استكمال محادثات التجارة بين أميركا والصين الأحد.. وبكين: "خطوة مهمة"

1 week ago 3
ARTICLE AD BOX

انتهت محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين في جنيف ليوم السبت، ومن المتوقع أن تستكمل الأحد، وفق ما أفاد به مصدر مطلع على المناقشات. وشارك وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت وممثل التجارة جاميسون غرير في محادثات مغلقة مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ عقدت في المدينة السويسرية في إطار جهود تبذل لخفض التوترات التجارية الناجمة عن رسوم باهظة فرضتها واشنطن على الصين وعن رد بكين عليها.

وفي وقت سابق اليوم السبت، وصفت الصين المحادثات التجارية بينها وبين الولايات المتحدة الجارية في جنيف، وهي الأولى بينهما منذ أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب حربه التجارية، بأنها "خطوة مهمة". وفي دليل على أهمية هذه المحادثات، أوفد البلدان ممثلين رفيعي المستوى إلى جنيف، بينهم وزير الخزانة الأميركي والممثل التجاري الأميركي ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ. وبدأت المناقشات صباح السبت في مقر إقامة الممثل الدائم لسويسرا لدى الأمم المتحدة في جنيف.

وجاء في تعليق نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن "التواصل في سويسرا هو خطوة مهمة نحو إيجاد حل للمسألة"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول تقدّم المفاوضات. ولم يشأ بيسنت الإدلاء بأي تعليق لدى توجّهه للمشاركة في اللقاء. كذلك، لم يصدر أي تعليق عن الوفد الأميركي. يقع المقر الذي تعقد فيه المحادثات بالقرب من حديقة كبيرة في المدينة السويسرية الواقعة على بحيرة ليمان.

توقف التجارة الثنائية

والجمعة، أبدى ترامب نيته خفض التصعيد باقتراحه خفض الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية من 145% إلى 80%. وقال وزير التجارة هاوورد لوتنيك لشبكة "فوكس نيوز" إن "الرئيس يرغب في حل المشكلة مع الصين. وكما قال، فهو يرغب في تهدئة الوضع". مع ذلك، لا تزال هذه الالتفاتة رمزية، لأن الرسوم الجمركية لا تزال مرتفعة للغاية على معظم الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، استخدم دونالد ترامب الرسوم الجمركية أداةً سياسيةً، وفرض رسوماً وصلت إلى 145% على السلع القادمة من الصين، إضافة إلى الرسوم المفروضة في الأساس. وردّت بكين، التي تعهدت بمحاربة الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب "حتى النهاية"، من خلال فرض رسوم بنسبة 125% على المنتجات الأميركية.

ونتيجة لذلك، توقفت التجارة الثنائية عملياً كما شهدت الأسواق اضطرابات قوية. وعشية المحادثات، قالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونغو أيويالا إنّ المفاوضات المقرّر عقدها في جنيف تشكّل "خطوة إيجابية وبنّاءة نحو خفض التصعيد". وكانت أوكونغو أيويالا أعربت في منتصف إبريل/نيسان عن "قلق بالغ إزاء حالة عدم اليقين المحيطة بالسياسات التجارية، بما في ذلك المواجهة بين الولايات المتحدة والصين".

وفي حين أن التجارة بين الولايات المتحدة والصين لا تمثل سوى حوالى 3% من تجارة السلع العالمية، نبّهت أوكونغو أيويالا إلى أن انقطاع الأواصر بينهما "قد تكون له عواقب بعيدة المدى... وقد يساهم في تجزئة أوسع للاقتصاد العالمي على أسس جيوسياسية إلى كتلتين معزولتين". من جهتها، علقت الرئيسة السويسرية كارين كيلر-سوتر، الجمعة، بالقول: "البارحة (الخميس)، كان الروح القدس في روما. لنأمل أن يحل الآن في جنيف لنهاية الأسبوع"، في إشارة إلى انتخاب البابا لاوون الرابع عشر.

ورقة رابحة 

ويبدو أن نائب رئيس الحكومة الصينية وصل إلى طاولة المفاوضات حاملاً ورقة رابحة. فقد أعلنت بكين، الجمعة، ارتفاع صادراتها بنسبة 8,1% في إبريل/نيسان، وهو رقم أعلى بأربع مرات من توقعات المحللين، وذلك بينما تراجعت صادراتها إلى الولايات المتحدة بحوالى 18%. لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت حذرت من أن الرئيس دونالد ترامب "لن يخفض الرسوم الجمركية على الصين من جانب واحد. يجب أن نرى تنازلات من قبلهم أيضاً".

وقالت بوني غلايزر التي تدير برنامج المحيطين الهندي والهادئ في صندوق مارشال الألماني، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إن "النتيجة المحتملة للمحادثات في سويسرا قد تكون الاتفاق على تعليق معظم - إن لم يكن كل - الرسوم الجمركية المفروضة هذه السنة، طوال مدة المفاوضات الثنائية". أما ليزي لي المتخصصة في الاقتصاد الصيني في معهد سياسات جمعية آسيا ومقرّه الولايات المتحدة، فتوقعت "فترة رمزية ومؤقتة"، يمكن أن "تخفّف التوترات، لكنّها لن تحلّ الخلافات الجوهرية".

ولا يتوقع شو بين، الأستاذ في كلية الصين وأوروبا الدولية للأعمال في شنغهاي، أن تعود التعرفات الجمركية إلى "مستوى معقول"ن وقال: "حتى لو انخفضت، فمن المحتمل أن يكون ذلك بمقدار النصف، وهنا أيضاً، سيكون ذلك مرتفعاً للغاية للقيام بأعمال تجارية عادية".

(فرانس برس، العربي الجديد)

Read Entire Article