ARTICLE AD BOX
بغداد: سرور العلي
هناك تنوع في الأسماء بالحضارة العراقية القديمة، كون سكنها أقواما مختلفة، مثل السومريين، والأكديين، والبابليين، والآشوريين، والحوريين، والكاشيين، والآموريين، والآراميين، والعرب القدماء، ولم يكن اطلاق الأسماء حكراً على الاشخاص، بل على الآلهة أيضاً، فبعض الآلهة لها أسماء سومرية واكدية في الوقت ذاته، ومن امثلة ذلك: عرف السومريون إنانا إلهة الحب والحرب والخصب، في حين عرفت في الاكدية باسم عشتار، وهكذا الآلهة الأخرى ومنها، إنكي يقابله ايا وهو إله الماء، وأوتو يقابله شمش وهو إله الشمس، وننا أو ننار يقابله سين وهو إله القمر، إشكور يقابله أدد وهو إله العواصف والطقس.
د. مثنى الهنداوي مختص بالآثار، بين في حديثه لـ"الصباح"،:"بعض الآلهة يحمل اكثر من اسم، فمثلاً مردوك إله بابل حمل خمسين اسماً ذكرت في ملحمة الإينوما إيليش (الخليفة البابلية)، وبعض الآلهة قد تكتب أسماؤها بشكل أرقام، كما مردوك الذي قد يكتب بالرقم ٥٠ دلالة على أسمائه، أو سين إله القمر يحمل الرقم ٣٠ وهذا الرقم يرتبط بعدد أيام الشهر، وعشتار التي تحمل الرقم ١٥ وهكذا".
وأوضح الهنداوي "كان العراقيون القدماء ومنذ ولادة ابنائهم يمنحون المولود الجديد اسماً بحدود الممكن والمسموح، وهي تحمل اسماء ترتبط غالبها بالآلهة، وهي بصيغ العبودية أو الشكر للآلهة، وهذه ميزة للعراقيين القدماء، وسبب منح العراقيين أسماء لمواليدهم عند الولادة، بسبب ارتباط ذلك بالمعتقدات الدينية، إذ إن الإنسان يخلد بذكر اسمه، ولأن الاسم لا يموت بموته، بل يبقى ليدل على أعماله المتميزة، ولعل من أهم الطقوس التي إداها العراقيين القدماء للموتى طقس عرف بصيغة: شوما زكّارو، ومعناه: ذكر الاسم".
وقد تدل بعض الأسماء على الاقوام الموجودة، وبعضها سومري الصيغة مثل: گوديا ومعناه المنادى من قبل الإله (الرسول) ، أو اورنمو (خادم او رجل او عبد الإله نمو)، ونمو من الآلهة المرتبطة بالبحر، او حمورابي المشتق من اسم آموري ومعناه من مقطعين: الإله حمو (من آلهة الشمس)، رابي: عظيم ، مكثر، او اسماء ترد بصيغ حورية شمال العراق مثل تخيب تيلا، كوشي خاربا، او اسماء آرامية مثل: الأمير الآشوري گومايا، او اسماء عربية قديمة لم تقتصر على العراق فقط، لكن ارتبطت في حروب مع ملوك الآشوريين، وبعضهم دخل في تحالفات مع البابليين أو أقوام أخرى في بلاد الشام: مثل جندبو ملك العرب، شمسي ملكة العرب، وأبي ياطي، كما وجدت اسماء في نصوص مدينة الحضر بصيغ عراقية قديمة وآرامية وعربية، مثال للأسماء العربية : نصرو = نصر ، شعدو = سعد، معنو = معن وغيره،
لافتاً إلى أنه من المهم ملاحظة أن بعض الاسماء تكون شائعة في عصور، وتتراجع لتحل صيغ اسماء ترتبط بآلهة، مثلاً في الالف الثاني قبل الميلاد نجد اسماء مركبة مع اسماء آلهة فيها اسماء شمش في بابل، إذ إن مكانة شمش متقدمة، لذلك نجد هذا الإله منقوش على مسلة حمورابي وأمامه الاخير، وهو يستلم منه الشرائع، حيث يمثل شمش إله العدل والشمس في الوقت ذاته، لكن عبادته كانت متقدمة ومع بقائه في الألف الأول قبل الميلاد كواحد من اهم الآلهة، لكن سنجد تقدم مردوك في بلاد بابل، وسيكون دوره هو المتقدم على بقية الآلهة، ومعه ولده نابو إله الكتابة، وهنا ستزيد الاسماء المرتبطة بهذه الآلهة، بينما سيقابل مردوك في بابل، آشور في بلاد آشور وهذا إلى جانب آلهة أخرى مثل سين وعشتار وأدد.
مؤكداً "كما حملت المعابد اسماء سومرية، وهي حالة استمرت حتى انتهاء حضارة العراق القديم، ومثال ذلك معبد مردوك في بابل الذي عرف بـ ايساگيلا، ومعناه بيت الرأس العالي أو بيت الرأس المرفوع، أو معبد عشتار اربيل الذي عرف بصيغة: اي - كاشان - كلاما، ومعناه معبد سيدة البلاد".
ولم تقتصر الاسماء على ذلك، بل سميت به حتى اسلحة الآلهة مثال ذلك سلاح الإله نينورتا عرف باسم كروزوكمم، وحتى بعض الملوك مثل آشوربانيبال كان لسيفه اسم وهو: منالداس، وهذا يذكرنا بتسمية العرب للسيوف بأسماء مثل المهند والبتار، ولعل اشهر سيف في التاريخ الإسلامي، والذي يحمل اسماً هو سيف الإمام علي بن أبي طالب (ع) المشهور بـ (ذو الفقار)، وقد شملت الاسماء حتى العفاريت والارواح الخفية والشياطين، فهناك اسماء مثل: پازوزو، ولاماشتو، ورابيصو، وأخازو، واوتوكو.