الأسواق اليوم: صعود الذهب والنفط وسط ضعف الدولار والتهديدات لإيران

8 hours ago 1
ARTICLE AD BOX

صعد الذهب، اليوم الأربعاء، إلى أعلى مستوياته في أسبوع، مع ضعف الدولار وسعي المستثمرين إلى الملاذ الآمن، وسط حالة من عدم اليقين المالي في الولايات المتحدة، حيث يناقش الكونغرس مشروعاً شاملاً للضرائب. يأتي هذا في الوقت الذي ارتفع فيه سعر النفط بعد تهديدات إسرائيل بضرب منشآت نووية في إيران. وذكرت شبكة "سي أن أن"، أمس الثلاثاء، نقلاً عن مسؤولين أميركيين مطلعين، أنّ معلومات مخابرات جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة، تشير إلى أن إسرائيل تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية. وأضافت الشبكة الإخبارية نقلاً عن المسؤولين أنه لم يتضح ما إذا كان قادة إسرائيل اتخذوا قراراً نهائياً.

وعقدت الولايات المتحدة وإيران عدة جولات من المحادثات هذا العام حول البرنامج النووي الإيراني، وأعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض عقوبات أشد على صادرات النفط الخام الإيرانية لإجبار طهران على التخلي عن طموحاتها النووية. ورغم هذه المحادثات، أدلى مسؤولون أميركيون والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بتعليقات أمس تشير إلى أن الجانبين لا يزالان بعيدين عن التوصل إلى حل. 

وفي الشأن المالي الأميركي، ضغط ترامب، أمس الثلاثاء، على رفاقه الجمهوريين في الكونغرس لتوحيد صفوفهم خلف مشروع قانون شامل لخفض الضرائب سيؤدي إلى رفع الدين العام الأميركي، لكنه فشل على ما يبدو في إقناع مجموعة من الرافضين الذين لا يزال بإمكانهم عرقلة المشروع.

صعود الذهب

وفي أسواق المعادن النفيسة، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1% إلى 3320.37 دولاراً للأوقية، بعد أن سجل أعلى مستوى له منذ 12 مايو/ أيار في وقت سابق من الجلسة. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% إلى 3295.80 دولاراً. وتراجع الدولار إلى أدنى مستوى له منذ الثامن من مايو/ أيار، مما يجعل الذهب المسعر بالدولار أرخص لحائزي العملات الأجنبية. 

وقال إدوارد مائير المحلل في شركة ماريكس "خسر مؤشر الدولار العام أكثر من نقطة كاملة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مع استمرار تصنيف موديز الائتماني بالإضافة إلى الشكوك حول مشروع قانون الضرائب الذي قدمه (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب في تقويض الدولار".

وقال تيم ووترير كبير محللي السوق في "كي سي إم" "من المرجح أن يشهد الذهب مزيداً من الارتفاع على المدى المتوسط إلى الطويل، على الرغم من أنه إذا ظهرت أي عناوين إيجابية لصفقات تجارية، فقد يكون ذلك عقبة أمام الذهب في محاولة استعادة مستوى 3500 دولار".

وأما ما يخص المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.2% إلى 32.99 دولاراً للأونصة، ونزل البلاتين 0.3% إلى 1050.25 دولاراً، بينما صعد البلاديوم بنسبة 0.5% إلى 1017.93 دولاراً، وهو أعلى مستوى له منذ الرابع من فبراير/ شباط.

ارتفاع النفط

وفي أسواق الطاقة، قفزت أسعار النفط بأكثر من 1%، اليوم الأربعاء، متأثرة بمخاوف تتعلق بتعطل الإمدادات من الشرق الأوسط بعدما ذكرت شبكة "سي أن أن" أنّ إسرائيل تجهز لتوجيه ضربة إلى منشآت نووية إيرانية. وبحلول الساعة 06.30 بتوقيت غرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت لشهر يوليو/ تموز 68 سنتاً أو 1.04% إلى 66.06 دولاراً للبرميل. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر يوليو 70 سنتاً أو 1.1% مسجلة 62.73 دولاراً. 

وقال خبراء استراتيجيات السلع في "آي إن جي" اليوم "مثل هذا التصعيد لن يعرض الإمدادات الإيرانية للخطر فحسب، بل سيعرض أجزاء كبيرة من المنطقة للخطر أيضاً". وإيران ثالث أكبر منتج بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، وربما يؤدي أي هجوم إسرائيلي إلى تعطل إمداداتها من الخام.

وهناك أيضاً مخاوف من احتمال رد إيران، في حال مهاجمتها، بمنع تدفقات ناقلات النفط عبر مضيق هرمز بالخليج الذي تصدر من خلاله السعودية والكويت والعراق والإمارات النفط الخام والوقود. وقال محللو آي.إن.جي "هناك محادثات نووية غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي، في حال نجاحها، ربما تدفع السوق إلى الارتفاع بقدر أكبر. ومع ذلك، يبدو أنّ هذه المحادثات تفقد زخمها".

ورغم ذلك، ظهرت بوادر على زيادة الإمدادات. وذكرت مصادر بالسوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي، أمس الثلاثاء، أنّ مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي بينما انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير. وقالت المصادر إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم، ارتفعت بمقدار 2.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 16 مايو/ أيار.

ويترقب المستثمرون أيضاً بيانات مخزونات النفط الأميركية الحكومية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة في وقت لاحق اليوم الأربعاء. وكشف مصدر في القطاع عن أنّ إنتاج كازاخستان من النفط زاد 2% في مايو، وهي زيادة تتحدى ضغوط تحالف "أوبك+" لخفض إنتاجها.

هبوط الدولار

وفي أسواق العملات، انخفض الدولار، اليوم الأربعاء، مواصلاً تراجعه الذي استمر يومين أمام العملات الرئيسية الأخرى، إذ لم يتمكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إقناع الجمهوريين الرافضين بدعم مشروع قانون الضرائب الشامل الذي طرحه. ويتوخى المتعاملون أيضاً الحذر من احتمال سعي المسؤولين الأميركيين لإضعاف الدولار في اجتماعات وزراء مالية مجموعة السبع المنعقدة حالياً في كندا.

وهذا الأسبوع، تباطأت التطورات بشكل كبير في حرب الرسوم الجمركية العالمية التي يشنها ترامب، والتي أدت إلى تأرجح العملات بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية، حتى مع اقتراب نهاية مهلة التسعين يوماً التي تشهد تعليقاً لرسوم جمركية على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة من دون إبرام اتفاقيات تجارية جديدة. وفي حين لا تزال الأسواق متفائلة بأن البيت الأبيض حريص على عودة التدفق التجاري على أساس مستدام، يبدو أن المحادثات مع الحليفتين المقربتين طوكيو وسيول فقدت زخمها. ومع تضافر كل ذلك، ظل الدولار تحت الضغط.

وكتب محللو بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة "لا نعتبر أن الدولار، والأصول الأميركية عموماً، في بداية دوامة من الانهيار". واستطردوا "مع ذلك، نتوقع أن يضعف الدولار مجدداً في عام 2026 بمجرد تلاشي الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية وانخفاض أسعار الفائدة الذي سيدعم انتعاش الاقتصاد العالمي".

ويقول محللون إنّ مشروع قانون ترامب الضريبي سيضيف ما بين ثلاثة وخمسة تريليونات دولار إلى ديون البلاد. ويؤثر تضخم الديون والخلافات التجارية وضعف الثقة على الأصول الأميركية. وكتب محللو "غولدمان ساكس"، في مذكرة بحثية، "معدلات الرسوم الجمركية الآن أقل، ولكنها ليست منخفضة، ويمكن قول الشيء نفسه عن مخاطر الركود في الولايات المتحدة".

وأضافوا "لا تزال الولايات المتحدة تواجه أسوأ مزيج بين النمو والتضخم بين الاقتصادات الرئيسية، وبينما يشق مشروع القانون المالي طريقه بالكونغرس، فإن تراجع التفوق الأميركي يُثبت، حرفياً، أنه مكلف في وقت يشهد احتياجات تمويل كبيرة". وتابعوا "يفتح هذا مسارات أوسع لضعف الدولار ومنحنى أكثر انحداراً لسندات الخزانة الأميركية".

وتراجع الدولار 0.55% إلى 143.715 يناً بحلول الساعة 05.20 بتوقيت غرينتش، ونزل 0.67% إلى 0.8222 فرنك سويسري. وارتفع اليورو 0.42% إلى 1.1332 دولار، في حين زاد الجنيه الإسترليني 0.3% إلى 1.34315 دولار. وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، 0.38% إلى 99.59، مواصلاً انخفاضاً بلغ 1.3%على مدار يومين.

(رويترز، العربي الجديد)

Read Entire Article