الأمم المتحدة: الخطة الإسرائيلية لمساعدات غزة غطاء لتشريد الفلسطينيين

6 days ago 4
ARTICLE AD BOX

<p>لم تدخل أية مساعدات غزة منذ الثاني من مارس الماضي (أ&nbsp;ف ب)</p>

انتقد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر أمس الثلاثاء خطة توزيع المساعدات في قطاع غزة، التي وضعتها إسرائيل وأيدتها الولايات المتحدة، ووصفها بأنها "غطاء لمزيد من العنف والتشريد" للفلسطينيين في القطاع الذي عصفت به الحرب.

وقال فليتشر لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، "إنها مجرد مسرحية هزلية وتشتيت متعمد".

لم تدخل أية مساعدات غزة منذ الثاني من مارس (آذار) الماضي، وحذر مرصد عالمي لمراقبة الجوع من أن نصف مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، أي ربع سكان القطاع.

اقترحت إسرائيل الأسبوع الماضي أن تتولى شركات خاصة توزيع المساعدات في جنوب غزة فور بدء هجوم إسرائيلي موسع في حربها على القطاع التي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد هجوم شنته حركة "حماس" على إسرائيل، وتتولى منظمات الإغاثة الدولية ومنظمات تابعة للأمم المتحدة تسليم المساعدات.

وأضاف فليتشر "بإمكاننا إنقاذ أرواح مئات الآلاف، لدينا آليات صارمة لضمان وصول مساعداتنا إلى المدنيين وليس إلى حركة حماس، لكن إسرائيل تمنعنا من الوصول، وتضع إخلاء غزة من سكانها هدفاً مقدماً على حماية أرواح المدنيين".

وتتهم إسرائيل "حماس" بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة، وأعلنت إسرائيل أنها لن تسمح بدخول البضائع والإمدادات إلى غزة حتى تفرج حركة "حماس" المسلحة عن جميع الرهائن المتبقين لديها.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي يقوم حالياً بزيارة رسمية إلى اليابان اليوم الأربعاء، إن إسرائيل أقرت ما سماه "الخطة الإنسانية الأميركية" التي ستقدم بموجبها المساعدات من صندوق خاص، مضيفاً "ستوجه المساعدات مباشرة إلى الشعب، يجب منع حماس من الاستيلاء عليها".

ورفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المقترح الإسرائيلي، وقال في أبريل (نيسان) الماضي إنه يعني خطراً يتمثل في "مزيد من السيطرة على المساعدات، وتقييدها بصورة قاسية حتى آخر سعرة حرارية وحبة دقيق".

وتقول الأمم المتحدة إن أي توزيع للمساعدات يجب أن يكون مستقلاً ونزيهاً ومحايداً، بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية.

وذكر فليتشر أن الأمم المتحدة اجتمعت أكثر من 10 مرات مع السلطات الإسرائيلية لمناقشة نموذج توزيع المساعدات الإسرائيلي المقترح لإيجاد حل لكن من دون جدوى، وأن الشروط الأساسية تشمل القدرة على إيصال المساعدات إلى جميع المحتاجين أينما كانوا في غزة.

ووسط هذا الجمود، أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي دعمها لآلية تسند مهمة توصيل المساعدات إلى غزة لشركات خاصة، وهو نهج بدا مشابهاً لمقترح إسرائيل، لكنها لم تقدم تفاصيل تذكر عن الخطة.

وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون لمجلس الأمن "لن نسمح للنظام القديم البالي بأن يظل على حاله، نثمن الجهود المبذولة لبناء آلية جديدة قائمة على المساءلة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل

قالت دوروثي شيا القائمة بأعمال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن أمس الثلاثاء إن مسؤولين أميركيين كباراً يعملون مع إسرائيل لتمكين مؤسسة غزة الإنسانية المنشأة حديثاً من "تقديم آلية آمنة قادرة على إيصال المساعدات مباشرة إلى المحتاجين من دون أن تقوم ’حماس‘ بسرقة أو نهب أو استغلال هذه المساعدات لأغراضها الخاصة".

وحثت شيا الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على التعاون، قائلة إن المؤسسة ستقدم المساعدات بما يتوافق مع المبادئ الإنسانية، وإنها "ستضمن أمنها حتى تصل السلع إلى المدنيين المحتاجين".

وقالت المندوبة الأميركية "بينما قد تختار بعض المنظمات الإنسانية في نهاية المطاف عدم المشاركة في هذه المناقشات، فإن منظمات أخرى اختارت مساراً بناء بصورة أكبر، وستكون قادرة على تقديم المساعدات بطريقة مناسبة، ونأمل أن يكون ذلك في القريب العاجل".

وقال فليتشر إن أسلوب التوزيع الذي وضعته إسرائيل ليس هو الحل، ويعود ذلك لأسباب منها أن إسرائيل أعلنت أنها ستحد من توزيع المساعدات في جنوب غزة خلال الهجوم الذي تخطط له، مما سيجبر السكان على الانتقال إلى أماكن أخرى للحصول على المساعدات.

وقال لمجلس الأمن الدولي "سيؤدي لمزيد من عميات النزوح، ويعرض آلاف الأشخاص للأذى، ويحصر المساعدات في جزء واحد فقط من غزة، بينما لا يلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، ويجعل المساعدات مشروطة بأهداف سياسية وعسكرية، ويجعل من المجاعة ورقة مساومة".

وعبر معظم أعضاء مجلس الأمن، البالغ عددهم 15، عن قلقهم إزاء خطط توزيع المساعدات المقترحة.

وقالت بريطانيا وفرنسا وسلوفينيا واليونان والدنمرك في بيان مشترك قبل اجتماع المجلس، "لا يمكننا دعم أي نموذج يضع الأهداف السياسية أو العسكرية فوق احتياجات المدنيين، أو يقوض قدرة الأمم المتحدة والشركاء الآخرين على العمل بصورة مستقلة".

اندلعت الحرب على غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعدما شنت "حماس" هجوماً قالت إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص في جنوب إسرائيل واحتجاز نحو 250 رهينة، وتقول سلطات الصحة في غزة إن أكثر من 52700 فلسطيني قتلوا في الحرب منذ ذلك الحين.

subtitle: 
وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر وصفها بأنها "مجرد مسرحية هزلية وتشتيت متعمد"
publication date: 
الأربعاء, مايو 14, 2025 - 13:30
Read Entire Article