تُعتبر الأُم مرآة الطفل التي ينظر إليها عند الكلام، فأنت المرجع اللغوي الأساسي له، لذلك ينبغي عليك نطق الحروف بشكل سليم.
من الضروري أن تقيمي حواراً معه أثناء النهار، لأنّ ذلك سيكون بمثابة عامل مساعد يمكنه من التعبير عن نفسه بشكل صحيح. تجنّبي استعمال اللغة الطفولية معه، حاولي أن تتفادي تصحيح كلامه بطريقة أو بأخرى؛ لكن كرري الكلمة التي ينطقها خطأ بشكل صحيح مرّات عدة من دون أن يدرك ذلك، وسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية.
وأشارت طبيبة الأطفال غوادالوبي ديل كاستيو، وهي عضو في الرابطة الإسبانية لطب الأطفال والرعاية الأولية، إلى أنّه من الصعب تحديد نمط حياة طبيعي يجمع كلّ الأطفال، وذلك مثله مثل مسألة تطوّر النمو، التي تختلف من طفل إلى آخر بدرجة كبيرة، لأنّه لكلّ طفل نمط تطوّر خاص به، ففي عمر السنتين، يتمتع جميع الأطفال بقابلية معينة لفهم ما يحيط بهم، ويصبحون قادرين على تكوين جملة تتكون على الأقل من كلميتن، وعلى الرغم من أنّ هذه الجملة لن تكون سليمة نحوياً، فإنّ المهم في هذه المرحلة اكتساب القدرة على التواصل وإخراج كلمات واضحة يستخدمها في هذا التواصل.
ويؤكد خبير علم النفس وتقويم النطق خوسيه رويز: أنّ العديد من الأطفال يعانون مشاكل على مستوى النطق في سن مبكرة جدّاً، وتُعتبر هذه الحالة نتيجة لعدم التواصل والحديث معه منذ صغره، كما يرجع سبب ذلك إلى قلة عدد الأشقاء في الأسرة، أو عدم وجود الكثير من الأشخاص الذين يقضون وقتاً معه، ويسعون بأي طريقة من الطُّرق إلى مساعدته على اكتساب اللغة، وبسبب قلة التواصل، لا يسمع كلمات كثيرة ولا يرى مَن حوله مَن يكلمه، وهذا يبعده عن محاولة تقليد ومحاكاة غيره في الكلام.