتُعلت في المنطقة، و"التوجه نحو التعاون الفاعل وبناء هياكل محلية".
وفي إشارة إلى مفاوضات بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية، قال إن طهران تريد "اتفاقاً عادلاً يضمن حقوقنا النووية ويؤدي لرفع العقوبات عن البلاد بشكل ملموس"، مشدداً على أنه "علينا أن نؤسس نظاماً حقيقياً ومحلياً في المنطقة اعتماداً على الحوار، التفاهم، والقيم المشتركة"، قائلاً إن سياسة جمهورية إيران الإسلامية في حكومة پزشكيان "تقوم على ثلاثة ركائز أساسية: التفاعل الأقصى مع الجيران، توسيع التعاون مع الدول الناشئة ودول الجنوب العالمي، وتحقيق التوازن في العلاقات مع الأقطاب والتكتلات العالمية".
وشدد عراقجي في ختام كلمته على أهمية استعادة دول المنطقة زمام المبادرة في التطورات الإقليمية، وقال "لأول مرة منذ عقود، أتيحت هذه الفرصة التاريخية لأن يكون زمام المبادرة في التطورات الإقليمية بيد دول المنطقة، لا الجهات الخارجية"، مؤكداً أن "مستقبل المنطقة لن يُصنع في غرف تفكير القوى الخارجية، بل في عواصم دول المنطقة". وأعلن وزير الخارجية الإيراني، مساء الجمعة، عقد دورة جديدة لمنتدى طهران للحوار يومي الأحد والاثنين بحضور مفكرين ومسؤولين من 200 دولة، واصفاً المنتدى بأنه "ابتكار مهم لبحث التحديات الإقليمية والعالمية".
والأربعاء الماضي، قال رئيس مركز الدراسات السياسية والدولية التابع للخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إن المنتدى هذا العام يحمل عنوان "القدرة الإقليمية في النظام أو الفوضى الدوليين"، قائلاً إن الدورة الجديدة ستبحث التحديات والأزمات الإقليمية والدولية، وآخر تطورات فلسطين والمقاومة، والعدوان الإسرائيلي في المنطقة والنظام الجديد في الشرق الأوسط والهياكل البديلة عن النظام الدولي.
