ARTICLE AD BOX
انتعشت الأسواق العالمية، اليوم الثلاثاء، بعد يوم من توقيع الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين، حيث تعافت أسعار الذهب وصعد اليوان الصيني واحتفظ الدولار بمكاسبه، واستقرت أسعار النفط. وبعد مفاوضات استمرت يومين في جنيف، أعلنت الولايات المتحدة والصين تخفيضات في الرسوم الجمركية للأشهر الثلاثة المقبلة. وجرى تخفيض الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات الصينية من 145% إلى 30%، وانخفضت الرسوم الجمركية الصينية على الواردات الأميركية من 125% إلى 10%، مما دعم الأسهم العالمية. وكانت الولايات المتحدة والصين قد فرضتا رسوما جمركية متبادلة الشهر الماضي، مما أثار حربا تجارية.
وينتظر المتعاملون تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي - التضخم، المقرر صدوره في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، وسط توقعات بارتفاع التضخم الشهري في إبريل/ نيسان الماضي، للحصول على مؤشرات جديدة على مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي). وتتوقع السوق خفض البنك المركزي الأميركي لأسعار الفائدة بمقدار 55 نقطة أساس هذا العام، بدءاً من سبتمبر/ أيلول.
تعافي الذهب
وفي أسواق المعادن النفيسة، تعافى الذهب وسط اقتناص الصفقات، بعد أن سجلت الأسعار أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوع في الجلسة السابقة، إذ تعزز الإقبال على المخاطرة بعد الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين على تقليص الرسوم الجمركية المتبادلة مؤقتا، مما قلص بدوره الإقبال على أصول الملاذ الآمن مثل الذهب.
وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0. % إلى 3250.50 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 04:58 بتوقيت غرينتش. وسجل الذهب انخفاضا 2.7% في الجلسة السابقة. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.9% إلى 3255.30 دولارا.
وقال تيم ووترر، كبير محللي الأسواق لدى كيه.سي.إم تريد، إن "احتمالات تحسن العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عززت الإقبال على المخاطرة، وبالتالي تراجع الطلب على الملاذ الآمن". وأضاف ووترر أنه "إذا لم تسفر بيانات التضخم عن انخفاض، فقد يضعف ذلك زخم الدولار، مما قد يساهم في صعود الذهب في المستقبل".
وعادة ما يميل الذهب، الذي ينظر إليه على أنه ملاذ آمن في أوقات الضبابية السياسية والاقتصادية، إلى الصعود في ظل أسعار الفائدة المنخفضة. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 1.3% إلى 33.02 دولارا للأوقية، وارتفع البلاتين 1.1% إلى 985.31 دولارا، وصعد البلاديوم 0.2% إلى 947.51 دولارا.
صعود اليوان واستقرار الدولار
وفي أسواق العملات، تراجع الدولار قليلا اليوم الثلاثاء، لكنه احتفظ بمعظم مكاسبه بفضل استمرار التفاؤل بشأن اتفاق الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، والذي كبح الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وقال رودريجو كاتريل، كبير خبراء النقد الأجنبي في بنك أستراليا الوطني: "كان الأمر أفضل بكثير مما توقعته السوق". وأضاف "إنه مجرد مؤشر على أن الإدارة الأميركية حساسة جدا لتأثير (الرسوم الجمركية) على الاقتصاد، وسيقول البعض إن هناك تراجعا كبيرا فيما يتعلق بتأثيرها".
وارتفع اليوان الصيني إلى أعلى مستوى في ستة أشهر عند 7.18 مقابل الدولار. وزاد الدولار الأسترالي 0.64% إلى 0.6412 دولار، وارتفع الدولار النيوزيلندي 0.55% ليصل إلى 0.5889 دولار. وانتعش الين واليورو بعد انخفاضات حادة مقابل الدولار في الجلسة السابقة. وصعد الين 0.48% إلى 147.76 للدولار، بعد أن انخفض بأكثر من اثنين بالمائة أمس الاثنين. وارتفع اليورو 0.25% إلى 1.11 دولار، بعد أن انخفض 1.4% خلال الليل.
وأشار كاتريل إلى أنه "يمكن القول إن التحركات الكبيرة قد شوهدت، لكن فيما يتعلق بنطاق توسع هذه التحركات، أعتقد أن اليورو والين تحديدا سيميلان إلى هذه التحركات ويرتفعان قليلا خلال الأسابيع المقبلة". وانخفض الدولار 0.25% إلى 0.8429 فرنك سويسري ليتخلى عن بعض مكاسب أمس الاثنين، التي بلغت 1.6%. وزاد الجنيه الإسترليني 0.16% إلى 1.3199 دولار. وحام الدولار قرب أعلى مستوى في شهر مقابل مجموعة من العملات وسجل 101.54 في أحدث التعاملات.
وفيما يتعلق بالعملات المشفرة، سجلت بيتكوين في أحدث التعاملات 102.600 دولار بعد ارتفاعها في الجلسة السابقة إلى أعلى مستوى لها منذ 31 يناير/ كانون الثاني. وتراجعت عملة إيثر 1.1% إلى 2458.36 دولارا، لكنها ظلت قرب أعلى مستوى في أكثر من شهرين والذي سجلته أمس الاثنين.
استقرار أسعار النفط
وفي أسواق الطاقة، استقرت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، متأثرة بارتفاع الإمدادات والحذر بشأن ما إذا كان التوقف في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين سيؤدي إلى اتفاق طويل الأجل. وبحلول الساعة 08:03 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسعة سنتات، بما يعادل 0.14%، إلى 65.05 دولارا للبرميل. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 11 سنتا، أو نحو 0.2%، إلى 62.06 دولارا.
وارتفع الخامان القياسيان بنحو أربعة بالمائة أو أكثر في الجلسة السابقة، بعد أن اتفقت الولايات المتحدة والصين على تخفيضات حادة في الرسوم الجمركية لمدة 90 يوما على الأقل، وهو ما عزز أيضا أسهم "وول ستريت" والدولار. وقال تاماس فارجا المحلل لدى بي.في.إم إن السوق تقيّم الآن تأثير الهدنة التجارية.
وأضاف أنه "مع الزيادة الكبيرة المقررة في إمدادات أوبك+ في مايو ويونيو، فإن الصعود قد يكون محدودا". وزادت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها إنتاج النفط بأكثر من المتوقع منذ إبريل/ نيسان، ومن المرجح أن يرتفع الإنتاج في مايو/ أيار بنحو 411 ألف برميل يوميا.
ومع ذلك، أدت بعض المؤشرات على أن الطلب على الوقود المكرر لا يزال قويا للحد من انخفاض أسعار النفط. وقال محللون في جيه.بي مورغان في مذكرة: "رغم تدهور توقعات الطلب على النفط الخام، لا يمكن إغفال الإشارات الإيجابية من أسواق الوقود. فرغم انخفاض أسعار النفط الخام العالمية بنسبة 22% منذ بلغت ذروتها في 15 يناير، فإن أسعار المنتجات المكررة وهوامش التكرير ظلت مستقرة".
(رويترز، العربي الجديد)
